تصاعدت حدة التوترات السياسية في العراق على إثر إعلان نواب ائتلافي متحدون وجبهة الحوار الوطني عن انسحابهم من البرلمان والحكومة على خلفية فض اعتصام الأنبار ورفع خيام المعتصمين بالقوة.
وأعلن رئيس البرلمان أسامة النجيفي الذي يقود \”متحدون\” في مؤتمر صحفي تابعته \”العالم الجديد\” عن انسحابه من وثيقة \”الشرف\” الموقعة مع نوري المالكي رئيس الوزراء وأطراف سياسية أخرى، بالاضافة الى استقالة نواب كتلته من البرلمان للاحتجاج على سياسات المالكي في التعاطي عما يحصل في الانبار.
وتقول السلطات الأمنية العراقية إنها فضت اعتصام الانبار لأنه بات معقلا لتنظيمي داعش والقاعدة. ونفذت عملية عسكرية واسعة في الانبار.
ويرى محللون أن من شأن تصاعد التوترات أن يفاقم الأوضاع غير المستقرة أصلا في البلاد في الوقت الذي وصلت فيه معدلات العنف إلى أعلى معدل لها منذ أحداث العنف الطائفي.
وانضم رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك الى الرافضين للعملية العسكرية وطالب من اعضاء القائمة العراقية كافة بالانسحاب والاستقالة من البرلمان.
واضاف المطلك في المؤتمر ذاته \”لم يحصل في العراق ان يقاتل الجيش شعبه\”.
واعلن عن انسحاب اعضاء كتلته من البرلمان.
وبدأ الاعتصام قبل نحو عام بمظاهرات احتجاج على ما يعتبره المتعصمون تهميشا لطائفتهم من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وزادت حدة العنف هذا العام مع استهداف المسلحين المرتبطين بالقاعدة للحكومة وكل من يعتبرونه مؤيدا لها وهو ما أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الالاف في 2006 و2007.
وندد الشيخ عبد الملك السعدي وهو رجل دين بارز كان قد دعا المحتجين الى الحفاظ على السلمية بالعملية الامنية ودعا قوات الامن للانسحاب على الفور لمنع المزيد من إراقة الدماء.
ووصف حكومة المالكي بانها حكومة طائفية تريد القضاء على السنة في البلاد وحث اعضاء الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية من السنة على الاستقالة ومقاطعة العملية السياسية.
ودعت الامم المتحدة الى ضبط النفس وقال مبعوثها في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان \”أشعر بالقلق بخصوص التطورات الحالية في الأنبار وأدعو الجميع الى توخي الهدوء والالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل اليها في اليومين الاخيرين.\”
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري للتلفزيون الرسمي إن قرار فض الاعتصام اتخذ بعد أن \”تم التوصل الى اتفاق في وقت متأخر يوم الاحد وبعد محادثات طويلة جدا لازالة خيام الاعتصام من قبل الشرطة المحلية بدون تدخل الجيش\”.
وكان التوتر يعتمل على مدى الاسابيع الأخيرة في الأنبار وهي محافظة تضم ثلث مساحة العراق واغلب سكانها يعيشون على ضفاف الفرات.
وقام الجيش بعملية كبيرة في الأنبار لإخراج مسلحي القاعدة منها بعد هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 18 جنديا من بينهم قائد فرقة في 21 كانون الأول.
ودفع ذلك رجل الدين السني السعدي إلى حث المحتجين على الاستعداد للدفاع عن انفسهم.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 8000 شخص قتلوا في العراق هذا العام.