نشر موقع الدويتشه فيله \”اذاعة صوت ألمانيا\”، قصة صحفية عن دور منظمة \”ماخسوم واتش\” الاسرائيلة التي تتألف من مجموعة نساء إسرائيليات متقاعدات متطوعات يعملن لتسهيل حياة المواطنين الفلسطينين عبر اعتصامهن الدائم أمام الحواجز الكونكريتية.
وتذكر القصة أن هؤلاء النسوة الناشطات ينتقلن \”يوميا منذ ساعات الفجر بين الحواجز وفي أماكن التوتر بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين\”.
وتضيف ان \”دور منظمة (ماخسوم واتش)- يكمن- في مراقبة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وتوثيق ممارساته على (ماخسوم) وتعني بالعربية حاجز\”.
ويؤكد تقرير \”DW\”، أن \”الناشطات الإسرائيليات يعتقدن أنّ إنهاء الاحتلال يبدأ عن طريق الاعتصام الدائم أمام الحواجز\”.
ويلفت الى ان \”الآراء اختلفت حول عمل هؤلاء النسوة بين مؤيد ومعارض في المجتمع الإسرائيلي، وأطلق عليهم بعض المؤيدين اسم أميرات الجدار، وذلك لأجل عملهم الإنساني لمساعدة الفلسطينيين، في حين يرى فيهن المعارضون أعداء لإسرائيل ومن معيقات سياساتها\”.
ويواصل التقرير قائلا إن \”سيلفيا بيترمان، 67 عاما، فضّلت العمل لنصّرة العمال الفلسطينيين عوضا عن أن تستمع بوقتها في مرحلة التقاعد، وهي واحدة من الناشطات اليهوديات الإسرائيليات اللائي يعملن في بشكل منتظم على الحواجز لتسهيل حركة مرور العمال، من حاملي تصاريح العمل داخل إسرائيل، نظرا لقلة الفرص داخل الضفة الغربية\”.
ويستطرد ان \”بيترمان التحقت بمنظمة (ماخسوم وتش) قبل عشرة أعوام، بعدما تركت وظيفتها كخبيرة اقتصادية في بنك إسرائيلي، لتبدأ العمل الإنساني منذ ساعات الصباح الباكر عند حاجر (الكونتينر) على مدخل مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية\”.
وتلفت قصة الإذاعة الألمانية الموجهة للخارج إلى أنه \”يُعين بيترمان في جولتها ناشطتان تقومان بتوثيق ومراقبة الانتهاكات التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين، وخلال هذه الجولة على مدار أسبوع عبر نحو 6500 فلسطينيا في ساعة السابعة صباحا\”.
الناشطة الحقوقية، كشفت \”أنها وزميلاتها يتدخلن حين يلحظن تباطؤا في جنود إسرائيل في حركة المواطنين، فيشرعن بإزعاج مراكز قيادة الجيش باتصالات صباحية مستمرة، لتقديم شكاوى حول سلوك الجنود\”.
وتقول بيترمان إن \”الجنرالات لا يحبون هذا الأمر كثيرا، لذا فقد خصصوا خط هاتف ساخن للحالات الإنسانية\”، مضيفة \”وبالرغم أن الرجال في هذه الحالات يتصرفون بعنف، ولكن نظرا لأننا سيدات كبيرات في السن، فإنهم يتصرفون معنا بحذر\”.
وترى أن الطريقة الأنسب لإزالة الحواجز هي \”أن نأتي ونقف هنا ونعتصم\”، وتختم القول بيتر مان بأنه \”لا يوجد أي ادعاء عقلاني ضد هذه الحقيقة أنها أراضي محتلة، وأنها بالفعل محتلة ونحن ضدها\”.
ويشير التقرير الى أن \”الجنود الإسرائيليين يماطلون في التدقيق بهويات المواطنين والتفتيش الجسدي، إضافة إلى الفحص الالكتروني الذي يستخدم للكشف عن المعادن، وبالتالي تصبح الحركة بطيئة\”.
ويتابع \”رغم تخصيص بوابات إنسانية لمرور النساء والأطفال وكبار السن، إلا أن الاكتظاظ على الحواجز وطول الانتظار، والفوضى والصفوف الطويلة يبقى قائما\”.
وتسترسل القصة الصحفية بالقول \”تعمل السيدة الستينية في وقت الراحة على متابعة القضايا المتعلقة بالتصاريح، وخصوصا للذين تضعهم إسرائيل على القائمة السوداء، وهي تعمل على مساعدتهم عن طريق تحريك شكاوى وقضايا أمام الجيش الإسرائيلي أو القضاء، فخلال السنة الماضية حصل نحو ألف فلسطيني على تصاريح من المحاكم الإقليمية ومحكمة العدل الإسرائيلية العليا\”.
عمال فلسطينيون ينتظرون عند حاجز اسرائيلي
والى جانب الناشطة بيتر مان، هناك ناشطة اخرى تدعى تمار فلايشمان، \”التي تنحدر من عائلة صهيونية متشددة جدا، فرغم أنّ معظم أصدقائها كانوا عسكريين، لكنها أصبحت ناشطة في هذه المنظمة بعد الاستماع لوجهات نظر وأراء مختلفة عندما عاشت في سنغافورا وبانكوك\”.
فلايشمان، وفقا لموقع الدويتشه بيله \”تعمل مصورة صحفية، عند حاجز قلنديا على المدخل الرئيسي لمدينة رام الله، وتوثق معاناة أطفال مخيم اللاجئين منذ 12 عاما، وتقول إن \”الأطفال رفضوا الفكرة في البداية لكنهم يقولون الآن (صورينا واجعلي العالم يشاهد ماذا يفعل بنا الإسرائيليون)\”.
الناشطة الثالثة دانيلا يوئيل، يصفها التقرير بانها \”يهودية أرثوذكسية، لا تستطيع أن تمحي ذكرى تلك الفلسطينية التي لم تستطع أن تلد طفلين توأم في حالة طبيعية، ما أدى إلى وفاتهما على الحاجز بسبب عدم سماح الجنود لها بالمرور\”.
و تشعر يوئيل أحيانا بأنها \”مصابة بانفصام بالشخصية نظرا للعمل الذي تقوم به من جانب، ودينها وإرثها التاريخي من جانب آخر\”، وتضيف أن \”الناس خلال الهولوكوست لم يتعاطفوا معنا، وأنا الآن اشعر بنفس العواطف التي تنتاب الفلسطينيين عندما اذهب إلى الحواجز\”.