قال شهود عيان إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع أمس الاثنين بعدما اندلعت اشتباكات بين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وسائقي سيارات في ميدان بوسط القاهرة، يأتي هذا في وقت وصل فيه نائب وزير الخارجية الأميركي للقاء المسؤولين المصريين.
وهذه أول مواجهة عنيفة يشارك فيها مؤيدون لمرسي منذ أسبوع.
وقتل 53 من المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول الأسبوع الماضي خارج نادي ضباط الحرس الجمهوري بالقاهرة وقتل اربعة من رجال الشرطة -أحدهم ضابط- في الاشتباك.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن قوات الشرطة اطلقت قنابل الغاز على مسيرة لانصار مرسي من فوق جسر 6 اكتوبر أعلى ميدان رمسيس \”ونجحت في تفريقهم\” لكن شاهدا قال لرويترز إن الشرطة واصلت إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل متقطع على مئات من مؤيدي مرسي الذين رشقوها بالحجارة.
وأضاف أن مؤيدي الرئيس المعزول أشعلوا النار في إطارات السيارات والقمامة في ميدان رمسيس الذي توقف المرور تماما فيه.
وتابع أن أشخاصا يرتدون الزي المدني يدعمون الشرطة يبدو أنهم تجار وسكان في المنطقة تعطلت تجارتهم وحياتهم بسبب الاشتباكات.
وقبل الاشتباكات قطع مؤيدون لمرسي شارعي رمسيس والجلاء ومنعوا المرور في اتجاه صعود جسر 6 اكتوبر والهبوط منه بميدان رمسيس.
وقال شاهد إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع عندما أوقف مؤيدو مرسي المرور في الميدان الذي يؤدي إليه عدد من الشوارع وتوجد به محطة السكة الحديد الرئيسية بالعاصمة.
وأضاف أن منع المرور تسبب في مشادات واشتباكات بالأيدي بين مؤيدي مرسي وسائقي السيارات تلاها إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال عامر محمد وهو خطيب وإمام من محافظة أسيوط في جنوب البلاد \”كنا نصلي التراويح في الميدان حين هاجمونا بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة.\”
وأضاف \”استعانوا بضغار السن في رشقنا بالحجارة.\”
ولم يكن هناك وجود ملحوظ للجيش في مكان الاشتباكات لكن طائرة هليكوبتر حربية حلقت فوق المنطقة.
إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز أمس الاثنين ان الولايات المتحدة لن تقف في صف أي طرف في مصر وذلك في محاولة لمعالجة مخاوف طرفي الانقسام السياسي.
وبيرنز هو أكبر مسؤول أمريكي يزور مصر منذ أطاح الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي. وتشمل الزيارة لقاءات مع زعماء البلاد الانتقاليين وقادة الجيش وكبار رجال الأعمال. وشدد المسؤول الأمريكي في إفادة أدلى بها في سفارة بلاده بالقاهرة على أن المصريين لا الولايات المتحدة هم الذين سيوجهون البلاد إلى حكم مدني.
وقال بيرنز \”نحن لا نقف إلى جانب أي شخصيات أو أحزاب بعينها. أنا لا أحمل معي حلولا أمريكية ولم آت لأنصح أحدا. لن نحاول فرض نموذجنا على مصر\”.
كما ذكر أنه لا يعتقد أن مصر تسير على درب سوريا نحو حرب أهلية شاملة رغم أعمال العنف التي تخللت مظاهرات أنصار مرسي ومعارضيه والتي سقط فيها عشرات القتلى.
وقال \”لا أعتقد أن مصر تواجه خطر تكرار المأساة التي نشهدها في سوريا اليوم.\”
ودعا بيرنز الجيش إلى الامتناع عن أي اعتقالات بدوافع سياسية بعد صدور أوامر من النيابة بالقبض على عدد من كبار الإسلاميين منهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين. ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ عزله.
وقال المسؤول الأمريكي \”إذا اعتقل ممثلون لبعض من أكبر الأحزاب في مصر أو استبعدوا فكيف يمكن أن يجري حوار أو تحدث مشاركة؟\”
كما دعا بيرنز المعارضين لعزل مرسي إلى الاشتراك في العملية السياسية بطريقة سلمية.