كثيرة هي الأحداث النادرة التي يتعرض لها موظفو المطارات في العالم، غير أن الحادثة التي رواها مصدر من داخل مطار بغداد، تعد الأكثر ندرة في السنوات الأخيرة، وما زالت حديث الساعة بين موظفي المطار رغم مرور شهر ونصف الشهر على حدوثها، الأمر الذي أشر علامة استفهام كبيرة على طريقة الإدارة.
يبدأ المصدر بسرد الواقعة لـ\”العالم الجديد\”، قائلا \”قبل نحو شهر ونصف من الآن، أي في منتصف حزيران الماضي، حطت طائرة إيرانية في مطار بغداد، وكانت تستعد للإقلاع إلى العاصمة الإيرانية طهران\”، مضيفا \”وبما أن القانون يعطينا الحق باحتجاز أي طائرة تتعلق بذمتها أمور مالية، فقد اتصل برج المراقبة بالقسم المالي في مطار بغداد للتأكد فيما إذا كانت الطائرة الإيرانية التي طلبت الإذن بالإقلاع، قد ترتبت في ذمة شركتها ديون أم لا\”.
ويتابع \”وبعد التأكد من تعلق أموال بذمتها، أصدر برج المراقبة أمرا بعدم السماح للطائرة بالإقلاع\”، معربا عن استغرابه من \”المفاجأة التي حدثت، بعد توقف دام 45 دقيقة، وهي تلقيهم اتصالا مباشرا من هادي العامري وزير النقل، الذي سأل عن سبب التأخير، كونه هو وعائلته كانوا على متن الطائرة ذاتها\”.
ويبين المصدر، أن \”العامري أبدى انزعاجه من الإجراء الذي أخّر رحلته، الأمر الذي دفعه إلى مهاتفة الكابتن ناصر حسين، مدير عام سلطة الطيران المدني، وعلي جواد، مدير مطار بغداد الدولي، وأمرهما بترك الطائرة تمضي في طريقها إلى طهران\”.
ويتابع \”هذا الأمر جعل جميع الموظفين حريصين على ترك الطائرة الإيرانية تعود الى بلدها على الرغم من الديون المترتبة عليها، إلا أن القدر الذي بدا سيئاً منذ البداية، ازداد سوءا مع جاهزية الطائرة للإقلاع\”.
ويوضح المصدر المطلع \”حين انتهى كل شيء، وبدأ الطيار بتدوير محرك الطائرة، حاول الموظفون جاهدين سحب السلم الملتصق بباب الطائرة، إلا أن السلم أبى الانصياع لهم، على الرغم من كل المحاولات السريعة لقلعه\”.
ويشير إلى أن \”الموظفين لم يتمكنوا من سحب السلم الذي يشبه الخرطوم، قبل ساعة ونصف، لقد كانوا خلالها يحاولون والعامري يزداد غلياناً أكثر فأكثر\”، ويلفت إلى أن \”عطل السلم هذا غالبا ما يتكرر في المطار، لأن كل ما في المطار متهالك تقريباً\”.
ويردف \”بعد 135 دقيقة طارت الطائرة إلى طهران، إلا أنها كانت محملة بغضب العامري ووعوده بمعاقبة الموظفين الذين أخروا رحلته\”، مؤكدا أنه \”بعد 3 أيام من الحادث عوقب أكثر من 20 موظفاً، إذ تم نقل علي جواد مدير مطار بغداد الدولي، الى معهد الطيران العراقي كمحاضر رغم الكم الكبير من التلفونات والوساطات، ونقل مسؤول الرقابة الجوية بالإضافة إلى مدراء أقسام وموظفين آخرين إلى خارج المطار، الأمر الذي أنقص من قيمة رواتبهم بمقدار 500 ألف دينار، وهي من مخصصات خطورة العمل في المطار\”.
ويخلص الى أن \”ما تعرض له العامري أمر طبيعي في المطار، ويحدث دائماً مع المسافرين\”.