صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مائدة نزهت مثلي الأعلى.. وشيرين مطربتي المفضلة

«أناسي»: أسعى للنجومية بصوتي لا بمظهري وأرفض عقود الاحتكار

دخلت الفنانة العراقية الشابة “أناسي” مؤخرا وبشكل رسمي، إلى عالم الغناء، بعد إطلاقها أولى أغنياتها بعنوان “محتويني”، التي سرعان ما لفتت الأنظار إلى قدراتها الصوتية المتميزة وإحساسها العميق الذي يلامس القلوب.

اختارت “أناسي” أن تبدأ مشوارها بخطوة مدروسة ومدفوعة بالشغف، حيث تحمل “محتويني” بألحانها وكلماتها التي تتضمن: “محتويني بكلشي بيّه/ يا أحن واحد عليّه/ ياحبيب أيامي أنت/ عوض من الله وهدية”، وعدا فنيا صادقا بأن القادم سيكون أكثر إشراقا ونضجا، وأن هذه الأغنية ليست سوى الفصل الأول في حكاية طويلة سترويها بصوت نقي وروح مفعمة بالعاطفة.

عن تفاصيل الأغنية، والمشوار الفني القادم، فتحت “أناسي”، قلبها لـ”العالم الجديد”، قائلة: “استغرقت أغنية محتويني شهرين من العمل على تسجيلها، فهي تجربة غنائية مليئة بالحب والمشاعر”.

وأوضحت المطربة الشابة التي فضّلت أن تبدأ مشوارها بخطوة مدروسة ومدفوعة بالشغف، قائلة “أحببت أن أسمع الأغنية مرارا وأتقنها قبل غنائها، حتى أعيشها فعلا.. لأنها مليئة بالإحساس، وأردت أن تصل بصدق لكل من يسمعها”.

وحول تفاصيل الأغنية الأولى، كشفت أنها لم يكن مخططا لها مسبقا: “كنت جالسة في الاستوديو، المكان الذي أرتاح فيه نفسيا، وسمعت اللحن صدفة، قلت فورا: هذا اللحن لي، أريد أن أقدمه، وبدأنا نكتب عليه الكلمات ونكمل العمل”.

أما عن سبب نشر الأغنية عبر قناة إنتاج جديدة على يوتيوب وليس عبر حسابها الشخصي، بينت: بأن “الشركة المنتجة تكفلت بكامل التكاليف من ألحان وتوزيع وتصوير، مقابل أن تعود أرباح يوتيوب إليهم، أما أنا فأدخل الساحة الفنية بأغنية أكون قد أحببتها جدا ومن دون عقد احتكار، وستكون بداية متزنة لمستقبل كبير كما أتمنى، خصوصا وأن لدي قاعدة جماهيرية من أكثر من 204 آلاف متابع على تيك توك، وبدأت أتلقى دعوات لإحياء حفلات رغم أنني لم أطرح سوى أغنية واحدة”.

البدايات

وكشفت أناسي عن بداياتها الفنية، قائلة “بدأت مشواري من مهرجانات تراثية، مثل مهرجان مقام الموصل، حيث قدمت مقامات تراثية تعود لملا عثمان الموصلي، وأغاني مصلاوية قديمة”.

وعن اكتشاف موهبتها، قالت: “كنت أغني كثيرا في البيت، بيني وبين نفسي، وأتخيل نفسي يوما ما فنانة مشهورة، اكتشفت أنني أملك موهبة حقيقية في سن الخامسة، وكنت واثقة أنها ستأخذني بعيدا”.

وحول دعم أسرتها، أوضحت: “عائلتي دعمتني جدا، والدي شاعر ووالدتي كذلك شاعرة، وباقي أفراد الأسرة متفهمون، شجعوني، وقالوا لي: ليش ضامّة (تخفين) صوتك؟ سمعيه للناس”.

وحول وجود مطرب مشهور ضمن عائلتها، وهو الفنان الراحل محمد حسين مرعي (1933- 1982) صاحب أغنية “عايل يا الأسمر” ما قد يمنحها دافعا نفسيا لخوض التجربة، قالت: بالرغم من افتخاري به كونه خال أبي، إلا أن ذلك لا علاقة له بدوافعي التي تتعلق بحبي للموسيقى وموهبتي الغنائية”.

الأصوات النسائية

وتتحدث أناسي بشفافية عن واقع الساحة الغنائية النسائية في العراق، قائلة، إن “عدد الأصوات النسائية في العراق قليل جدا مقارنة بالشباب، والسبب يعود للعادات والتقاليد، وليس لعدم تقبل المجتمع، بل العكس هو الصحيح، لأن المجتمع يتقبل الصوت النسائي الجميل ويطرب له بسرعة، لكن المشكلة أن كثيرا من العوائل لا تسمح لبناتها بالغناء، خوفا عليهن وعلى سمعتهن”.

وحول حلمها الذي تنوي تحقيقه، لفتت أناسي، بالقول “أريد أن أكون ضمن الصف الأول للمطربات العراقيات”، منوهة إلى أن مثلها الأعلى “هي المطربة الراحلة مائدة نزهت، وكذلك سليمة مراد، وسيتا هاكوبيان”.

وعن الأصوات النسائية التي تستمع إليها حاليا، تشير إلى أن “شيرين هي مطربتي المفضلة، وأشعر بأنني أشبهها من حيث الصوت والإحساس”.

رفض الاحتكار

وأشارت إلى أنها رفضت عدة عروض من شركات إنتاج، بسبب عقود تحتكرها قائلة: “أنا أرفض أن أُقيّد نفسي بعقد يحرق مستقبلي، أريد أن أُعرف بصوتي وإحساسي، لا بصورتي أو مظهري”.

وعن رؤيتها الفنية قالت: “أخطط لكل خطوة بهدوء، لا أستعجل، وأرفض أن أكون نسخة من أحد، أختار بدقة لأنني أريد أن يقول الناس: هناك صوت عراقي جديد اسمه أناسي، دخل الساحة بقوة ويمثل روح العراق”.

أربيل.. بيئة مثالية

وبشأن تواجدها في أربيل، قالت “أناسي” لـ”العالم الجديد”: “وجودي في أربيل قدّم لي الكثير.. هنا الاستوديوهات كثيرة، والجو الفني ملهم. عندي زملاء فنانون أتابع تسجيلاتهم وأتعلم من تجاربهم.. كنت أذهب أسمعهم وهم يغنون، وكل مرة كنت أحس أن لدي موهبة وشغف لا بد من إظهارها، بعدها شجعوني، وأخذت الخطوة وغنيت”.

بهذه الكلمات البسيطة والمليئة بالشغف، عبّرت “أناسي” عن بيئة أربيل الفنية التي كانت لها بمثابة الحاضنة الأولى لانطلاقتها، حيث تحوّل الاستماع لتسجيلات زملائها إلى شرارة أشعلت حلمها.. فكانت البداية من هناك.

وأخيرا، أعلنت أنها تعمل حاليا على أغنيتها الثانية، لكنها فضّلت عدم الكشف عن تفاصيلها: “دعوها مفاجأة..!”، قالت مازحة، واختتمت: “أنا لا أستعرض شكلي.. بل صوتي، وكل من يدخل عالم أناسي، سيدخل ليستمع ويشعر، لا ليتفرّج فقط”.

إقرأ أيضا