صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أهالي الأنبار يشككون بأهداف اللقاء: وفد المحافظة يبحث عن استثمارات.. والمالكي عن أصوات

التفتت الحكومة المركزية في بغداد إلى محافظة الانبار أخيراً، لاسيما بعد أن شهدت المحافظة موجات عنف متتالية، وصراعات بين التنظيمات المسلحة التي حوّلت الانبار إلى حديقة خلفيّة للنزاع القائم في سورية، كل هذا أدى إلى  ازدياد الحنق على الحكومتين المحلية والمركزية من قبل أهالي المحافظة، الأمر الذي دفع رئيس مجلس الوزراء الى الموافقة، أمس الأول الاثنين، على انشاء مطار مدني في منطقة 35 كم غربي الرمادي، وانشاء مصفى في قضاء حديثة، فضلاً عن الاسراع في عملية التحقيق حول المعتقلات في السجون، وهي القضية الرئيسية التي ظلّ معتصمو الانبار يطالبون بها منذ نحو عام، والموافقة على اقالة قائد شرطة الانبار اللواء هادي رزيج بعد إيجاد بديل له، لكن تفاؤل مجلس محافظة الانبار بـ\”موافقات\” المالكي على هذه المشاريع، لم يشكِّل في شارع الانبار إلا وعوداً يحاول فيها المالكي الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في نيسان المقبل.

ويصف حميد أحمد هاشم، وهو عضو مجلس محافظة الانبار، بأن زيارة مجلس المحافظة إلى رئيس مجلس الوزراء بـالـ\”مثمرة والايجابية\”، ويؤكد في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أنها \”حققت الكثير من الحقوق والمطالب\”.

ويوضح هاشم أن \”من له الحق في انهاء الاعتصام ورفع الخيم هم المعتصمون فقط، لا غيرهم ولسنا نحن من نقرر مصير ساحات الاعتصام ابدا\”، ويبين أن \”مجلس الانبار لم يعلن مطلقا انهاء الاعتصامات حتى تحقيق المطالب\”.

ويشير هاشم إلى أن المالكي سيزور الانبار لـ\”التباحث بشكل مطول حول مطالب اهل الانبار\”.

وشهدت الانبار، أمس الثلاثاء، انفجار عبوة لاصقة داخل سيارة مدنية في منطقة الجزيرة وسط ناحية الكرمة شرقي الفلوجة مما اسفر عن مقتل شرطي واصابة اخر بجروح بليغة، كما تمكنت القوات الامنية من كشف مخطط كان يستهدف مخفر حدودي في منطقة الخرشان بين قضائي القائم والرطبة غرب الانبار وحدث اشتباك بين العناصر الارهابية ودورية امنية من الجيش مما اسفر عن مقتل مسلح واعتقال اثنين اخرين.

وتقول شذى الدليمي، وهي معلّمة من الفلوجة، إن \”المالكي يحاول استمالة سكّان الانبار في الأشهر القليلة التي تسبق الانتخابات من أجل التصويت له\”. وتشير في حديث مع \”العالم الجديد\” إلى أن \”الانبار أضحت خربة، ولا يمكن للمالكي إصلاحها الآن\”.

وتشكك الدليمي في أهداف اللقاء بين وفد محافظة الأنبار ورئيس الوزراء، قائلة إن \”مجلس محافظة الانبار ذهب إلى بغداد من أجل الحصول على استثمارات جديدة، وليس لخدمة المحافظة\”.

وينظر الشارع الانباري إلى حكومته المحليّة بعين ساخرة، خاصة بعد أن أعلن رئيس المجلس فور تسلمّه منصبه، 

أنه سيحتفل بفوزه بمنصبه الجديد بالزواج مرة ثانية.

ويقول الشيخ محمد البجاري، وهو الناطق الإعلامي باسم ساحة اعتصام شهداء الفلوجة، إن \”المعتصمين لا يعولون على زيارة حكومة الأنبار للمالكي، لأن ما تمخض عنها من نتائج عبارة عن دعاية انتخابية لرئيس مجلس الوزراء وحزبه\”، 

ويشير البجاري في تصريح صحفي اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، إلى أن \”المالكي لو كان صادقاً لنفذ مطالب المعتصمين التي أرسلت له منذ نحو 11 شهراً من دون تنفيذها، بل على العكس استمر بالتسويف والمماطلة\”.

ويلفت إلى أن \”أهل الأنبار بحاجة لمطار، ومصفى، ووظائف، لكن قبل ذلك كله، وأهم منه، فإنهم يحتاجون الكرامة والعزة والحرية التي تهون حياتهم في سبيلها\”، ويشدد على أن \”المعتصمين يصرون على مطالبهم، ولن يتركوا ساحات الاعتصام حتى تنفيذ الحقوق وأهمها إطلاق سراح الأبرياء، وايقاف المداهمات العشوائية، ومحاسبة قتلة المعتصمين، والتوزيع العادل للسلطة والثروة\”.

إقرأ أيضا