إنذار من 15 ألف عالم: اقتربت “نهاية العالم”

حذر أكثر من 15 ألف عالم من 184 بلدا، من أن وضع البشرية الحالي ومستقبلها…

حذر أكثر من 15 ألف عالم من 184 بلدا، من أن وضع البشرية الحالي ومستقبلها معرضان لخطر شديد، جراء ممارسات بيئية خاطئة.

          

قام 15 ألفا و372 عالما بالتوقيع على ذلك التحذير، الذي تم نشره امس الإثنين 13 نوفمبر/ تشرين الثاني في صحيفة “بيوساينس”، ويحمل عنوان “إنذار من علماء من العالم للبشرية: تحذير ثاني”.

وتم إصدار ذلك التحذير العلمي للمرة الأولى، في عام 1992، وتم التوقيع عليه وقتها من قبل 1700 عالم فقط، من بينهم من فاز بجائزة “نوبل” في مجال العلوم، الذي حذر من أن “ممارسات الإنسان الخاطئة على البيئة تضع مستقبل البشرية في خطر”، وشرح بالتفصيل نواحي عدة مثيرة أثارت قلقهم.

يقول وليام ريبل، وهو عالم بيئة في جامعة ولاية أوريغون الأمريكية: “لقد أصدرنا ذلك التحذير، لأننا نرغب في إطلاع الناس والجمهور بما نقف عليه اليوم، ومع وجود استثناءات قليلة، فأصبحت هذه الممارسات البيئية أسوأ بكثير بعد مرور 25 عاما”.

وأشار ريبل في التحذير الموقع أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، قفزت بنسبة 62%، بينما ارتفعت درجة الحرارة العالمية بنسبة 29%، وانخفضت وفرة الحيوانات في الحياة البرية بنسبة 29%.

وكشفت بيانات التحذير التي جمعها الباحثون، أنه خلال السنوات الـ25 الماضية، كان هناك:

— انخفاض بنسبة 26% في كمية المياه العذبة المتاحة للفرد الواحد.

— زيادة بنسبة 75% في عدد المناطق الميتة للمحيطات.

— خسارة ما يقرب من 300 مليون فدان من الغابات.

وقال ريبل تعقيباعلى هذه النتائج: “هذه اتجاهات مثيرة للقلق، نحن بحاجة الى الخدمات التي تقدمها الطبيعة من أجل استكرار بقائنا”.

كما لفت التحذير إلى أن النباتات والحيوانات والحشرات والأسماك تقدم خدمات للإنسان، مثل إنتاج الأوكسجين، وتنظيف المياه، والتلقيح، ولكن بعد إضافة ملياري شخص منذ عام 1992 — أي زيادة بنسبة 35% في عدد سكان العالم — فان هذه الخدمات تتعرض لضغوط متزايدة.

ولكن قدم التحذير بصيصا من الأمل لحماية كوكب الأرض، وذلك بمعالجة طبقة الأوزون وشفائها، وهي التي تحمي الكائنات الحية من الأشعة الضارو فوق البنفسجية، وأشار ريبل في هذا السياق أن البلدان اجتمعت في عام 1987، في إطار بروتوكول مونتريال التابع للأمم المتحدة لحظر المواد الكيميائية الضارة بالأوزون.

ولم يتطرق التحذير العلمي في نسخته الأولى في عام 1992، لظاهرة تغير المناخ، كعامل في تهديد مستقبل البشرية، ولكنه حث البشرية في المقابل على الابتعاد عن استخدام الوقود الأحفوري.

وحذرت مجموعة أخرى من العلماء في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في بون، ألمانيا يوم امس الإثنين، من أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، من المرجح أن ترتفع بعد استقرارها خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال يوهان روكستروم، والمدير التنفيذي لمركز ستوكهولم للقدرة على التكيف، وهو مركز دولي لعلوم الاستدامة، في بيان له:

“تغير المناخ أمر خطير، وإنه على وشك أن يزداد سوءا”.

ومن المتوقع أن ترتفع انبعاثات غاز ثاني أسيد الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 2.2 في المائة في عام 2018، بسبب الشتاء البارد في الغالب. كما أن الانبعاثات الصادرة من الصين والهند لا تزال تنمو، وإن كان ذلك بوتيرة أبطأ مما كانت عليه قبل بضع سنوات.

بينما قالت ايمي لويرز، وهي المديرة التنفيذية لمنظمة “فيوتشر إيرث”، وهي منظمة دولية للبحث العلمي في مجال الاستدامة، إن الأنباء التي تفيد بأن الانبعاثات آخذة في الارتفاع بعد التوقف الذي دام ثلاث سنوات هو قفزة عملاقة إلى الوراء للبشرية، وأضافت في بيان: “إن الانبعاثات تحتاج الى الهبوط قريبا، ومن المتوقع أن تتجه الى الصفر مع حلول عام 2050”.

وسرد وليام ريبل في التحذير العلمي المحدث مؤخرا، وسائل عديدة لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ووقف التدهور البيئي، بما في ذلك إنشاء المزيد من المتنزهات والمحميات الطبيعية، والحد من تجارة الحياة البرية، والتحول إلى الوجبات النباتية، وتوسيع نطاق برامج تنظيم الأسرة والبرامج التعليمية للمرأة، والاعتماد الواسع النطاق على تكنولوجيات الطاقة المتجددة وغيرها من التكنولوجيا “الخضراء”.

وقال ريبل ضمنيا في التحذير:

“إننا نعمل سويا… يمكننا أن نحقق تقدما كبيرا من أجل الإنسانية والكوكب الذى نعتمد عليه، كما أننا نأمل في أن يثير تحذيرنا نقاشا عاما واسعا حول البيئة والمناخ العالميين”.

ومع ذلك، تجاهلت وسائل الإعلام تحذير العلماء إلى الإنسانية في عام 1992، وأشارت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” عنه أنه ليس جديرا بالاهتمام.

إقرأ أيضا