كل ما حولك يقول: إنه لها.. لها عالمها ولها فنها، بالرغم من أن لها صمتها أيضا.
حتى الخطوات تريد السير على مهل.. فمقابل كل عمل تقف خالقته لتتذكر أين كانت وكيف كانت؟ ليست مجرد أعمال هي بل ذكريات رفعت من جدران الذاكرة لتعلق على جدران أكبر، لم يتبادل الزوار والأعمال النظرات فقط، بل الأعمال نفسها كانت تنظر إلى بعضها لأول مرة مرددة: كنا هناك والآن هنا.
هذه الصورة تجلت في معرض \”شيميج2\” الذي أقيم في \”غاليري هما\” بطهران وقد جمع أعمال 10 فنانات إيرانيات حاولن عرض نتاجات معاصرة ومتنوعة في معرض واحد، نتاجات شملت النحت والرسم التشكيلي والتصوير.
تكتب لوسي ليباد الناقدة النيوركية مؤكدة الجانب الإعلامي للفن النسوي: \”في عالم الفن هناك ضغوط مؤثرة حتى نرى التزاماتنا للتحول الاجتماعي النابع من نقص الذات والسطحية\”.
الفنانات العشرة حاولن عرض المسكوت عنه والتلقائية والبساطة والتعقيد في آن.
معرض \”شيميج2\” هو تكملة للمعرض الذي أقيم العام 1989، وهو محاولة لجمع أصوات متناثرة وغير مترابطة أو لم يُهتم بها لجيل من الفنانات الشابات، وأي مضمون أكثر ترابطا من أذهان فنانات يرين العالم من نافذة \”النسوية\”.
والفنانات العشرة: نسرين إسماعيلي، وبهاره بابايي، وسمية بناهي، وندى جمشيدي، وفرناز ربيعي جاه، ومرجان رزاقي، وفاطمة زنجانيان، وزهراء زنوز، وزهراء زواره، وزهراء شفيع آبادي، وياسمين صفا، وآيدا علي زاده، وشيرين ملت كهر، وستاره نبوية، ومرجان نعمتي.
وتقول سمية بناهي، المصورة المشاركة في المعرض، لـ\”العالم الجديد\” من طهران، عن رؤيتها لهذه التجربة والأسباب التي جعلتها تعتمد الـ(آوت فوكس – الضبابية) في صورها \”شاركت بمجموعة صور تحمل عنوان (سهاد)، وهي صور تتعلق بأجواء منام الجامعة (القسم الداخلي)، المكان الذي كنت أسكنه، فكرة هذه المجموعة المصورة هي الخلافات الموجودة حول القضايا الكبيرة والصغيرة بين الطلاب الجامعيين في المنام\”.
وتتابع \”بما أن فضاء المنام الجامعي وخاصة منام البنات لمن هو بعيد عنه، جو غير مكتشف ومبهم، قررت أن يبقى هذا الإبهام في هذه الصور لذلك استخدمت عدم الوضوح والسرعة القليلة للعدسة\”. وتعقب \”بالطبع إن قيد عرض البنات المتواجدات بثياب النوم في محيط المنام كان له تأثيره في قراري هذا\”.
وتذكر بناهي أن مشاركتها في المعرض هي الأولى، وتردف \”بالطبع كانت لدي مشاركة في المهرجان الجامعي ولكن وحسب القيود الموجودة لم تتح للعرض العام وعرضت للجنة التحكيم وحصلت على المركز الأول\”.
وعن الجامع بين مشاركات الفنانات العشرة تفيد بناهي \”ليس هناك وجه شبه بين الأعمال المعروضة إلا في أنهن فنانات\”. وتلفت إلى أن \”الفنانات المشاركات في المعرض يلتقين لأول مرة وانشغلن بالنقاش وتبادل الآراء حول أعمالهن\”.
وشهد المعرض في يوم الافتتاح إقبالا واسعا من المهتمين بالأعمال الفنية.