لا نخفي نظرتنا إليكم \”سيد حسن نصر الله\” انتم في حزب الله بسبب ما تقومون به من جهود مذهلة في نضالكم ضد عدوكم الأول إسرائيل، لقد كشفتم عورات الجيوش العربية منذ تأسيسها وقدّمتم معادلة جديدة مختلفة للصراع مع إسرائيل نحترم جهودكم الدؤوبة ونقدر منجزاتكم النضالية، ونعرف ان كثيرا من الحملات التي تقاد ضدكم هي فقط لأنكم وضعتم الآخرين في موقف محرج، نعرف اللعبة بكامل مراحلها ولم تعد الأمور خافية على احد ولكن… مع كل ذلك الإعجاب تعوّدتم أن تخاطبوا الآخرين، وخصوصا جمهوركم العريض في العراق، وتعودتم أن يقابلوكم بآذان مصغية لكنكم لا تصغون لهم حتى وهم يذبحون أبشع ذبحة على سنة الله ورسوله.
لن أتحدث عن مبادرتكم قبيل حرب الخليج الثالثة، والتي عرضتم فيها مصالحة بين الجلاد والضحية من اجل تفويت الفرصة على أمريكا التي رغم كل ما فيها من بشاعة هي ارحم بكثير من جلادي هذه الأمة للأسف الشديد، لكني سوف استوقف مفارقة أكثر أهمية مما سبق، سيد حسن… إن إنفجارين فقط في الضاحية الجنوبية كفيلان بجعلكم تغيّرون بوصلة الاتهام من إسرائيل إلى الجماعات التكفيرية، وتعلنون ذلك بصوت مرتفع جدا، لكن ماذا لو عشتم كابوسا من التفجيرات ولمدة عقد كامل والعدو واضح أشهر من نار على علم كما يحصل في العراق؟! هل الدم العراقي رخيص الى هذا الحد في حساباتكم أيها السيد الجليل؟! كنا نقولها بصوت مرتفع منذ العام 2004: إن من يقتلنا ومن يفخخ السيارات في العراق هم جماعات التكفير ومن أبناء جلدتنا وعلى مرأى ومسمع الجميع، لكنك وحلفاءك ترمونها برقبة الأمريكان وينتهي كل شيء بالنسبة لكم… أكثر من ذلك كنتم تدعمون هؤلاء بحجة المقاومة دون أن تكلفوا أنفسكم متابعة ما يحصل بعيدا عن نظرية المؤامرة الأمريكية.
باختصار شديد \”سيادة الأمين العام\” حينما قبلنا بالخيار الأمريكي المفروض علينا والذي وضعنا فيه صدام حسين هذا لا يعني أننا عملاء لأمريكا كما صورنا إعلامكم في يوم من الأيام، ولا نريد في نفس الوقت أن نكون أبطالا أسطوريين نحشر أنفسنا في لعبة اكبر بكثير منا، لعبة أريد لنا أن نخوض فيها حربا مع أمريكا من اجل أن نتفرغ لحرب أكثر قذارة مع جزء من أبناء هذه الأمة وبمعرفة الجميع. التهم جاهزة واللافتات الفضفاضة أكثر من أن تحصى وصكوك الوطنية وخطاب التخوين انتم اعرف به منّا.
قلناها لكم مرارا وتكرارا: إن الانخراط في محور واحد يعني تحويل العراق إلى ساحة لحرب الوكالات نحن في غنى عنها، لكنكم صممتم الأذان وكأن رؤيتكم السياسية فوق كل الاعتبارات. كنا نرغب أن يكون العراق بعيدا عن محوري المقاومة والاعتدال وان يمد يده إلى الجميع، لكن بسبب السباق المحموم بينكم وبين خصومكم وصلت الأمور إلى حد لا يمكن لطرف في العراق أن يبقى بعيدا عن المحاور لأنه سيكتب نهايته كما حصل مع عبد الكريم قاسم حينما أراد الاعتدال بين الاتحاد السوفيتي والغرب في زمن لا يسمح بالوقوف في المنتصف فخسر الطرفين. انتم جزء مما وصلت إليه الأمور في العراق، لذلك على الأقل اصغوا لأهله ولو مرة واحدة.
gamalksn@hotmail.com