يبدو أن الدعوات البرلمانية بشأن إلغاء الامتيازات العراقية للأردن قد أخذت صداها هذه المرة، ورغم أنها ليست المرة الأولى، إلا أن البرلمان وافق، اليوم الاثنين، على إدراج مقترح لإلغاء الامتيازات الممنوحة من العراق إلى الأردن في جلسته المقبلة.
ومنذ أكثر من 40 عاما والعراق يزود الأردن بالنفط الخام بـ”أسعار تفضيلية”، رغم الخسائر المستمرة التي يتكبدها جراء الاتفاقية المبرمة بين البلدين والمقدرة بأكثر من 57 مليون دولار سنويا.
إذ قال النائب المستقل هادي السلامي في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي وافق على طلبنا بتقديم مقترح قانون إلغاء الامتيازات الممنوحة من العراق إلى المملكة الأردنية، ووجّه بإدراج مقترح القانون على جدول أعمال الجلسة المقبلة”.
وأضاف أن “العراق يقدم دعماً إلى الأردن طيلة الفترة السابقة من ضمنها تزويدهم بالوقود بأقل من السوق بـ16 دولاراً للبرميل الواحد، إضافة إلى التسهيلات الأخرى التي تقدم في المنافذ الحدودية كإعفاء البضائع الأردنية من الضرائب”.
ولفت إلى أن “مجلس النواب عازم على إلغاء هذه الامتيازات كافة والاستفادة من فرق أسعار النفط والضرائب في تعزيز الإيرادات المالية للدولة العراقية”.
وأشار إلى أن “هذا الطلب يأتي بسبب مواقف الأردن من الحرب على غزة ولبنان”.
وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن، في 1 اكتوبر تشرين الأول الجاري، استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، وذلك خلال هجوم صاروخي واسع أطلق من إيران، وأوضح أن الضربات استهدفت قاعدة نتساريم لطائرات F35 التي اغتالت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كما استهدف ثلاث قواعد عسكرية حول تل أبيب، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
إلا أن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي الأردني اعترضت، العديد من الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية التي دخلت المجال الجوي الأردني متوجهة إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي.
وبرر وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، في حينها الأمر بأن “بلاده لن تكون ساحة للصراع لأي طرف”، مشددا على أن “حماية الأردن والأردنيين تعتبر مسؤولية الحكومة الأولى”.
ووصفت إسرائيل، الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، بأنه “الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل”، ونقلت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قوله: “نفذت إيران الليلة أكبر وأعنف هجوم صاروخي ضد دولة إسرائيل في تاريخها. نحن مستعدون وجاهزون دفاعيا وهجوميا”، ودعا دانون إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
ويستورد الأردن النفط الخام العراقي تنفيذا لمذكرة التفاهم لتجهيز النفط الخام الموقعة بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية العراق بتاريخ 4 أيار 2023، بحسب الخرابشة.
وبحسب، منصة الطاقة المتخصصة، فأن واردات الأردن من النفط العراقي خلال العام 2023 سجلت زيادة بأكثر من 55% مقارنة بالمستويات المسجلة في 2022، ما وفّر جزءاً كبيراً من احتياجات الأردن من الوقود.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، كشفت في 4 فبراير شباط الماضي، عن بيع العراق نفطه للأردن بأقل من 13 دولاراً عن التسعيرة الرسمية المقررة.
وخلال الأشهر الماضية، رفع العراق الكميات التي يزود الأردن فيها بأسعار تفضيلية إلى 15 ألف برميل يوميا، والتي تسد نحو 15 في المئة من حاجة الأردن اليومية للنفط، وبسعر خصم يبلغ 16 دولار للبرميل.
وتبلغ قيمة هذا الخصم نحو 240 ألف دولار يوميا، أي حوالي 7.2 مليون دولار شهريا، أي ما يزيد عن 86 مليون دولار سنويا على افتراض عدم انقطاع حركة التصدير.
وتجددت خلال الأشهر الماضية، الدعوات لوقف تزويد الأردن بالنفط العراقي بـ”أسعار تفضيلية”، على أساس أن ذلك يمثل “هدرا لموارد البلاد، جاء ذلك على وقع مشاركة الأردن في التصدي لصواريخ ومسيرات إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل.
وكان الخبير النفطي حمزة الجواهري أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “خسائر كبيرة تترتب على هذه الاتفاقية، خصوصا مع ارتفاع أسعار النفط، حيث تقدر بنحو 5 ملايين دولار شهريا، وهذه سدى ويمكن للعراق أن يستثمرها في البناء أو غيره من المشاريع الأخرى المهمة”.
وفي مطلع يناير 2023، تقدم 9 محامين بدعوى ضد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوادني، لوقف تصدير النفط العراقي للأردن، باعتباره “هدرا لأموال البلاد”، وذلك بعد ضربات أميركية استهدفت فصائل مسلحة عراقية.
وأواخر 2023، منعت فصائل عراقية صهاريج محملة بالنفط من العبور للعودة إلى الأردن، وهددوا بحرق الصهاريج.
يشار إلى أن البرلمان العراقي قد دعا إلى إيقاف تصدير النفط إلى الأردن حيث كانت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية زينب الموسوي، قد أكدت في 8 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بأن مواقف الأردن “دائمًا عدائية” تجاه العراق خصوصا مع هيئة الحشد الشعبي الرسمية.