(العالم الجديد) تنفرد بنشر القصة الكاملة لاختطاف ونحر الملازم أبو بكر السامرائي

عبثا تخبئ والدته ملابسه العسكرية كل مرة كان يهم فيها للالتحاق بالخدمة العسكرية، حتى أنها…

عبثا تخبئ والدته ملابسه العسكرية كل مرة كان يهم فيها للالتحاق بالخدمة العسكرية، حتى أنها لم تحص عدد المرات التي طالبته فيها بترك المهنة الخطيرة، غير أنه كان يواجه خوفها الشديد على حياته بكلمات ثقة مشفوعة بابتسامات طمأنة، مصرّا على الاستمرار في عمله كضابط في حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية.

يوم أمس الثلاثاء، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة صاخبة عقب انتشار مقطع فيديو يوثق عملية نحر هذا الضابط العراقي على يد تنظيم داعش الارهابي الذي يتعرض الى هزائم متلاحقة في آخر معاقله بالموصل شمالي البلاد.  

مقرب من الضحية يروي لـ”العالم الجديد” تفاصيل اختطاف ومقتل وشخصية الضابط المميز بكفاءته وشجاعته وهو يعرف بشخصية “الشهيد”، بالقول “هو أبو بكر عباس ياسين حسين الدراجي، ينحدر من مدينة سامراء (التابعة لمحافظة صلاح الدين)، وهو ضابط برتبة ملازم أول في الجيش العراقي، ويعمل كمخول وقود في اللواء الرابع/ حرس حدود التابع لقيادة المنطقة الثالثة”، لافتا الى أن “الشهيد هو خريج الدورة 60 كلية شرطة والتي يطلق عليها دورة الشهداء لكثرة ما قدته من ضحايا”.

Image

                                      السامرائي بالزي العربي التقليدي (العالم الجديد)

ووصف المصدر وهو أحد أقرباء الملازم الدراجي، الضحية بأنه “من المتميزين بالدورة، وكان معروفا بشهامته وشجاعته وإخلاصه وأخلاقه، ومهنيته العالية، فضلا عن كفاءته في جوانب التدريب البدني”، منوها الى أن “الشهيد واجه تعرضات عديدة خلال مدة خدمته، إلا أنه كان يصر كل مرة على الاستمرار في حماية الحدود، ويطمئن والدته الخائفة على حياته”. 

وأوضح المصدر في حديثه لـ”العالم الجديد” أمس، أن “الشهيد تم خطفه قبل 27 يوما أثناء عودته من منفذ طريبيل (الحدود العراقية الأردنية) الى المنزل للتمتع باجازته المعتادة”، مبينا “تم ذلك بعد رصده من قبل تنظيم داعش الارهابي الذي رصد حركة الضابط الشهيد وثاثنين من زملائه، أحدهما منتسب والآخر سائق شاحنة وقود تابعة لحرس الحدود التي يعمل فيها الجميع، متجهين الى كربلاء في طريق العودة الى منازلهم”.  

وبين أن “عصابات داعش استخدمت الطائرة المسيرة لرصد حركة الضحايا فاستكشفت المكان الذي مرت فيه الشاحنة ضمن قاطع اللواء السابع/ حرس حدود التابع لقيادة المنطقة الثانية، حيث قاموا بنصب كمين”، مؤكدا أن “عناصر التنظيم نفذوا عملية الخطف واقتادوا المختطفين الثلاثة الى صحراء الرطبة”.  

وكشف المصدر المقرب من الضحية، أن “وحدة الاستخبارات التابعة لحرس الحدود، تتبعت مسار الاختطاف، واتجهت لتفتيش القاطع بعمق 20 كلم باتجاه الرطبة، و10 كلم في عمق صحراء النجف، الا أنهم لم يعثروا على أي أثر يذكر”.   وتابع “بعد ثلاثة أيام اتصل المجرمون بوالد الشهيد الملازم أول أبو بكر وطلبوا منه فدية تبلغ 100 الف دولار، الا أن عائلته لم تتمكن من تأمين المبلغ المذكور أو تخفضه الى قدر معقول، وخلال ذلك انقطع الخط مع الخاطفين”، منوها الى أن “القوات الامنية قامت بعد ذلك بتكثيف عمليات التفتيش ونصب الكمائن دون جدوى، حتى قام داعش بإرسال فيديو عملية نحر الشهيد على صفحات أصدقائه بموقع الفيسبوك، مرفق برسائل تهديد، الأمر الذي شكل صدمة لهم ولعائلة الشهيد”.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور مقتل الملازم اول أبو بكر السامرائي حيث تنأى “العالم الجديد” عن نشرها حفاظا على مشاعر القراء الكرام لشدة بشاعتها، في المقابل أشاد المدونون بشجاعته التي ظهرت على محياه في لحظة إعدامه.  

Image

             (الاول من اليمين) برفقة أقربائه بينهم النائب شعلان الكريم واللواء هشام الدراجي

Image

     فنان عراقي وثق لحظة اعدام “الشهيد” باضافة علامة النصر

إقرأ أيضا