عبرت أوساط صحفية خليجية عن تفاؤلها بنجاح بطولة الخليج 25، المقرر إقامتها في البصرة، فيما لفتت إلى حماسة الجماهير الخليجية للقدوم إلى المحافظة، مشترطةً توفر سبل النقل والتنظيم المرافق للاستضافة، خصوصا أن سقف الطموح لدى المشجع الخليجي، ارتفع بعد بطولة كأس العالم في قطر، والتي باتت نموذجا تقاس به معظم البطولات اللاحقة.
ويقول الصحفي الكويتي، عبد العزيز النهدي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الكويتيين متشوقون للبطولة بسبب تنظيمها في العراق واختيار البصرة مسرحا لأحداثها، حتى وإن شاركت بعض المنتخبات بالرديف”.
ويرى النهدي أن “إقبال الجمهور الخليجي على البصرة يعتمد على توفير الرحلات والتسويق لقدوم الجماهير من قبل اللجان المنظمة، وبالنسبة لي شخصيا أتوقع أن كثيرا من الجماهير ترغب في زيارة البصرة، لأن البطولة تمثل الشيء الكبير للعراق، ليس رياضيا فحسب، بل على جميع الأصعدة”، داعيا المسؤولين والمنظمين إلى “الاهتمام بالتفاصيل، لاسيما أن إبهار قطر في المونديال رفع سقف المعايير والتوقعات، لذلك يجب أن يكون التنظيم في خليجي 25 بمستوى مميز”.
ويتوقع أن “تكون بطولة جميلة، من كل النواحي، وعليه فإن هناك عملا مطلوبا من اللجان المنظمة والحكومة العراقية ممثلة بوزارة الرياضة، والآن، نحن لا نستطيع أن نستبق الأحداث ولكن الجمهور الخليجي ارتفعت معاييره وذوقه، خاصة بعد كأس العالم في قطر، وسيكون هناك جمهور كبير إذا توفرت الأمور اللوجستية على مستوى الطيران والإقامة والاستضافة ونحن متفائلون”.
ومن المؤمل أن تنطلق بطولة خليجي 25 في السادس من كانون الثاني يناير المقبل، في محافظة البصرة، وهي المرة الثانية التي يستضيف فيها العراق هذه البطولة.
يذكر أن وسم خليجي 25، تصدر الترند في موقع تويتر، وشارك فيه صحفيون ومعلقو رياضيون ومتخصصون بالشأن الرياضي من مختلف دول الخليج، واشتملت التغريدات على كيل المديح لاستعدادات العراق لتنظيم البطولة، وبعضهم كتب تغريدات من البصرة، التي وصولها منذ الآن.
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي، بعشرات الصور ومقاطع الفيديو من البصرة، وخاصة رصد الاستعدادات الخدمية واللوجستية، من تهيئة الحدائق وتعبيد الطرق، فضلا عن استعدادات الفنادق لاستقبال المشجعين.
وقد أعلن قبل أيام عن نفاد الحجوزات في اغلب فنادق الدرجتين الأولى والثانية في المحافظة، رغم ارتفاع أسعارها نسبيا، لاسيما وان الحجوزات جرت عبر المواقع الالكترونية الخاصة بالحجز الفندقي.
إلى ذلك، يعدّ الصحفي الرياضي العراقي المقيم في عُمان، هيثم خليل، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “إقامة البطولة في العراق إنجاز مهم، فقد كانت بين مد وجزر بشأن إقامتها من عدمه، لكن أخيراً وبمساهمة كبيرة من الجميع حدث هذا الإنجاز، وهو أهم من فوز منتخبنا بالبطولة”.
ويتابع خليل، المقيم في العاصمة العمانية مسقط، أن “الشارع الرياضي العماني متحمس للبطولة، والجمهور سيكون الأكبر بين جماهير المنتخبات التي ستحضر في البصرة، إضافة إلى الجمهور الكويتي، وهذا ما بدا واضحا من خلال ما لاحظناه خلال تواجدنا هنا، لأن العمانيين شجعوا إقامة البطولة في العراق”.
ويتوقع “نجاح البطولة، وستكون استثنائية، كوننا متعطشين لاستضافة حدث رياضي كبطولة الخليج، حتى وإن كانت فقدت قيمتها الفنية ولم تعد كما كانت في السابق، حيث كانت اقوى بكثير من حيث المستوى الفني، ومع ذلك يبقى لها رونقها وعمقها التاريخي”.
وبشأن ترشيحاته للفوز في البطولة يرى الصحفي الرياضي، أن “الأقرب للتأهل في المجموعة الأولى منتخبنا الوطني مع عمان على اعتبار أن المنتخب السعودي برغم قوته، لكنه لم يشارك بالفريق الأول”، مبينا أن “ترشيحات المجموعة الثانية تشير إلى أن الكفة متساوية بين قطر والبحرين والإمارات وعليه فإن الحظوظ كبيرة لهذه المنتخبات، ولكن أرى أن الأفضلية ستكون للمنتخب الإماراتي”.
وقد تناولت “العالم الجديد” قبل أيام، الاستعدادات الخدمية في المحافظة، عبر تقرير سلط الضوء على كافة الجوانب، وفيه تبين اكتمال كافة الجوانب، وبمشاركة منظمات المجتمع المدني أيضا.
وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، في 27 تشرين الثاني نوفمبر 2022 عن تعاقده مع شركة لوريال لتنظيم البطولة وإدارتها، وذُكر في بيان الاتحاد أن “الهدف من وراء التعاقد مع شركة لوريال إلى إظهارِ خليجي 25 بصورة مميزة تعكس براعة العراقيين في تضييف هذا الحدث الكبير، والقدرة الفائقة على استقبال المنتخبات الشقيقة بطريقة رائعة وترحاب كبير، مع التأكيدِ على أن تكون بطولة خليجي 25 ناجحة من جميع النواحي الإداريّة والتنظيميّة واللوجستيّة”.
وكان مقررا أن يستضيف العراق بطولة خليجي 23، لكن سحبت بسبب الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم على الكرة العراقية آنذاك، لكن بعد رفع الحظر أصبح العراق جاهزًا لاستضافة البطولة.
من جانبه، يؤكد الصحفي الرياضي الإماراتي محمد الجوكر لـ”العالم الجديد”، أن “دورات كأس الخليج رحلة عمر بالنسبة لي فقد علمتني الكثير من التجارب، وأكسبتني المعارف والأصدقاء، وأصبحت جزءاً مهماً في مسيرتي”.
ويضيف الجوكر، أن “الخليج وهو مع المحطة الجديدة والمهمة في عمر الدورة وهي تقام في عروس شط العرب، فإن الجميع يتمنى ويثق بنجاح الأشقاء أبناء الرافدين في تنظيم الحدث الكروي الكبير فالبطولة ليست غريبة على أبناء الرافدين وسبق تنظيمها قبل أكثر من 43 عاماً في العاصمة الحبيبة بغداد، ونجحت بكل المقاييس، وها هي تعود إلى أرض الحضارات وسط فرحة كبيرة منا جميعاً وثقة كبيرة بالأشقاء في العراق الشقيق بنجاح و تنظيم هذه البطولة العزيزة”، متوقعا بأن “تنافس كل من العراق والإمارات على اللقب”.
وتنظم بطولة كأس الخليج مرة كل عامين، وأقيمت النسخة الأولى منها في البحرين عام 1970، بينما استضافت قطر النسخة الأخيرة عام 2019 وتُوجت فيها البحرين باللقب الأول في تاريخها.