صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

أيتام على شاشات اللئام!

يتنافر الأسلوب الذي تعمل به الفضائيات العراقية مع الفقراء والأيتام والمعوزين مع مبادئ التكافل أو المساعدة خلال شهر رمضان، فهي تجعل من الفقير والمعدم موضع تشهير، وفاصل من تسول وشكوى ودموع لقاء مساعدات شحيحة تقدم له في أهداف دعائية ساذجة.

فتات المساعدات المقدمة من القنوات تتطابق مع المثل القائل؛ أيتام على موائد اللئام، ولا تعدو ان تكون برامج تملأ أوقات البث وبكلف مالية أوطأ من إنتاج أي برنامج يصلح للمشاهدة!

أسئلة عديدة تتوارد مع حمية الفضائيات المتسابقة لهذا الإجراء، الكاشف عن مساحات الفقر والفاقة والحرمان، ويرتد السؤال، لماذا تغيب هذه الفضائيات سنة كاملة، ولا تطل بخيراتها إلا في رمضان؟

الغرض الدعائي والمقاصد اللاخيرية باتت واضحة في العديد من هذه الأنشطة التي تظهر دون مسوغات ذوقية أو أخلاقية أو دينية، وقد وجدت في بعضها أداء تمثيليا لدور الثري وهو يتزكى على الفقير في استعراض يغط بدونية سلوكية فائضة.

قد نبدو مغالين بسخطنا على الفضائيات وأهدافها ونسينا بيت الداء، واقصد به بيت الشعب كما يسميه البعض. مجلس النواب الذي ينبغي عليه خلال ثمان سنوات أن يشرع قوانين لمكافحة الفقر ومعالجة المرضى وضمان المعوزين من المال العام.

كان على البرلمانيين أن يشعروا بوخز الضمير من مشاهد الفقر المدقع ومظاهر البؤس الذي يضرب الناس وتنقله الفضائيات بعضه لغرض الشماتة، والآخر بهدف الإهانة لدولة لا تحترم مواطنيها.

في أول اجتماع لمجلس النواب، اتفق النواب على رواتبهم الكبيرة، والامتيازات الواجب منحها للنائب المدلل، وتركوا الشعب نهبا للفقر والأمراض والفاقة، وصدقات تأتي من هذا الدجال او ذاك المتاجر بفقر المساكين وضعف المعوزين. 

إيراد النفط السنوي يبلغ 120 مليار دولار، لو قسم على ثلاثين مليون عراقي بقدر معقول من العدالة، لن يبقى فقيرا أو جائعا، لكن حكومة اللصوص وانعدام الضمير وغياب الروح الوطنية والحس الإنساني والوازع الديني أنتج الثراء لحيتان الحكومة والبرلمان، وترك قطاعات واسعة من الشعب ترزح تحت نير الفقر، ومعاناة العوز بانتظار صدقة تأتي لهم من الفضائيات، ولو على مرأى من كل الشعب، وعيون الله أيضا.

Falah.almashal@yahoo.com

إقرأ أيضا