صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“أعامل قطتي كابني”.. الحيوانات الأليفة تغزو المنازل

“أعامل قطتي، تماماً مثل معاملتي لابني”، هكذا تقول أم ريان (30 عاماً)، حين سُئلت عن مدى اعتزازها بالقطة التي كانت تحملها في العيادة البيطرية من أجل علاجها، وكانت قلقة عليها كما يظهر على وجهها. تربية القطط والكلاب، شاعت كثيراً في الفترة الأخيرة، وتكاد أغلب المنازل تملك قطة، أو كلبا، ليصبح فرداً أساسياً من الأسرة، فهناك مَن يخصص لها غرفة كاملة، كما يجري مع قطة أم ريان، التي اكتفت بهذا الحديث لـ”العالم الجديد”.

“أعامل قطتي، تماماً مثل معاملتي لابني”، هكذا تقول أم ريان (30 عاماً)، حين سُئلت عن مدى اعتزازها بالقطة التي كانت تحملها في العيادة البيطرية من أجل علاجها، وكانت قلقة عليها كما يظهر على وجهها.

تربية القطط والكلاب، شاعت كثيراً في الفترة الأخيرة، وتكاد أغلب المنازل تملك قططا، أو كلابا، لتصبح أفراداً أساسيين ضمن الأسرة، فهناك مَن يخصص لها غرفة كاملة، كما يجري مع قطة أم ريان، التي اكتفت بهذا الحديث لـ”العالم الجديد”.

أسعار شراء الكلاب والقطط تصل إلى 1500 دولار أحيانا، وتكاليف عيشها تضاهي ما يحتاجه الإنسان، فبعضها تكلف مربيها أكثر من 100 دولار شهرياً، بسبب إطعامها وعلاجها وتوفير اللقاح لها، وهذه الأمور ترفع تكاليف تربيتها أيضاً.

فاطمة هاشم (45 عاماً)، مربّية قطط وكلاب، تقول لـ”العالم الجديد”، إن “تربية الكلب أو القطة مكلفة شهرياً، فإطعام هذه الحيوانات وتربيتها تصل تكلفتها إلى قرابة 50 دولارا، كطعام وتربية، فضلا عن اللقاحات والأمراض التي قد تصيب هذه الحيوانات”.

وتوضح هاشم التي تؤوي في الوقت الحالي 13 قطة و3 كلاب داخل منزلها، أن “مرّبي القطط يعتمدون على الـDry food (الطعام الجاف) لإطعامها، لكن مرّبي الكلاب، لا يشترون طعامها الخاص ويطعمونها بأكل المنزل، وهذا الشيء خاطئ لأنها تحتاج إلى طعام خاص”.

وتشير إلى أن “عادة تربية القطط ظهرت في الوقت الحالي، وأعتقد أن السبب الأول والأخير بانتشارها كثيراً، هو انفتاح المواطنين على ثقافات دول العالم من خلال الاطلاع عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتبيَّن، أن “بعض المولعين بتربية القطط أو الكلاب، سيتحولون من هواة إلى مرضى بحب هذه الأشياء”، مضيفةً: “أنا لدي قط أعمى جلبته من الشارع، وتعلَّمت كيفية تربيته، لكن هناك أناسا يريدون أن يستعرضوا بتربية القطط، دون مراعاة ما تحتاجه”.

وتؤكد، أن “اللقاحات ضرورية فهي تحمي الحيوان من الأمراض، كما تحمي الإنسان من أن ينقل إليه الحيوان الأمراض، فلذلك يجب أن يلتزم المربون بهذا الأمر”.

استيراد هذه الحيوانات، التي يعتبرها البعض “زينة”، يكاد يكون معدوماً، فإن أسعارها شهدت انخفاضاً كبيراً، بسبب الاعتماد على تزاوج الحيوانات الأصيلة، لتولّد أصنافا مختلفة، تباع بأسعار تعتمد على مواصفات تحددها معايير البائعين والمربين.

