صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أحمد وحيد يتحدث لـ«العالم الجديد» حول متلازمة النقد والكوميديا.. ومصير «قط أحمر» يحسم قريبا

نجاحٌ تلو آخر، حققها الكاتب والفنان أحمد وحيد، منذ أن بدأ مشواره عبر السوشيال ميديا حتى انتقاله للقنوات الفضائية، التي سجل فيها حضورا مهما وكبيرا، ونافست برامجه الكوميدية البرامج الأخرى في المواسم الرمضانية الماضية.

نجاحٌ تلو آخر، حققها الكاتب والفنان أحمد وحيد، منذ أن بدأ مشواره عبر السوشيال ميديا حتى انتقاله للقنوات الفضائية، التي سجل فيها حضورا مميزا، فنافست برامجه الكوميدية البرامج الأخرى في المواسم الرمضانية الماضية.

قدّم وحيد، العديد من الوجوه الجديدة للشاشة العراقية، وظلت برامجه راسخة ينتظرها الجمهور بلهفة كبيرة من عام إلى آخر، أبرزها برنامج “قط أحمر”، الذي يخضع حاليا لمناقشات حول مصيره، حسبما كشف لـ”العالم الجديد”، في لقاء شامل حول خفايا برامجه، ونجاحه في مزج النقد بالكوميديا:

البداية كانت من خلال مزج وحيد، للنقد بالكوميديا، لاسيما وأنه يتناول القضايا السياسية والاجتماعية على حد سواء، وهنا يقول الفنان، إن “ميزة الكوميديا هي أنها تمزج بالنقد، فمن الصعوبة بمكان التطرق لمسألة ساخنة والحديث عنها بجدية، فعلى سبيل المثال لو علقنا على ملابس شخص بالقول: ملابسه مو حلوة، فهنا طريقة وقوع الكلام تؤثر في استقبال الطرف الثاني، لكن حين تخلطه ببعض الفكاهة فإنك لربما تجعل من المقابل مشاركا في النكتة”.

ويستطرد وحيد، أن “الأمر يشبه الزبدة التي تستخدم في الطهي، فهي لا تجعل الأمور تتداخل مع بعضها وتسهل تمرير القضايا التي يتعذر الوقوف أمامها، والجواب هنا عن سؤال محوري هو هل أن النقد إضافة للكوميديا أم العكس، فطاقم العمل يسعى لأخذ النقد، كهدف أساس وليس الكوميديا، ويجري هذا في ظل الخطأ الدارج بالدراما العراقية، وهو إعطاء الأولوية للزوايا المضحكة، والتركيز على الجانب الطريف فقط من دون وجود رسالة من المفترض إيصالها”.

وقدم الفنان البصري، العديد من البرامج التي استمرت لأكثر من موسم، وآخرها “قط أحمر”، فضلا عن مشاركته بأعمال أخرى مع المخرج علي فاضل، ومنها مسلسل “بنج عام”، الذي تناول قضايا حساسة في المجتمع العراقي.

وفيما يخص الموسم الرمضاني المقبل، يؤكد وحيد، أن “هناك أعمالا عديدة تم تجهيزيها، منها كوميدي مكتوب ودرامي، بالإضافة إلى موسم جديد من قط أحمر، والقناة الفضائية تفضل التعاون مع البرنامج الذي خاضت معه تجربة قديمة، ولأن الموسم الرمضاني الماضي أحرز تفاعلا وتصدر المواسم السابقة، فهذا ربما يدفع القناة لتقديم موسم آخر من قط أحمر، لكن ننتظر القرار النهائي خلال اليومين المقبلين، قد يستمر البرنامج أو يتم تغييره بهدف كسر الروتين والخروج ببرنامج جديد، فهذا القرار يعود للقناة”.

