صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أعمال تحطيم وحرق لـ«كاميرات المرور» في بغداد.. من يقف وراءها؟

يبدو أن تداعيات تفعيل كاميرات المرور لغرض جباية الأموال الخاصة بالمخالفات مازالت مستمرة، فبعد الانتقادات التي رافقت القرار بسبب البنية التحتية التي يراها كثيرون محدودةً وغير مكتملة.

شهدت العاصمة بغداد فجر اليوم الثلاثاء، أعمال تحطيم وحرق لكاميرات تسجيل المخالفات المرورية من قبل مجهولين، في شارع كريم الندى وسط العاصمة بغداد.

وباشرت مديرية المرور العامة، في 15 آذار مارس الماضي، بالتشغيل والاعتماد الرسمي للتقاطعات المرورية الذكية، والتي يتم فيها رصد المخالفات المرورية عبر الكاميرات الذكية، وسط مخاوف من العدد الهائل للغرامات التي سيتم استحصالها من المواطنين بسبب مخالفات “غير مقصودة” او غير منتبه عليها.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي مقاطع فيديو تظهر أشخاص ملثمين وهم يقومون بتحطيم وحرق تلك الكاميرات الأمر الذي أثار انتقاد البعض لغياب دوريات الشرطة، متساءلين من يقف وراء تلك الاعمال؟، فيما ايد البعض الآخر اعمال التخريب لكون قرار تطبيق الكاميرات المرور جاء “إجحافا” بالشعب العراقي في ظل رداءة الشوارع والطرق.

وأعلنت وزارة الداخلية، في 24 آذار مارس الماضي، انخفاض نسبة الحوادث المرورية إلى 50 بالمئة بعد تفعيل نظام الكاميرات الذكية.

وتحاسب الكاميرات الذكية على 5 مخالفات اساسية، متمثلة باستخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، وعدم ارتداء حزام الأمان للسائق والراكب، والقيادة “برعونة”، وعدم الالتزام بالسرعة المحددة، وتجاوز خط الوقوف.

ودخلت العراق ملايين السيارات في العقدين الأخيرين، من دون أية توسعة في شبكة الطرق والجسور، ولا أي تحديث بوسائل النقل العام، في ظل قطع مستمر للعديد من الطرق الرئيسة والفرعية، لأسباب مختلفة بينها الأحداث الأمنية والتجاوزات عليها وتحويل بعضها لأماكن وقوف.

يذكر أن دائرة الطرق والجسور في وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة كانت أعلنت نهاية فبراير الماضي عن إنجاز أربعة مشاريع من حزمة فكّ الاختناقات المرورية ببغداد خلال النصف الأول من هذا العام، مشيرة إلى قرب افتتاح أحد أهم الجسور في العاصمة وهو مجسر قرطبة” خلال أبريل نيسان القادم.

ويمثل الازدحام المروري معضلة حقيقية بالنسبة إلى أهالي بغداد، وهو أمر مستمر منذ سنوات، حتى بعد اتخاذ إجراءات ميدانية لفتح شوارع حيوية عدة ظلّت مغلقة منذ عام 2003 بسبب “دواعٍ أمنية.

ووصفت مجلة الإيكونومست البريطانية في آذار مارس 2023، بغداد في تقرير بأنها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير، حيث تشهد ازدحامات مرورية خانقة بسبب تهالك الطرق وانتشار نقاط التفتيش وزيادة أعداد السيارات وتلكؤ وفساد في مشاريع البنى التحتية، وفشل الحكومات المتعاقبة بعد 2003 في حل المشكلة”، حيث أكدت “إيكونوميست” أنه “لدى بغداد أسوأ حركة مرور في الشرق الأوسط.

وفي آذار 2023 أطلق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ما وصفها بأنها “حزمة أولى لفك الاختناقات المرورية في بغداد عبر 16 مشروعاً تتعلق باستحداث طرق وجسور”، مؤكداً أهميتها في معالجة المشكلة باعتبارها “الأولى من نوعها في البلاد”، فيما اشار إلى أن حكومته “اتخذت إجراءات سريعة لفك الاختناقات، أبرزها فتح طرق كانت مغلقة لمدة سنوات، وإزالة عدد كبير من نقاط التفتيش الأمنية، وفتح شوارع في وسط المدينة، وداخل المنطقة الخضراء”.

إقرأ أيضا