صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

استهداف حقل «كورمور الغازي» يشعل الجدل في العراق

يستمر الجدل في العراق حول إستهداف حقل غاز كورمور في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، لاسيما وانها للمرة التاسعة التي يتم فيها إستهدافه خلال عامين، إذ حمل مختصون وناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي الحكومة والمليشيات مسؤولية الحادث.

ويعد حقل كورمور أحد أكبر حقول الغاز في العراق وإقليم كردستان، وتبلغ مساحة حقل كورمور الغازي 135 كيلو متر مربع وهو أكبر حقل منتج للغاز الحر في العراق، ويبلغ الاحتياطي المؤكد 8.2 تريليون قدم مكعب، فيما يصل الإنتاج فيه إلى 452 مليون قدم مكعب من الغاز الجاف و15,000 برميل من المكثفات، وأكثر من 1000 طن متري من الغاز النفطي المسال يومياً.

وينتج الحقل الغاز اللازم لتوليد 4200 ميغاواط من الكهرباء يومياً، منها 2800 ميغاواط ترسل إلى إقليم كردستان والباقي إلى محافظتي كركوك ونينوى.

إذ قال الخبير الاقتصادي مصطفى سالم في تغريدة له عبر منصة “إكس”، إن “ميليشيات حشد خامنئي، من مناطق سيطرتها، والتي رئيس الوزراء هو القائد الأعلى لها، تطلق طائرات مسيرة وصواريخ لقصف المواقع الاقتصادية العراقية، وهذا ما حدث عدة مرات مع حقلكو رمور للغاز، مع إفلات الإرهابيين الذين ينتمون إلى القوات الحكومية ويتمتعون بغطاء منها من العقاب”.

https://twitter.com/mustafasalem/status/1886241231833043339

إلى ذلك، كشفت صحيفة الجيروزليم بوست الإسرائيلية، عن تفاصيل هجوم وقع على حقل للغاز في إقليم كردستان شمالي العراق، مؤكدة ان المصادر المعلومات التي حصلت عليها تؤكد ان الهجوم وقع باستخدام عدد من الطائرات المسيرة. 

https://twitter.com/aboal22g/status/1886240306892341740

وقالت الصحيفة، إن “مصادر امنية صرحت لوكالة رويترز للأنباء عن وقوع الهجوم، موضحة أن “الهجوم الذي تم باستخدام طائرات مسيرة استهدف مقرات شركة دانا غاز الإماراتية المسؤولة عن إدارة حقل الغاز”، مضيفة “بحسب المعلومات الأمنية فإن الهجوم أدى الى وقوع اضرار في مقتربات المباني الخاصة بالشركة”.

وأكدت الصحيفة أن “مصدر الطائرات المسيرة ما يزال مجهولا حتى اللحظة”، موضحة أن الهجوم لم يتم تبنيه رسميا من أي جهة داخل او خارج العراق”.

https://twitter.com/Moamal76/status/1886241887490551831

وقالت وزارة الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان في بيان مساء أمس الأحد، إنه “تم تنفيذ هجوم بطائرة بدون طيار على حقل كورمور للغاز في تمام الساعة 19,05 مساء اليوم (16,05 ت غ) بدون أن يحدث أي ضرر بالحقل أو لشركة دانة غاز” الإماراتية التي تدير الحقل”.

وأكدت أن “إنتاج الغاز في الحقل يسير بشكل طبيعي، وضغط الغاز في المحطات لا يزال طبيعيا”.

من جهته، قال جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم إن “مصدر المسيرة المعادية هو قرية بشير” بجنوب محافظة كركوك وإن “ميليشيات خارجة عن القانون نفذت الهجوم”.

وسبق أن ندد سياسيون في كردستان بهجمات متفرقة على حقل كورمور للغاز، محملين فصائل مسلحة موالية لإيران مسؤوليتها.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس الأحد، ان قصف حقل كورمور بالسليمانية هو استهداف للعراقيين جميعا، مشيرة إلى أن القائد العام أوعز بتشكيل لجنة أمنية فنية لمعرفة ملابسات الحادث.

