أقرّ الفنان السوري الكبير أيمن زيدان بأن الدراما العربية لا تمتلك أية حرية في طروحاتها، وفيما انتقد كل أشكال الفن والثقافة العربية الحالية، أشار إلى أن العودة للموروث هو الشيء الجميل الوحيد في الفن، محمّلا الأنظمة والشعوب العربية مسؤولية عدم التطور والانخراط في الحياة الحديثة مسؤولية ذلك.
وبدا الفنان السوري جريئاً في حوار متلفز، بثّته قناة العراقية شبه الرسمية وتابعته \”العالم الجديد\”، حيص قال زيدان، \”إن الدراما لطالما بقيت تسير وفق محددات وأجندات، سواء من شركات الإنتاج أم الفضائيات الخاضعة أصلاً إلى أجندات أكبر وأوسع\”.
ووصف الفنانين وصناع الدراما بـ\”البيادق التي تتحرك على رقعة شطرنج\”، مضيفاً أن \”العمل حتى يخرج إلى المشاهد، فإنه يكون قد مرّ بفلاتر كثيرة، وحذفت منه مشاهد عديدة، ولا غرابة في أن تكون الرسالة المراد إيصالها في العمل مخذوفة\”.
ورأى زيدان، أن كل \”أشكال الفن الحالي تراجعت حتى أننا صرنا ندعو الموروث بفن الزمن الجميل، ولم ينجب العرب شعراء وفنانين ولا روائيين أمثال نجيب محفوظ وغائب طعمة فرمان، العرب أمة لا تنجب ولا تكمل\”.
وبينما حمّل الأنظمة العربية مسؤولية عدم التطور والانخراط في الحياة الحديثة، لم يستثن الشعوب من مسؤولية ذلك، بالقول \”فالمواطن العربي بقي متمسكاً بطلباته الثلاث: سقف وأمن وكرامة، ولم يتطلع إلى الأكثر\”. وفي شأن آخر أوضح أنه كان من أشد المؤمنين بمصطلح القومية قبل أن يكتشف بـ\”أنه مصطلح كاذب وخادع\”.
وفي الشأن السياسي السوري لام زيدان الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى، وعدّها \”سبباً في التصعيد، وزيادة القتل اليومي الذي تمر به سورية\”، وأبدى حزنه الشديد على الوضع هناك قائلا، إن آخر دمعة سقطت منه عندما غادر بلاده.
وأعرب الفنان السوري عن سعادته بمجيئه إلى العراق وإلى محافظة ميسان، وأفاد بأن ما يدفعه للعودة إلى العمارة هم أهلها الطيبون، والطبيعة البسيطة هناك.
وشارك أيمن زيدان في بطولة المسلسل العراقي \”حفيظ\” رفقة مواطنته مرح جبر، بالاضافة الى نخبة من الفنانين العراقيين والعرب.
وأشار إلى أنه كثير السماع للأغاني العراقية، لاسيما أغاني الفنان ياس خضر وأغنيته المعروفة \”عزاز\”، واستذكر طفولته والمطرب الذي كان يحبه جده، وأوضح أنه كان يسأل جده عن المطرب الذي يستمع إليه فيجيبه إنه \”حضيري أبو عزيز\”.
وتمنى أخيرا \”الخير للعراق العظيم، شعبا ووطناً\”، معتبرا أن \”بلاد الرافدين أكبر من كل الكلمات والتوصيفات\”.
وأيمن زيدان، ممثل ومخرج ومنتج ومذيع سوري، ولد في 1 أيلول 1956 من مدينة الرحيبة في ريف دمشق، نشأ في أسرة محافظة. كان جده الشيخ شكري زيدان مختار البلدة. بيته هو البيت الذي تم فيه تمثيل مسلسل حنين.
عمل زيدان مقدماً لبرنامج المسابقات وزنك ذهب لفترة من الزمن، كما كان مديرا لشركة الشام الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وكان عضوا في مجلس الشعب. اشتهر بمسلسلاته التلفزيونية، وأفلامه السينمائية، وأعماله المسرحية.
ويعتبر من أهم الفنانين في تاريخ الدراما السورية، حيث ساهم في إحداث ثورة فيها بعد توليه لإدارة شركة الشام الدولية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وخاصة بعد إنتاج مسلسل نهاية رجل شجاع، والذي تميز بضخامة الإنتاج وبراعة الصورة، والذي لعب فيه أيمن زيدان دور البطولة، وقد مثل هذا العمل بوابة العبور للدراما السورية إلى الفضاء العربي. كما أسهم أيمن زيدان في تقديم العديد من النجوم السوريين الشباب إلى الجمهور.