محمد حسين (35 عاماً)، صاحب مشتل في منطقة الأعظمية، يبين لـ”العالم الجديد”، أن “تربية الكلاب والقطط انتشرت كثيرا في المنازل، ومؤخراً أصبحت موضة، حتى أن بعض مَن يشترونها، ويشاهدون تكاليفها عالية، يتركونها أمام المشاتل، دون أن يأخذوها”.

ويضيف حسين، أن “الحركة في السوق بالفترة الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً، بسبب كثرة مشاتل الحيوانات، وفي الوقت الحالي نبيع حيواناً واحداً يومياً، أو لا نبيع”، مشيراً إلى أن “فترة الصيف تشهد تراجعاً ببيع الحيوانات، لأن بعضها تحتاج إلى أماكن باردة”.

ويبين، أن “القطة يمكن بيعها الآن بـ200 ألف دينار (نحو 140 دولارا) بالوقت الحالي، مع منح ما تحتاجه مجاناً”، مبيناً أن “بعض الكلاب تصل أسعارها إلى 1200 دولار، وتكلفة تربيتها تحتاج إلى 200 ألف دينار شهرياً”.

وبحسب بائعي الكلاب والقطط، الذين التقتهم “العالم الجديد”، فإن “الجيرمن” أحد أنواع الكلاب يعتبر أغلاها، لأن أغلبها تكون مدرّبة ويتجاوز سعرها الألف دولار، ويُعتبر من المفضلة عند الذكور، أما الإناث، فإنهن يفضّلن كلاب الزينة (التيرير)، وأغلى نوعية بها تصل 200 دولار.

أما القطط، فإن الشيرازي والبرتش والهمالايا والبيرشن أسعارها تصل إلى 200 ألف دينار، لكن نوع السكوتش يعتبر غالياً، لأن شكله أجمل، ويصل سعره لـ500 ألف دينار، لكن الفرعونية يتخطى سعرها الألف دولار.

العيادات البيطرية

ويتوفر علاج القطط والكلاب، في المراكز البيطرية الأهلية فقط، وما يوجد في المراكز الحكومية عبارة عن تشخيص لحالاتها، وهذا الأمر يستحسنه الأطباء البيطريون، الذين لا يجدون تعييناً حكومياً.

الطبيبة البيطرية آيات علي، تتحدث لـ”العالم الجديد”، عن أن “المراكز الحكومية تكاد تخلو من توفير اللقاحات والعلاجات للقطط والكلاب، وهو أمر حسن، لأنها توفر لنا فرصة العمل بمجالنا، ولو كان أهلياً، دون أن ننتظر تعييناً مركزياً، وكانت الحكومات قد وعدتنا به لكنه وضع في خانة الإهمال”.

وتشير إلى أن عيادتها “مع بقية المشاتل تخضع لعمليات ابتزاز من موظفين بأمانة بغداد، فإما الإزالة أو دفع مبلغ يصل لأكثر من مليون دينار”.

علي تضيف، أن “بعض المراجعين الذين يأتون إلى العيادات الطبية، يحملون معهم كلابهم وقططهم، كأنما يحملون أبناءهم، وهناك أشخاص يهتمون لحيواناتهم أكثر من أبنائهم، هم مستعدون أن يدفعوا أي شيء مقابل علاج حيوانهم وإنقاذه من مرضه”.

وعن التكاليف، تقول علي، إن “جلسة علاج الحيوان، تتراوح بين 25 ألف دينار إلى 50 ألفاً، لكن بعض الحيوانات التي حالتها الصحية متلكئة تحتاج إلى فندقة، أي يبقى الحيوان بالعيادة لخمسة أيام، حتى يستعيد صحته، وتكلفتها تصل إلى 300 دولار”، مشيرة إلى أن “القطة المولودة حديثاً، تحتاج لقاحات شهرية، وتبقى لمدة أربعة أشهر، وتكلفة اللقاح 25 ألفا، لكنها عندما تكبر، فإنها تحتاج إلى لقاح سنوي فقط”.