يشار إلى أنه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها حقل كورمور للقصف، حيث تعرض لحادث مشابه  في نيسان أبريل 2024، أسفر عن مقتل 3 من العاملين في الحقل وإصابة 3 آخرين بجروح، وفقدان منظومة الطاقة الكهربائية في الإقليم لـ2500 ميغاوات من الكهرباء.

ويقع الحقل في ناحية قادر كرم في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية تحت إدارة حكومة إقليم كردستان، وتشرف عليه شركتا “دانا غاز” والهلال الإماراتيتان.

ويزود الحقل محطات الطاقة الكهربائية في إقليم كردستان بنحو 60 في المئة من الغاز اللازم لتشغيلها فضلا عن تأمين حاجة المواطنين في الإقليم من غاز الطبخ.

يذكر أن وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان، عقدت في كانون الثاني يناير 2021، اتفاقاً مع شركة كار غروب لمد خط أنابيب بحجم 36 إنجاً للغاز الطبيعي من حقل خورمور الغازي الى أربيل، ومدّ آخر بحجم 52 إنجاً من أربيل الى دهوك، وبذلك يصبح خط الأنابيب الغازية لإقليم كردستان على بعد 35 كيلومتراً من الحدود التركية.

ووصف المشروع بأنه سيضع حجر الأساس للصناعة الغازية في إقليم كردستان وتصديره الغاز الى الخارج، لكن ذلك يتطلب استقرارا سياسيا واقتصاديا واستثمارات بمليارات الدولارات لأن أكثرية حقول الغاز المكتشفة في الإقليم غير مشغلة ولم يتم تطويرها. وهذا ربما يفسر الزيارات السريعة التي يقوم بها قادة حكومة الإقليم الى كل من قطر والامارات.

وبحسب شبكة رووداو الكردية، فإن شركة دانة غاز، كانت تستهدف زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بإقليم كردستان، خلال السنوات المقبلة، على مرحلتين، ليصل حجم الانتاج الى نحو مليار قدم مكعب، بواقع 250 مليون قدم مكعب خلال المرحلة الأولى والذي يمكن استخدامه لسدّ احتياجات الإقليم، فيما من المؤمل أن يزيد حجم الإنتاج 250 مليون قدم مكعب خلال المرحلة الثانية، والذي يمكن تصديره في هذه المرحلة.

وربط محللون وخبراء في شؤون الطاقة بين الهجمات المتكررة على الحقول المستثمرة من قبل شركة “دانة غاز” الإماراتية في إقليم كردستان، وبين أجندات خارجية تهدف لمنع العراق من بلوغه مرحلة الاعتماد على نفسه في توفير الغاز، محذرين في الوقت ذاته من تأثر الشركات الأجنبية بتلك الهجمات.

وقال المحلل السياسي كوفند شيرواني، في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، بأن “استهداف شركة دانة غاز الإماراتية بشكل متكرر رسالة لها وجهان، وهي مبطنة بالتهديد لكل الاستثمارات الخليجية في إقليم كردستان وعموم العراق، وهي استهداف لصناعة الغاز الطبيعي، وهذا ما يدل على أن هناك جهات سياسية لا تريد لصناعة الغاز المحلية أن تتطور، حتى لا يصل العراق إلى مرحلة الاستغناء عن استيراد الغاز من قبل دولة مجاورة، خصوصا أن هذا الأمر سيوفر أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا للموازنة العراقية”.

وتأسس مشروع غاز كردستان في 2007 بموجب اتفاقية أبرمتها “دانة غاز” و”نفط الهلال” مع حكومة الإقليم، تمنحهما حقوقاً حصرية لتقييم وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي كورمور وجمجمال في كردستان العراق.

وفي تشرين الأول أكتوبر 2008، بدأت أعمال الإنتاج من المحطة التي بُنِيت لتشغيل المشروع في كورمور بفترة قياسية لم تتجاوز 15 شهراً، وفي 2009، شُكِّل ائتلاف بيرل بتروليوم الذي يضم دانة غاز ونفط الهلال كمساهمين انضمت إليهما لاحقاً “أو إم في”، و”إم أو إل”، و”آر دبليو إي” بحصة 10% لكل منها.

إقرأ أيضا