لاجئون

البلاد فقدت موتاها واحدا بعد الآخر   لأنفاسها رائحة بارود يدمن الحياة   يصوغها الدخان…

البلاد فقدت موتاها واحدا بعد الآخر

 

لأنفاسها رائحة بارود يدمن الحياة

 

يصوغها الدخان مآذن وأطلال

 

دُمِغتْ ندبها قبور

 

ابتلعت أحياءها واحدا بعد الآخر

 

تراب ميت يهيل فوق التراب

 

وجوه كثيرة للحرب وجوه ثلاثة أربعة خمسة أعوام

 

لرجل واحد لامرأة واحدة

 

اختصروا جثة وطن

 

في إعلانات بيضاء

 


 

 

أجنة المدينة في ملاجئ أرضية

 

مختبئة

 

(بدوا لأنفسهم أشباحا) تشيع حيواتها

 

تجوس مشاعرها بكلمات العزاء

 

تخلف على الرمل الأبيض للورقة

 

آثار أقدامها السوداء

 

ثم يدفنون جثثهم في الإعلانات البيضاء: نعوات

 


 

 

ضمير الخوف ينعق بالفرار يتحدثون في الليل المرتجف بماء:

 

ربما للموت ملاذ آخر

 

ويطوون على أكتافهم الإعلانات البيضاء

 

بثقل موتاها

 

بفم مفتوح ابتلع الصرخة والدمعة

 

تيبس على حوافه دعاء

 

تلبسهم القوارب أجسادا مغلولة برياحين القبور

 

بآمال تشردت على يم التعاويذ

 

لكن البحر المنشغل بالصلاة ارتكب الدوار

 

ثم فتح مجلس عزاء

 

على إعلاناته الزرقاء شيّع حيواتهم

 

لاجئين

 

 

 

سمر المحمود: شاعرة وكاتبة سورية

 

إقرأ أيضا