تداول الفضائح الجنسية وتداعياتها الخطيرة في مجتمع محافظ 

بين الحين والاخر تنتشر كالنار في الهشيم بمواقع التواصل الاجتماعي فضائح جنسية مصورة، اما بالفيديو…

بين الحين والاخر تنتشر كالنار في الهشيم بمواقع التواصل الاجتماعي فضائح جنسية مصورة، اما بالفيديو او الصور فقط، وفي معظم الاحيان تؤدي تلك الفضائح الى مضاعفات كبيرة على الاشخاص انفسهم، بل احيانا تؤدي الى قتلهم من قبل المحيطين بهم في مجتمع يحرص كثيرا على الظهور بصورة متحفظة فيما يتعلق بالعلاقات بين الجنسين، سقف المشكلة لا يقتصر على قتل شخص او اثنين بل قد يتعداه الى سقوط العديد من الضحايا في نزاعات عشائرية تنتقم لشرفها بطريقة دموية جدا.

شرائح كبيرة في المجتمع الذي يتحدث كثيرا عن الفضيلة والاخلاق النبيلة لا تتورع عن التشهير والتسلية بفضائح من هذا النوع بل تعتبرها مادة مناسبة يتعاطى معها من زاوية كوميدية بحتة مهما كانت مضاعفاتها السلبية كبيرة، الملفت ان جزءا مهما ممن يتفاعل سلبا مع تلك الفضائح ويتداولها بل ويروج لتداولها شخصيات محسوبة على النخب المثقفة المعنية بضبط ايقاع جموح الظواهر السلبية والخطيرة في المجتمع!

ما يزيد الطين بلة انه بالنسبة للإنسان الشرقي وخصوصا العربي فان العلاقات الحميمية مع الجنس الاخر لن تكتمل دون عقدة التوثيق المرئي. يوثق لنفسه او لغيره علاقاته الحميمية ويقوم بنشرها بين اصدقائه بدافع التباهي والتبجح بانجاز فذ! الملفت اننا نهمل ذاكرتنا الهائلة بافراط ولكننا غير مستعدين للتفريط باي لحظة متعة دون ان نوثقها! حالة غريبة وملفتة للانتباه! التوثيق الذي يشكل خطرا على ابطال اللحظة نفسها وعلى كل من يحيط بهم! بسبب ذلك التوثيق الذي يشمل احيانا حتى العلاقة بين الزوجين انفسهم للاسف الشديد، حصلت الكثير من الانهيارات الاجتماعية ولازالت الانهيارات في تصاعد. على الشرائح الواعية في المجتمع ان تحاول جاهدة على الاقل لتقليل سعة ظاهرة الشهير، وتوثيق علاقات من هذا النوع بشكل او بآخر، فالامور تتجه من سيء الى اسوأ على هذا الصعيد، في مجتمع لم يكن يكن مهيئا بما يكفي لكي يتعاطى بطريقة ناضجة مع افرازات التطور العلمي الهائل، حتى اصبحت ظواهر التكنلوجيا الحديثة وبال على المجتمع العراقي وربما بقية المجتمعات العربية ايضا.

 

 
 

إقرأ أيضا