الأنبار.. استلهام تجربة الامارات

  لازال تحذير حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وهو يخاطب الزعماء العرب:…

 

لازال تحذير حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وهو يخاطب الزعماء العرب: “تغيروا وإلّا تتغيروا” حاضرا بقوة في واقع الدول العربية، هذه المقولة التي قيلت قبل ما يسمى بالربيع العربي، واعتبرت نبوءة بحلول الخطر القادم، جوبهت بالغضب والعتب من قبل دول عربية، دون النظر الى ضرورة رسم ستراتيجية جديدة للبلاد بادارة حكيمة، تعتمد على العقول الشابة، وهذا ما جعل من الامارات دولة يشهد لها القاصي والداني بما وصلت اليه من تطور عمراني واضح، وسرعة في تنفيذ المشاريع، التي لا حصر لها واستقطاب العقول الاستثمارية الغربية والشرقية، وتهافت المصممين العالميين والفنانين لتقديم عروضهم على ارض دبي.

 

لقد لفتت دولة الامارات العربية المتحدة، أنظار العالم لها في العقود الأخيرة، بتجربتها التي أهلتها لتقديم مدن حديثة ومثيرة بقيمة دبي التي عرفت بنيويورك العرب أو الشارقة التي أصبحت عاصمة للفنون والثقافة، في ظل عالم عربي تسوده الفتن والحروب.

 

ونحن نشهد اليوم تحرير المناطق المنكوبة في غرب وشمال العراق، التي توشك على استقبال حركة دؤوبة إقليمية ودولية من أجل إعمارها، من الأجدر بها أن تستلهم تجربة الامارات في تهيئة الأرضية الخصبة للاستثمار الحقيقي القائم على دخول الشركات العملاقة، وليس الوهمي الذي يعتمد على الفساد والرشوة، بما يسمح للطارئين والسراق بابتلاع الأموال الطائلة التي ستبذل دون فائدة.

 

الأمر الذي سينتج خلال سنوات بسيطة مدنا حديثة، بقيمة عمرانية كبيرة، تحتوي على منشات جديدة، ومدارس متطورة، وأسواق عصرية، وخدمات مستدامة، لكن هذا الأمر ليس بسيطا، بل انه يعتمد على وجود ارادة حقيقية تقوم على الوطنية والاخلاص والنزاهة، وحب الأرض والشعب، وهذا ما ينبغي ان نستلهمه من تجارب الدول المحيطة بنا.

 

وربما ينطبق هذا الأمر على محافظة الانبار أكثر من غيرها، كونها شاسعة الاطراف وتحتوي على مساحات كبيرة فارغة، ولا يقف أي عائق امام تشييد مدن جديدة فيها، وصحراؤها تشبه الى حد كبير صحراء دول الخليج التي نهضت من داخلها المباني الشاهقة، وضمت اروع المنشات واحدث الملاعب والقاعات الرياضية والمنتجعات السياحية، خصوصا وأن المحافظة تضم بحيرتين كبيرتين هما الحبانية والثرثار، الامر الذي سيخلق فرص استثمار واعدة يمكنها ان تكون ملاذا للعراقيين جميعا وليست لأهالي الانبار فقط.

إقرأ أيضا