كان الصحفي عمر دهش يشتري الصمون من حي البيضاء شرقي قناة الجيش ليلة الجمعة الماضية حين سمع دوي انفجار بدا مختلفا في اللحظة التي فتح فيها باب سيارة صديق كانت تنتظره لتقله إلى البيت، ليسأل أحدهما الآخر: انفجار؟!
وتبين الصديقان بعد ساعات أن الدوي كان لتفجير ضرب حي القاهرة.
وارتفعت نسبة الهجمات في العراق منذ بدء الحملة الأمنية في نيسان الماضي على مخيم احتجاج للسنة (ساحة معتصمي الحويجة).
وبحسب صحيفة الغارديان فإن أكثر من 3 آلاف شخص قتلوا بأعمال العنف في الأشهر القليلة الماضية، ما أثار مخاوف العراق من أن يشهد جولة جديدة من العنف الطائفي على نطاق واسع مماثلة لتلك التي أوصلت البلاد إلى حافة الحرب الأهلية في عامي 2006 و2007.
وتنقل الصحيفة البريطانية عن أحد رواد المقاهي في شمال بغداد ليلة الجمعة الماضية قوله \”إن انتحاريا هاجم متنزها مزدحما ما أودى بحياة 36 شخصا على الأقل\”. وأكد الحدث مصدر من الشرطة بقوله \”إن مهاجما انتحاريا ضرب حديقة في حي القاهرة ببغداد في وقت متأخر من يوم الجمعة. والقاهرة منطقة شعبية مكتظة بالسكان. وفجر الانتحاري نفسه بين حشد من الناس، ما أسفر عن مقتل 36 شخصا على الأقل وإصابة 55\”.
ويعتبر هذا التفجير من أكثر الهجمات دموية في يوم واحد من العنف في أنحاء البلاد.
وتصاعدت وتيرة العنف حتى في ضربات ما تسمى بالأهداف السهلة في العراق مثل المدنيين في المقاهي والأسواق على امتداد الشوارع التجارية المزدحمة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري يوم الجمعة.
وكثيرا ما يتهم تنظيم القاعدة في العراق الذي يسعى لتقويض الحكومة بشن هجمات تستهدف المدنيين.
وقال ضابط في الجيش ومسؤول طبي في وقت لاحق إن \”4 رجال قتلوا في أحد الشوارع شمال حي الأعظمية في بغداد إثر إطلاقات نارية، ولم يعرف الدافع وراء إطلاق النار\”.
وفي مكان آخر من البلاد، قالت الشرطة إن \”مسلحين اقتحموا منزل أحد التجار الشيعة، فجر يوم الجمعة في بلدة الدجيل شمالي بغداد، ما أدى إلى قتله وزوجته ووالدته\”. وقالت السلطات إن الدافع وراء الهجوم لم يتضح\”.
والدجيل مدينة مسلمة شيعية تحيط بها مناطق سنية، وتقع على بعد نحو 50 ميلا شمال بغداد.
وأفاد مصدر أمني انه قد تم العثور على جثة عليها آثار تعذيب لشاب في نهر بالقرب من الناصرية.
وفي الوقت نفسه، قال اثنان من ضباط الشرطة إن \”قنابل انفجرت قرب مساجد سنية في اثنين من الأحياء في بغداد بينما كان المصلون يغادرون بعد خطبة يوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 18\”.
وذكر مصدر أمني أن \”انتحاريا فجر نفسه في مقر القيادة العسكرية في الرمادي ما أدى إلى قتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 10؛ من بينهم مدنيون. وقتل 4 من رجال الشرطة وأصيب 6 في هجوم انتحاري على نقطة تفتيش بالقرب من مستشفى الرمادي\”.
والمثير للجدل أن الحكومة تزعم باستمرار تنفيذ عمليات ضد الإرهابيين المزعومين، حيث أحرزت العمليات اعتقال 181 شخصا في أنحاء البلاد. وقتل 9 من المشتبه بهم في غارات الدهم، كما تدعي الحكومة العراقية مواصلة استهدافها للمسلحين.