اضطرت مريم سعد إلى سلك 3 طرق من أجل الوصول إلى حي الجامعة في بغداد، أمس الأول، بسبب تشديد السيطرات الأمنية على مداخل المدن، لكنها فوجئت بأن الأمر بقي على ما هو عليه حتى أمس الثلاثاء.
تعمل مريم في منطقة الكرادة، وقد استأجرت تاكسي في الساعة الخامسة عصرا قاصدة منزلها. كانت الطرقات – بحسب ما تروي – مزدحمة، وصلت منطقة حي العامل لكن ازدحام السيطرة التي تؤدي بها إلى حي الجامعة، جعل السائق يتجه بسيارته إلى منطقة المنصور، لكن الزحامات عادت لتواجهها مجددا، فعاد سائق التاكسي إلى سيطرة منطقة اليرموك.
تقول مريم إنها حين وصلت السيطرة كان الازدحام عندها كبيرا.. سأل الشرطي في السيطرة الأمنية السائق إلى أين الوجهة، وعندما عرف إلى حي الجامعة أخبرهما بأن الدخول ممنوع من دون بطاقة السكن، لكن لباقة السائق أجبرت الشرطي على السماح بدخول مريم إلى المنطقة.
في هذه أثناء كان أرشد، وهو شقيق مريم، يسير إلى المنزل من المنصور سيرا على الأقدام بسبب منع سائقي التاكسي من دخول المنطقة إلا لحاملي بطاقة السكن.
وتشهد العاصمة بغداد إجراءات أمنية مشددة بعد ورود معلومات عن نية تنظيم القاعدة القيام بعملية واسعة لا تستهدف بغداد وحسب، وإنما تتعدى لتصيب المنطقة الخضراء بشلل تام. وأبلغ زوارا للمنطقة الخضراء \”العالم الجديد\” مطلع الأسبوع أن هناك إجراءات أمنية غير مسبوقة داخل المنطقة المحصنة، والتي يصعب اختراقها دون تواطؤ من الداخل، تمثلت بإقامة سيطرات، وحواجز تفتيش بكثافة في شوارع وطرق المنطقة كافة، بما يشبه حالة الاستنفار العام.
ويصف حبيب الطرفي، النائب عن كتلة المواطن، الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية بـ\”الجبارة والاستثنائية\”.
ونقل موقع وزارة الداخلية على الانترنيت كلام الطرفي وكأنه دعاية للخطط الأمنية التي تضطلع بها الوزارة.
ويقول الطرفي إن \”الجهات الأمنية تستحق الشكر والتقدير لما تقوم به من واجب استثنائي أمام عدو عالمي رغم وضعها وقابليتها المحدودة\”، موجهاً انتقاده لما وصفها بـ\”الهجمة الشرسة على القوات الأمنية التي يشنها البعض\”.
وأصدرت وزارة الداخلية بيانا، أمس الثلاثاء، تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، وقد أكدت فيه استمرارا عملية \”ثأر الشهداء\”.
وتقول الوزارة أن النتائج العملية في 24 ساعة هي \”القبض على (109) وفق المادة 4/ إرهاب من بينهم عناصر مهمة من تنظيم القاعدة الإرهابي\”، و\”إلقاء القبض وفق معلومات أمنية واستخبارية على (98) مطلوبا بقضايا جنائية مختلفة\”، و\”الاستيلاء على عدد من العجلات والدراجات المفخخة وتدمير وتفكيك قسم منها\”، و\”الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والعبوات الناسفة وكميات من المفرقعات (c4) ومواد متفجرة\”، و\”تدمير أوكار ومخابئ يحتمي بها الإرهابيون في مناطق نائية\”.
مقابل هذا، طلب قصي العبيدي، من الجنود الذين حاولوا الدخول إلى منزله بنزع بساطيرهم عند الباب.
\”قدم جنود من الجيش إلى منطقة السيدية من أجل تفتيش منازلنا\”، يقول قصي الذي يعمل مهندسا، سارع الضابط إلى سؤال قصي \”هل لديك سلاح في المنزل\”، فأجابه بالنفي, أخذ الضابط جنوده وانسحبوا من منزل قصي.
وبحسب رياض العضاض، وهو رئيس مجلس محافظة بغداد، فإن الحكومة أغلقت 20 بالمائة من شوارع وأنفاق العاصمة \”بحجة وجود ضرورات أمنية\”.
ويقول العضاض، في تصريح اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، إن \”إجراءات حفظ الأمن المتمثلة بنشر السيطرات (..) من أهم مسببات الازدحام في مناطق العاصمة\”.