اعلن زعيم المعارضة المحافظة توني ابوت أمس السبت، ان استراليا اصبحت \”تحت ادارة جديدة\”، بعد فوزه في الانتخابات فيما اعترف رئيس الوزراء العمالي كيفن راد بهزيمته واستقالته من زعامة الحزب.
وقالت الوكالة الفرنسية، انه \”بعد فرز 88% من الاصوات، اعلنت لجنة الانتخابات الاسترالية ان التحالف الليبرالي/القومي يتجه نحو فوز كاسح، بحيث سيحتل 89 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعدا، مقارنة مع 56 مقعدا لحزب العمال\”.
واستفاد ابوت، الراهب الكاثوليكي السابق، والمحب لرياضة الملاكمة والمؤيد للملكية، من الخلافات داخل حزب العمال التي ادت الى الاطاحة برئيسة الوزراء جوليا غيلارد وتولي راد زعامة الحزب في حزيران الماضي.
وكان راد رئيسا للوزراء من 2007 الى 2010. لكن حزبه قام باقصائه بعدما مل من طباعه الصعبة، وعين بدلا منه جوليا غيلارد التي اطاح بها حلفاؤها ايضا في حزيران الماضي بسبب تراجع كبير للحزب في استطلاعات الرأي.
واعلن ابوت (55 عاما) امام حشد من انصاره في فندق فخم في سيدني \”أعلن ان استراليا اصبحت تحت ادارة جديدة واصبحت مرة اخرى مستعدة للعمل من جديد\”.
واضاف كما نقلت الـ\”ا ف ب\”، \”الان اتطلع الى تشكيل حكومة قادرة وموثوق بها تقوم بتصميم وثبات وطريقة منهجية بتنفيذ التزاماتنا التي قطعناها لكم\”.
وتابع \”انني اشعر بالفخر والتواضع معا وانا اتحمل مسؤوليات الحكومة\”. ويتوقع ان يؤدي ابوت اليمين الدستورية رسميا امام الحاكم العام كوينتين برايس الاسبوع المقبل.
ويعرف ابوت بانه سياسي قوي في الحزب الليبرالي لا يخشى ان يجهر برايه، واحيانا يرتكب هفوات. واعاد تلميع صورته وقام بما يعتقد انه حملة انتخابية منضبطة، كما حصل على دعم مجموعة روبرت موردوخ الاعلامية التي تتمتع بنفوذ كبير في استراليا.
ووعد ابوت بالغاء رسم على انبعاثات غاز الكربون يفترض ان تدفعه اكثر الجهات تسببا بالتلوث في البلاد وفرضه العماليون قبل 6 اشهر، وبان يجعل مدة اجازة الامومة ستة اشهر مع تحقيق وفرة بمليارات الدولارات.
بدوره، قال راد ان حزب العمال \”خاض معركة جيدة\”، معترفا بهزيمته بعد نحو 100 دقيقة من انتهاء عملية الاقتراع.
وتمنى لخصمه النجاح في المهمة \”التي تحمل الكثير من الضغوط\” في رئاسة الوزراء.
وقال \”كرئيس وزراء استراليا، اتمنى له التوفيق في أداء مهمته في رئاسة حكومة هذه البلاد\”، مضيفا انه سيستقيل من زعامة الحزب.
وقال \”لن اتنافس مرة اخرى على زعامة حزب العمال. واعتقد ان الشعب الاسترالي يستحق بداية جديدة لقيادتنا\”.
ويرى الاعلام الاسترالي في وزير علاقات التوظيف والعمل بيل شورتن المرشح للفوز بزعامة حزب العمال.
ومن المرشحين كذلك نائب رئيس الحزب انتوني البانيسي، ووزير الخزينة كريس بوين ووزير الهجرة توني بورك.
وقالت وزير الصحة تانيا بليبيرسيك ان \”حزب العمال يجب ان يلوم نفسه على الهزيمة\”.
واضافت \”النتيجة الواضحة من هذه الانتخابات بالتاكيد هي ان الانقسام يؤدي الى الموت ونحن لا نتمتع بالانضباط الكافي\”.
وقال رئيس الوزراء العمالي السابق بوب هوك الذي فاز باربع انتخابات متتالية في الثمانينات والتسعينات، ان \”المماحكات الشخصية والحرص على المصلحة الخاصة هيمنت اكثر من اللازم على العملية بينما تراجع التركيز على القيم والمبادئ\”.
واضاف \”اعتقد ان هذه انتخابات خسرتها الحكومة اكثر من كون المعارضة ربحتها\”.
وشهدت استراليا البلد الغني الوحيد الذي افلت من الازمة بفضل ثرواته الطبيعية، انتخابات أمس السبت، لاختيار نوابها في اقتراع دعي حوالى 14,7 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم فيه.
وقالت ناخبة في مدرسة بوندي بيتش في سيدني لوكالة فرانس برس \”كنت ساصوت لجوليا غيلارد وحزب العمال خسر صوتي بعد هذه القضية\”.
ويشكل الاقتصاد محور الحملة الانتخابية التي خاضها رئيس الوزراء المنتهية ولايته.
لكن تباطؤ النشاط الاقتصادي في الصين الشريكة التجارية الرئيسية لاستراليا وانخفاض اسعار المواد الاولية يؤدي الى تباطؤ النمو في استراليا منذ اشهر.
ولم تتجاوز نسبة النمو في هذا البلد 2,6 بالمائة في الفصل الثاني من 2013، وهي نسبة جيدة لكنها بعيدة عن تلك التي سجلت في السنوات الاخيرة وتجاوزت 3 بالمئة.
اما البطالة فتبلغ حاليا نحو 5,5 بالمئة بالمئة ويتوقع ان ترتفع.
استراليا: فوز زعيم المعارضة المحافظ أبوت على منافسه راد في الإنتخابات
2013-09-07 - اقتصاد