مقتل كرار نوشي وصمة عار

  في بلد تدرّب كثير من أفراده على عدم احترام آراء الآخرين ووجهات النظر المضادة…

 

في بلد تدرّب كثير من أفراده على عدم احترام آراء الآخرين ووجهات النظر المضادة ليس من الغريب أن يُقتل شاب لأنه مختلف المظهر والفكر بعض الشيء عن الاخرين.

 

فقد عُثر على جثة الشاب كرار نوشي الذي أُشيع عنه أنه أحد المرشحين لملك جمال العراق وقد نفى هذا الموضوع عنه في شارع فلسطين في القمامة وذلك بعد تعرضه لتعذيب الشديد كقلع اظافره ووجود طعنات بالسكين في جسده كما جاء على لسان ذويه وما يجدر بالذكر انه خاطفيه لم يطلبوا اي فدية مادية من اهله بل اكتفوا بقتله ورميه لأسباب مجهولة

 

فأيً كان من يقف وراء مقتل الشاب كرار نوشي، الا أن الأمر يدلّ على الفوضى التي يعيشها البلد شعباً وحكومةً، فالحكومة تتحمل مسؤولية انهيار الوضع الأمني وانتشار حالات الخطف والقتل.

 

أما الشعب فيتحمل مسؤولية اتباعه لكل رجل دين او سياسة يرفض التعدد والتنوع والاختلاف بأي شكل من الاشكال، ويزرع افكار الاقتتال والتشنج، فاليوم حتى من يدعي التدين من المفترض أن يدين مثل هكذا افعال، لان التدين الحقيقي والاسلام يقر بالاختلاف، بل أكد على أهمية الاختلاف وجعله سنة الله في الخلق، سواء اختلافا في الدين، العرق، الاصل، المذهب، الجنس، والفكر.

 

وأشار الله تعالى الى ذلك في قوله “لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين”، ففي هذه الآية اقر الله تعالى بالاختلاف وبعد اقراره بالاختلاف اشار الى اهمية احترام الاختلاف والتعايش السلمي معه كما جاء في قوله “لكم دينكم ولي دين”، وهذه سنة الاديان ككل ان تقر الاختلاف ومن ثم تقر بأهمية التعايش السلمي معه، وهذا ما سلكه الرسل في طريقهم لأداء رسالاتهم مع من يختلفون معهم، فلا يحق لأي دين او مذهب ان يقتل الناس لمجرد اختلافهم، واي كان من يقف وراء مقتل كرار الا أنها وصمة عار تُسجل على جبينه وجبين كل من فرح بقتله تحت اي حجة كانت سواء دينية او فكرية، فمن فرح بمقتلهِ يؤكد ان داعش لم ينته في الموصل، بل بداخل كل فرد يُفكر بمثل هذه الطريقة داعش يهدد حياتنا.

 

لقد أنهى القتلة حياة الشاب كرار ورموه في شارع فلسطين وسط القمامة بعد تعذيبه بشدة وقلع اظافره وطعنه بالسكين عدة طعنات في جسده كما جاء على لسان ذويه دون طلب اية فدية مادية.

 

 

إقرأ أيضا