يقيم اتحاد الأدباء والكتاب العراقي، اليوم الأربعاء، حفلا تأبينيا للشاعر الفلسطيني الراحل على قاعة الجواهري بمقره في العاصمة بغداد.
وتوفي القاسم الذي يعتبر من أبرز شعراء المقاومة الفلسطينية في التاسع من آب أغسطس الحالي بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وشيع الخميس الماضي، إلى مثواه الأخير بحضور الآلاف من الفلسطينيين بينهم رئيس الوزراء السابق سلام فياض.
وقال إبراهيم الخياط، المتحدث باسم اتحاد الأدباء والكتاب العراقي في حديثه لـ\”العالم الجديد\”، إن \”اتحاد الأدباء والكتاب يؤبن الأربعاء، في الساعة الحادية عشر صباحا، الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم\”، مؤكداً أن \”الأكاديمي الدكتور جاسم الخالدي سيدير الجلسة، ويتحدث فيها كل من الدكتور صالح زامل والدكتورة مها فاروق والدكتور جاسم محمد جسام\”.
وأشار إلى أن \”رحيل القاسم خسارة كبيرة للأدب العربي وللقضية الفلسطينية التي خسرت مقاوما بارزا في الشعر تمكن من خلاله نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع\”.
وولد القاسم \”1939-2014\” الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية في مدينة الزرقاء الأردنية، وتعرض للكثير من التضييق بسبب قصائده التي ترفض وجود الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجن مرارا وفرضت عليه الإقامة الجبرية.
وكان يحث الشعب الفلسطيني في قصائده التي كانت بمثابة الرصاص الموجه إلى صدور الجنود الإسرائيليين، وأصبحت تردد على ألسنتهم، منها قصيدة \”تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم فكل سماء فوقكم جهنم… وكل أرض تحتكم جهنم\”.
وقصيدة:
منتصبَ القامةِ أمشي مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي
قلبي قمرٌ أحمر قلبي بستان
فيه العوسج فيه الريحان
شفتاي سماءٌ تمطر نارا حينا حبا أحيان…
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي
والقاسم غزير الإنتاج حيث أنتج نحو 70 كتابا في الشعر والقصة والمسرح والترجمة، وترجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم أبرزها الانكليزية والفرنسية والألمانية، وحصل على جوائز عدة منها جائزة نجيب محفوظ في مصر وجائزة الشعر الفلسطينية ووسام القدس من الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ومشى القاسم إلى الموت منتصب القامة، وسيلتقي هناك زميله محمود درويش الذي شكل ثنائيا نادرا معه، تمكنا من نقل الحزن الفلسطيني إلى دول العالم.
ورثى القاسم درويش بعد وفاته في قصيدة جاء مطلعها:
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟
* * *
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي.