يعاني قطاع الدواجن في إقليم كردستان، من أزمة متكررة، تتمثل في حظر توريد منتجاته إلى المحافظات الأخرى في البلاد، على الرغم من الجودة العالية للمنتجات، والطلب المتزايد عليها، كما يدعي بعض أصحاب القطاع، الأمر الذي تسبب بخسائر فادحة.
مسؤول جمعية مربي الدواجن في محافظة السليمانية، ناظم عبد الله، شكا، اليوم الأحد، من حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها أصحاب الحقول في إقليم كردستان، والتي وصلت إلى 10 مليارات دينار، نتيجة استمرار منع التصدير، كاشفا في الوقت ذاته عن فرض أتاوات تصل إلى 5 ملايين دينار، مقابل مرور كل شاحنة، مطالبا رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني بالتدخل العاجل، لوضع حد لهذه الممارسات غير العادلة.
وكان عدد من سائقي شاحنات نقل الدجاج الحي من كردستان إلى بغداد، اشتكوا نهاية العام الماضي، من ابتزاز، وفرض أتاوات، تعرضوا لها في السيطرات الممتدة من كركوك إلى بغداد، حيث يصل مجموع مبالغ الأتاوات إلى 4 ملايين دينار، حسب ادعائهم.
وقال ناظم عبد الله، في حديث تابعته “العالم الجديد”، إن “الخسائر التي لحقت بمربي الدواجن في الإقليم خلال الفترة الماضية، بلغت قرابة 10 مليارات دينار، نتيجة إجراءات المنع غير المبررة لتصدير الدواجن من محافظات إقليم كردستان، إلى بقية محافظات العراق”.
وأضاف “خلال الأشهر الماضية، قمنا بزيارة مجلس النواب العراقي، والتقينا مع لجنة الزراعة، وطالبنا بضرورة إنهاء هذا التمييز، ومعالجة الظاهرة التي تضر بالسلة الغذائية المشتركة بين جميع محافظات العراق، بما فيها محافظات إقليم كردستان، والتي يفترض أن تعمل ضمن منظومة أمن غذائي موحدة”.
وأشار إلى أنه “على مدى عام ونصف، جرى منع شبه كامل لتصدير الدواجن إلى محافظات الوسط والجنوب، بينما كانت في السابق تُصدّر يوميا نحو 250 شاحنة من محافظات السليمانية وأربيل ودهوك، باتجاه تلك المحافظات، إلا أن العدد انخفض حاليا إلى ما بين 40 و50 شاحنة فقط”.
وكشف عبد الله، عن أن “أصحاب الشاحنات يضطرون لدفع مبالغ تتراوح بين مليونين إلى خمسة ملايين دينار، مقابل السماح بدخول كل شاحنة إلى محافظات الوسط والجنوب، ما يشكل عبئا ماليا إضافيا على المربين، ويهدد استمرارية عملهم”.
وفي هذا السياق، ناشد مسؤول جمعية مربي الدواجن في السليمانية، رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني بـ”التدخل العاجل، لوضع حد لهذه الممارسات، ورفع القيود المفروضة على حركة المنتجات المحلية، بما يضمن العدالة في توزيع الفرص الاقتصادية بين جميع المحافظات”.
و حذر عبد الله من أن “استمرار هذا المنع، قد يؤدي إلى إفلاس شامل في قطاع تربية الدواجن في إقليم كردستان”، مؤكدا أن “جميع حقول الدواجن مهددة بالتوقف، في حال لم يتم التوصل إلى حل جذري لهذا الملف”.
ويعاني العراق نقصا في إنتاج الدجاج، مقابل الاستهلاك حيث يستهلك بين 700 ألف إلى مليون طن سنويا، فيما لا ينتج سوى 200 ألف طن، بالمقابل تنتج كردستان 250 ألف طن، تستهلك 150 ألف طن، ويبقى 100 ألف طن فائض، يحاول المنتجون بيعه وإرساله إلى بغداد، وباقي المحافظات العراقية.
وكان مستشار رئيس الوزراء لشؤون المحافظات، محمد المسعودي، أكد مؤخرا، أن حظر توريد الدواجن الحية من إقليم كردستان إلى باقي المحافظات، يعود إلى 4 أعوام مضت، وذلك بسبب انتشار فيروس الطيور، مشيرا إلى أن هذا الحظر لا يزال ساري المفعول حتى الآن، على الرغم من رفعه بشكل مؤقت عدة مرات.
وأعلنت وزارة الزراعة، في 10 شباط فبراير الماضي، السماح بدخول الدواجن ومنتجاتها إلى محافظات العراق من إقليم كردستان، باستثناء منطقة مخمور، التي أظهرت إصابة موجبة بانفلونزا الطيور في حقل واحد لمخلفات الدواجن، في حين كان الحقل نفسه خاليا من الطيور، مما استدعى فرض حظر على التربية فيه لمدة ثلاثة أشهر.
ويعتمد إقليم كردستان، بشكل كبير على مشاريع الدواجن، لتوفير الاحتياجات المحلية، وتحقيق فائض يتم تصديره إلى باقي المحافظات، كما يوفر هذا القطاع آلاف فرص العمل مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي.
وقرر اتحاد مربي الدواجن بإقليم كردستان العراق، في 30 آب أغسطس العام الماضي، تقديم شكوى إلى المحكمة الاتحادية في بغداد، مطالبين برفع الحظر عن تسويق منتجاتهم في محافظات الوسط والجنوب، معللين الأسباب بأن الجهات المعنية قد فشلت في حل الأزمة التي ألحقت خسائر كبيرة بهذا القطاع الحيوي.
وقال مدير عام زراعة أربيل، هيمن سيد مراد، في حينها، إن جميع الأسباب التي أعلنتها الحكومة الاتحادية لحظر تصدير منتجات الدواجن من إقليم كردستان لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن المنتجات تخضع لإشراف ومتابعة صارمة لضمان مطابقتها للمواصفات العالمية، وأنها لا تعاني من أي مشاكل.
وإنفلونزا الطيور المعروف بـ(H5N1) من الأمراض الفيروسية المعدية الذي يصيب الحيوانات بشكل عام والطيور الداجنة بشكل خاص، ويسبب نفوق الطيور المصابة خلال أيام.
وأعدم العراق في عام 2019، ملايين الحيوانات الداجنة، إثر تفشي فيروس إنفلونزا الطيور في حقول الدواجن بمحافظات شمالية وشرقية.