نصائح مجانية لأعضاء مجلس النواب الجدد وحتى المخضرمين منهم لعلهم يهتدون.
كن واضحا وصريحا لا تقطع أي وعد على نفسك لتنفيذ شيء ما وذلك حتى لا تجد نفسك كاذبا في حالة تعذر وفاءك بالوعد (تصدير الكهرباء نموذجا). لا تكثر من الظهور الإعلامي من اجل الشهرة لأن الناس لا يعبر عليهم قرش قلب. كن متواضعا بملبسك ولا تطرأ على قيافتكم قفزة كبيرة مثلما طرأت على دشاديش حزب الدعوة وجماعة بدر وطيب الذكر مطشر السامرائي \”الدايح\”1 حاليا وحولتها إلى بدلات فرنسية وإيطالية فاخرة بقدرة قادر.
في اللقاءات الإعلامية حاول أن تصغي لمحاوريك وتفهم السؤال جيدا، وبعد ذلك ترد بإيجاز ووضوح بدون جعفريات (نسبة للسيد إبراهيم الجعفري). حاول أن تقول وجهة نظرك بشجاعة وبدون لف ودوران أو رجوع إلى (المرجع) مع المحافظة طبعا على الخطوط العريضة لسياسة قائمتك. أن تبدي من الاحترام لخصمك السياسي الشيء الكثير، كذلك ألا تستخدم أي من المفردات النابية التي استخدمها نواب من قبلك حولوا البرلمان إلى مكان تافه تتطاير فيه \”الفشاير\” والكلمات النابية مثل جوقات الذباب والبعوض على البرك الآسنة في شوارعنا الحبيبة. ألا تتغيب عن عملك الذي هو عبارة عن أمانة وضعها برقبتك من انتخبك. كن مثلما أنت لا تحاول أن تبيع \”بوزات\” وعضلات لأن إذا اكو ناس لعبانة نفسها وشايفة وعايفة بالعالم كله فهم العراقيون, لذا أرجو أن تكون طبيعيا وتتصرف بتلقائية.
ألا تظهر بصور استعراضية (صورني وانه ما أدري). لا ترتدي البدلة الزرقاء مع الجزمة الشهيرة وذلك لأن \”ذني صارن قديمات\” منذ أن ظهر الوزير ارنستو جيفارا وهو يدفع عربة الفحم قبل عشرات السنين. حاول أن تكون مطلعا على مجريات الأمور من حولك وأن تكون أول من يعلم عن مجال اختصاصه ومنطقة عمله. أن تكون مطلعا ومواكبا للنشاط الفني والثقافي في البلد مهما كان اختصاصك، إذ أن الفن والثقافة هما عماد كل مجتمع صحي.
عليك إيجاد قنوات اتصال مباشرة وسهلة مع الجمهور عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. إن أردت أن تفتح صفحة فيسبوك فعليك ألا تدع أمر إدارتها لابن خالتك أو ابن أختك أو زوج بنتك وتكتب عليها بإدارة المكتب الإعلامي لسيادة النائب فلان الفلاني، وبعد ذلك يملؤها هذا الزعطوط حكما وأقوالا وفوتوشوب وصوركم المقدسة طبعا. أن تتذكر دائما أنك موظف وعملك ليس سلطة تسيء استخدامها وتعطل مصالح الآخرين من اجل أن يمر موكب سيادتكم أو أن الشارع الذي تسكن فيه يتحول إلى منطقة منزوعة السلاح.
حاول أن تبتسم دائما حتى بدون مناسبة فقد تصحرت قلوبنا وجفت أنساغنا من جهر أسلافك وقداساتهم. أن تكون مدافعا عن الإنسان أولا وأخيرا في أي قضية تطرح. عليك أن تضع نصب عينك حقوق المرأة حسب الشرع الإنساني وليس الديني, لأن الدين يتنافى مع الفطرة التي لدى الإنسان (قانون الشمري مثلا). عليك بمتابعة ما يكتب في الصحف والمواقع الاجتماعية قدر الإمكان والرد بشكل مباشر دون وسيط كأن يكون احد أقاربك مثل ما ذكر أعلاه.
ابتعد عن المبالغة بنشر سيرتك الذاتية بعد مرور شهر على تسلمك المنصب، ولا أعتقد أن هناك حاجة ملحة لنشر سيرة ذاتية أو \”سـيفي\” لشخص يمارس عملا رسميا مثل ما فعله بعض الموظفين في الدولة على سبيل المثال السيرة الشهيرة للسيد نوفل أبو رغيف التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي بالتهكم والاستهزاء والمسخرة والضحك على جهالة وقلة معرفة لصاحبها.
هناك الكثير من النصائح لكني أكتفي بهذا القدر حتى لا نثقل من كاهلكم. حظا سعيدا ودورة برلمانية موفقة أرجو أن تؤدي فيها عملك بأقصى ما يمكن من النزاهة والصدق.
كلمة أخيرة: ألا تهادن الإرهاب والتطرف الديني مهما كان السبب، ذلك لأمر بسيط جدا هو: التطرف إلى زوال والدولة المدنية الديمقراطية هي المنتصرة ولو بعد حين.
* علي إبراهيم صافي: كاتب عراقي
1- سمحت \”العالم الجديد\” بتمرير هذا الوصف لأن النائب لم يتردد في استخدام الوصف نفسه ضد الشعب العراقي في وقت سابق