تصاعدت التحذيرات الطبية بشأن الحمّى النزفية إلى الواجهة، في ظل ما تشهده البلاد من تسجيل إصاباتٍ ووفيات جديدة، وسط قلقٍ متصاعد من احتمال تفشي الفيروس بشكل يصعب السيطرة عليه، ولاسيما في المناطق التي تعاني من ضعف أنظمة الصحة العامة.
فبعد إعلان محافظة ديالى، اليوم الاثنين، تسجيل أول حالة وفاة بالحمى النزفية، أعلنت دائرة صحة المحافظة، إغلاق عدد من محال القصابة فرض غرامات على بعضها، فضلا عن إحالة المخالفين الى القضاء.
وذكرت الدائرة في بيان تلقته “العالم الجديد”، أن “الحملة شملت زيارة 288 محل قصابة من أصل 316 محلاً تم استهدافها، حيث تم توقيف 40 محلاً عن العمل، بينما تم التوصل إلى 276 محلاً مستمراً في العمل”.
وأشار البيان، إلى “فرض غرامات على 22 محلاً، وإغلاق 12 محلاً بشكل فوري بسبب عدم التزامهم بالمعايير الصحية، بالإضافة إلى إحالة 4 محال إلى المحاكم لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.
وأضاف أن “الحملة تمحورت حول تقييم مستوى النظافة والممارسات الصحية في المحلات، والتركيز على جودة اللحوم المعروضة ووسائل التخزين، كما تم متابعة مدى التزام المحلات بتطبيق التعليمات الصحية”.
وكان المستشفى البيطري في ديالى، أعلن في وقت سابق من اليوم الاثنين، عن تسجيل حالة وفاة بـ “الحمى النزفية” في المحافظة، جاء ذلك مرور يومين على تسجيل أول إصابة بالحمى النزفية لشاب من ناحية جلولاء شمال شرقي المحافظة.
وأعلنت وزارة الصحة، في 24 نيسان أبريل الجاري ، ارتفاع عدد مصابي الحمى النزفية إلى 26 حالة في عموم البلاد، بينها 4 وفيات.
والحمى النزفية الفيروسية تُعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتقل الفيروس المسبب لها عن طريق القراد أو ملامسة دم الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم دون إجراءات وقاية ويُعد مربو المواشي، والقصابون، والعاملون في المسالخ، الأكثر عرضة للإصابة.
وشهد العراق في السنوات الأخيرة عدة موجات من هذا المرض، سجلت خلالها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة، أبرزها محافظات الجنوب والوسط،وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن ضعف الرقابة على محال القصابة، وقلة الوعي الصحي، وتراجع إجراءات الوقاية البيطرية، ما تزال تشكّل تحديات كبيرة أمام السيطرة على المرض.
وتتراوح مدة حضانة الحمى النزفية من يوم إلى 10 أيام وأكثر، وهذا يعتمد على طريقة الانتقال، حيث أن الانتقال إذا كان مباشراً من الحيوان عبر حشرة القراد، فقد يكون ظهور الأعراض سريعاً خلال يوم إلى 3 أيام، أما إذا كان عن طريق مشتقات الدم، فهذا قد يستغرق وقتاً أطول من 5 إلى 10 أيام وأكثر، بحسب مختصين.
وأدى انتشار الحمى النزفية، إلى حصول نوعاً من الفتور في الإقبال على شراء اللحوم، ما تسبب بخسائر مالية لبعض القصابين، حيث شكى عدد من أصحاب محال القصابة في بغداد، من تراجع الطلب على شراء اللحوم، مما أثر سلبا على أعمالهم، فيما دعوا الحكومة الى إيجاد حلول سريعة وناجعة للحد من انتشار المرض.
وكان وزير الصحة صالح الحسناوي قد قال خلال مؤتمر صحفي، في 21 نيسان أبريل الجاري، إن “الإصابات المسجلة تتركز في محافظة ذي قار بواقع (7) اصابات و(4) في كركوك و (3) في المثنى ،وبقية الاصابات توزعت بواقع اصابة واحدة في عدة محافظات ،وان حالات الوفيات المسجلة هي اثنان فقط”، مبينا أن أحد المتوفين هو من منتسبي دائرة صحة كركوك تعرض للإصابة نتيجة التماس مباشر مع أحد المرضى المصابين بهذا المرض”.
وشدد على أهمية “الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها من قبل ربات البيوت ومربي المواشي والقصابين”، مؤكدا على “اهمية وضرورة استخدام الكفوف وغسل اللحوم جيداً قبل طبخها للوقاية من الإصابة”، فيما نوه الى “اعتماد المعايير الصحية والوقائية واستخدام المعقمات والمطهرات في محلات القصابة وأماكن تربية الحيوانات لغرض القضاء على هذا المرض”.
وكانت وزارة الصحة، أعلنت، في 19 نيسان أبريل الجاري ، تسجيل حالتي وفاة و14 إصابة بالمرض منذ مطلع العام الحالي، مبينا أن أكثر الإصابات تم تسجيلها للعاملين في مجال المواشي”، داعيا مربي المواشي إلى “مراجعة المراكز الصحية في حال حصول أعراض عليهم”.
الجدير بالذكر أن العراق سجل العام الماضي 178 إصابة بالحمى النزفية منها 26 حالة وفاة.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم، وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، والتعب، أو الضعف، أو الشعور العام بالتوعك، والدوار، وآلام العضلات، أو العظام والمفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال.
أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد، أو في الأعضاء الداخلية، أو من الفم، أو العينين، أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان، وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.