ترك رئيس الجمهورية جلال طالباني أزمات كبيرة خلفه في العراق منذ 8 أشهر، وإذا ما كانت الأزمات في الحكومة المركزية وبين الكتل الكبيرة معروفة لدى الجميع، ومفضوحة على شاشات الإعلام، فإن الخلاف بين ثلاثة أحزاب في إقليم كردستان لم تحظَ بالضوء الكافي لتبيانها.
\”منذ غياب طالباني وحزب الإتحاد الوطني الكردستاني يعاني مشكلات داخلية\”، يقول مصدر في الحزب.
وطفت الخلافات على السطح بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بعد انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 20 نيسان الماضي، إذ تم اختيار أثيل النجيفي، رئيس قائمة متحدون، لمنصب محافظ نينوى لولاية ثانية، واختير بشار حميد من حزب بارزاني رئيسا لمجلس المحافظة، فضلا عن نور الدين يونس عن قائمة متحدون نائبا لرئيس المجلس. وصوت مجلس نينوى على اختيار عضو من حزب بارزاني أيضا لمنصب النائب الأول للمحافظ، الأمر الذي أخرج حزب الاتحاد الوطني الكردستاني خارج حسابات المناصب الإدارية المهمة، ما دفع أعضاءه إلى تعليق عضويتهم في المجلس.
وفي حديث لـ\”العالم الجديد\”؛ يؤكد المصدر في حزب طالباني \”سعي بارزاني لتشتيت الحزب وإضعاف قياداته بغية السيطرة عليه بشكل كامل\”، ويشير إلى أن \”الفساد في الحزب اتسع بشكل كبير، والفرق بات واضحا بين مدينة السليمانية التي يسير فيها الإعمار والاستثمار ببطء، بينما تسير عجلة الإعمار والاستثمارات في أربيل بشكل يثير الإعجاب\”.
ويشير المصدر إلى أن \”خارطة السياسة الكردية في السليمانية باتت تتغير باستمرار، لاسيما بعد دعوات بارزاني لقيادات الوطني الكردستاني ووعدهم بمناصب ومكاسب\”، ويبين أن \”حزب كوران بات يستقطب الشخصيات التي لا تريد توريط نفسها بالفساد وتحاول جاهدة الوصول إلى حلم الدولة الكردية\”، ويستدرك بالقول إن \”غياب طالباني أثر كثيرا على الحزب، وباتت قيادات الحزب لا تثق ببعضها بعضا\”.
وفي 20 كانون الثاني الماضي، نقل الرئيس جلال طالباني على وجه السرعة القصوى الى مشفى ألماني شهير لإنقاذه من \”موت سريري\”، وظلَّ غيابه \”غامضاً\” نظرا لشح المعلومات وتضاربها.
وانتقل المصدر، بشكل غير معلن، إلى حركة \”كوران\” (التغيير) المعارضة، بعد أن وجد أن سياسة الحزبين الكرديين باتت تطمح إلى مكاسب بدلاً عن إدراج حلم تكوين الدولة الكردية في أولى مهامها، بحسب قوله.
المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، يفيد بأن العديد من \”أعضاء الإتحاد الوطني باتوا ينتقلون إلى حزب كوران\”، ويستدرك \”قد تكون هذه الانتقالة غير معلنة بسبب تعرّض هؤلاء إلى طردهم من وظائفهم الحكومية\”.
ويقول المصدر أنه \”حتى لو عاد طالباني إلى السليمانية فإن الأمور لن تتغير كثيراً\”.
وطوال جلسة استمرت لساعة، لا يبدو عضو الإتحاد الوطني الكردستاني، متفائلاً بمستقبل حزبه.