وعلى الرغم من أن تربية القطط في المنزل تحمل العديد من الفوائد لمربيها، كتقليل القلق والشعور بالوحدة، لكن مع ذلك، هناك بعض الأضرار المحتملة لتربيتها في المنزل من الناحية الصحية، فقد تسبب القطط نقل العديد من الأمراض للإنسان، مثل التهاب ملتحمة العين، ومرض السعار، ومرض خدش القطة.

الحيوان.. أنيس آخر للإنسان

الباحثة في علم النفس، شيماء عبد العزيز، تؤكد لـ”العالم الجديد”، أن “الإخفاق والإحباط بالفشل في العلاقات الاجتماعية، وحتى بين الحبيب وحبيبته، قد يكونان سبباً لأن يتجه الإنسان إلى تربية الحيوانات، بعد صدمته بعلاقته مع الآخرين، وأنه يتخذ الحيوان في بعض الأحيان، ككائن أوفى من بعض البشر”.

وتبين عبد العزيز، أن “الوحدة التي يشعر بها الإنسان، تجبره على الاتجاه لتربية القطط والكلاب، للتسلية والابتعاد عن الوحدة”، موضحةً أن “الإنسان يكون في بعض الأحيان بحاجة لوجود كائن آخر يعطيه الاهتمام، فضلاً عن المداعبة مع هذه الحيوانات، التي تبعده عن الضجر والملل”.

وتوضح، أن “الكلاب والقطط، بأشكالها الصغيرة تحبب نفسها لمن يراها، فتثير العاطفة عند الإنسان، ليتجه إلى تربيتها داخل منزله”، مضيفةً، أن “الدراسات الطبية والنفسية أثبتت أن تربية الحيوان الكلب أو القط، لها فائدة برفع هرمون السعادة داخل جسم الإنسان، وكذلك هناك أنواع أخرى من الحيوانات مثل الطيور والأسماك قد يخفف منظر وجودها بالمنزل من التوتر والقلق”.

وتشير الباحثة في علم النفس، إلى أن “الحيوان قد يخلق في بعض الأحيان داخل المنزل مشكلات أسرية، لأن أفراد الأسرة ليس جميعهم يحبون تربية هذه الحيوانات أو يتقربون منها، وبعضهم يخشونها ويشمئزون منها، ويعانون من وسواس النظافة، ولا يحسون بالنظافة مع وجود الكلاب والقطط داخل المنزل، لذلك تحصل مشاكل”.

للحيوانات هذه فوائد، مثلاً الكلاب، يتخذها الإنسان للحراسة، خصوصاً ذلك الذي يربي نوع الهايسكي، فإنه يجده صديقه، وفي الوقت نفسه قد يستفيد من ولادتها ليبيعها، كما تفعل داليا زهير، من بغداد (18 عاما).

وتلفت زهير، وهي ترّبي 6 كلاب في وقت واحد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “الهايسكي خصوصاً يحتاج إلى تربية ومداراة تختلف عن البقية، وأنا عندما ربيت الكلبة وأسميتها لولو، شعرت وكأنها صديقتي المفضلة، في بعض الأحيان أشكو لها همي ونبكي معاً، وأحيان أخرى أضحك معها وألعب عندما أشعر بالملل”.

وتضيف، أن “لولو، ولدت 8 كلاب، بعت منها اثنين بسعر لا يقل عن 400 ألف دينار، واتفقت على بيع البقية بأسعار مقاربة، وأنا استثمر وجودها بالكثير من الأمور فهي أنيس لي في الكثير من الأوقات”.

وتجد دراسة أسترالية، أن حب القطط قد يتحول إلى “إدمان” الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا علي الصحة النفسية للإنسان، إذ أوضح الباحثون، أن السبب وراء حب الناس للقطط هو وجود تشابه كبير بينها وبين الإنسان، فكلاهما يميل إلى ربط علاقات مع كائنات شبيهة بها وقريبة منها، فمعظم الناس لا يظهرون الود في البداية لكن بعد التعرف إليهم يظهر الجانب الحنون في شخصيتهم.

إقرأ أيضا