وحول مساحة النقد التي يملكها وحيد، ومدى تفاوتها بين إنتاجه الخاص في السوشيال ميديا وبعد انتقاله للقنوات الفضائية، يبين أن “البرامج التي قدمتها كانت ذات مساحة مفتوحة للنقد، لكن نحن نقف عند حد ما، وبرأيي أن هذا الأصح، فالإنسان هو الذي يختار حدود مساحته وكيف يتحرك فيها وليس الجهات الأخرى، فهو من يضع في حسابه أن هذا الأمر قابل للنقد وباستطاعة أي احد التعقيب عليه، لكن هناك بعض وجهات النظر يجب تركها ووضع خطوط، أفضل من طرحها، الذي ممكن أن يزيد من سوء الأمور ولا تتحقق نتيجة أفضل”.

وخلال المواسم الماضية من برامج وحيد، تمكن فيها من تقديم العديد من الوجوه الجديدة للشاشة، وأغلبهم شباب من الجنسين، حيث انتقل بهم من الأعمال في السوشيال ميديا إلى مرحلة النجوم، وحصلوا على أعمال في برامج أخرى، وحول هذا الأمر، يؤكد وحيد “اعتبر تقديم الوجوه الجديدة جزءا من مشروعي الدائم، رغم أن عدد الممثلين الآن في العراق كبير جدا، وأغلب الرسائل التي تصلني هي (أريد أمثل)”.

ويتابع “الوضع الآن على عكس ما كان سابقا، كان في ما مضى كل عامين يظهر وجه جديد في الشاشة، أما اليوم باستطاعة المشاهد أن يرى الكثير من الأشخاص يمثلون وقد يتصدروا الترند في العراق بمواقع التواصل الاجتماعي”، مؤكدا “سأستمر بالموسم الرمضاني المقبل بمنح الوجوه الجديدة فرصة أكبر، وأنا حريص على تنشيط هذه النقطة”. 

ولعل وحيد، من الشخصيات التي عرفت في البداية بتقليد الشخصيات، وخاصة السياسيين، وكانت مفتاحا لدخوله عالم النجومية، ويؤكد وحيد هنا “التقليد كان فعلا هو من أفشى عني وكشف موهبتي وقدم منها، فالكوميديا تكون إما تقليد شكل أو أغاني كوميدية أو تعرض ككلام بما يعرف باللهجة الدارجة (التحشيش)، والأخير نوعاً ما منتشر اليوم بصورة واسعة في السوشيال ميديا والتلفزيون، لكن يمكن تقديم طريقة مختلفة للضحك كتقليد الشخصيات، وهذه في العادة تعد الوسيلة الأسرع للفت أنظار القنوات وشركات الإنتاج”.

وعن الفروق بين جمهور السوشيال ميديا والقنوات الفضائية، والفئات المستهدفة بكل منها، يوضح حميد “بالطبع هناك تباين شاسع بين جمهور السوشيال والتلفاز، فالمحتوى الذي أقدمه في الميديا لا يشبه ما عليه في القنوات الفضائية، فحين يستطرق العالم لحسابك الشخصي، أي يذهب إليك، يختلف عن الوضع في الشاشة، حيث تصبح أنت المستطرق وتذهب للناس”.

ويوضح أن “السوشيال ميديا لا تقيد البعض بأماكن الانطلاق في الكلام والدخول بسلاسة، بينما التلفزيون ضروري الالتزام، فأنت تظهر أمام كافة الأنواع، والحذر واجب عليك، فإذا حدث لا سمح الله خطأ أنت وحدك من تتحمل تبعاتها مثل المسؤولية عن قضية ما، والعمل وفق طريقة تشمل جانبا واسعا لا يمس أو يعرض القناة للمساءلة”، مضيفا “هناك بعض المقاطع المهمة جداً، لكنها لا تصلح للنشر إلا على مواقع التواصل الاجتماعي، فنراعي الفئات العمرية المختلفة نوعا ما، أما ما يخص الشريحة المستهدفة، فهذا لا يوجد، العمل دائما ما يعجب الطفل وكبار السن أو الشباب أو الأعمار الوسطى”.

إقرأ أيضا