صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

اغتيال عبد الله العاصي قرب نقطة تفتيش في كركوك أثار تساؤلات واجهتها الحكومة بالصمت

تصعيد أمني خطير في كركوك، قد يمهد لاندلاع أزمة بين المكونات الرئيسة الثلاث في المحافظة المتنازع عليها، بعد أن اغتال مسلحون \”مجهولون\” الشيخ عبد الله سامي العاصي، رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك، ما اثأر ردود أفعال شديدة ضد الحكومة المركزية في بغداد، من كيانات سياسية وحزبية، فضلا عن مجلس المحافظة، في اليوم الذي لم تعلق فيه بغداد بعد على الحادث.

وبحسب روايات المصادر الأمنية المختلفة، التي اطلعت \”العالم الجديد\” أمس الأحد، على تصريحاتها شبه المتطابقة، فان \”مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم باتجاه عجلة الشيخ عبد الله سامي العاصي رئيس المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك، بالقرب من العلوة الشعبية بمنطقة الصيادة جنوبي كركوك، ما أسفر عن مقتله في الحال مع اثنين من مرافقيه\”.

وفي رد فعل عاجل على الاغتيال، طالب مجلس محافظة كركوك، في بيان تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، الأجهزة الأمنية في المحافظة بـ\”فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات اغتيال رئيس المجموعة العربية الشيخ عبد الله العاصي للوصول إلى الجناة ومن يقف وراءهم وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العاجل\”.

واعتبر مكتب الحزب الإسلامي العراقي في كركوك، ببيان إدانة لـ\”الجريمة\”، اغتيال العاصي \”محاولة ترمي إلى إشعال الفتنة وإغراق المدينة في أتون الفوضى العارمة\”.

وحذر الحزب من \”تكرار حوادث الاغتيالات دون إيجاد حل جذري (الأمر) الذي يثير المخاوف من تردي الأوضاع في كركوك إلى ما لا يحمد عقباه\”، داعيا \”الحكماء والعقلاء من كافة المكونات\” إلى \”الوقوف صفاً واحداً بوجه أعداء العراق وخصومه\”، مطالبا الحكومة والأجهزة الأمنية \”باتخاذ أقصى التدابير لملاحقة المجرمين وتقديمهم للقضاء العادل غير المسيس والقيام بواجباتها الوطنية والأخلاقية لضمان استقرار العراق وسلامته\”.

وعدّ ائتلاف متحدون بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، اغتيال العاصي \”خطوة تصعيدية خطيرة\”، منبهاً إلى أن \”تكرار هذه العمليات ينذر بمستقبل مجهول ومظلم نكاد اليوم نسير فيه جميعنا\”.

ولفت إلى أن \”محافظة كركوك تعيش اليوم أوضاعا صعبة في ظل وجود من يتربص بها السوء ويريد أن يشعل نيران الاقتتال والصراع الداخلي بين مكوناتها\”.

وتساءل الائتلاف \”أين دور الحكومة والأجهزة الأمنية في حماية العراقيين، ولماذا نحن مطالبون بان نتحمل قتل أهلنا بدم بارد، دون أن تقدم الأطراف المسؤولة على فعل يمنحنا الطمأنينة بوجود خطة محكمة لإدارة البلد؟\”.

وأدان الشيخ عبد الله حميدي عجيل الياور، الأمين العام لحركة العدل والإصلاح، الاغتيال، معتبرا إياه \”عملا إرهابيا جبانا تقف وراءه أجندات تابعة لقوى لها أطماع في محافظة كركوك\”.

وحمل الياور \”القوات الأمنية في كركوك المسؤولية عن جريمة الاغتيال\”، مشيرا إلى أن \”مثل هذه الشخصيات تعد ضمانة لهوية كركوك كان من الواجب الحفاظ عليها\”.

والشيخ عبد الله سامي العاصي، أحد أبرز شيوخ قبيلة العبيد في كركوك ونينوى وصلاح الدين وبغداد وبعض المحافظات الوسطى والجنوبية، وشغل  منصب عضو مجلس محافظة كركوك بعد 2003، وعرف العاصي بمواقفه المؤيدة للقضايا العربية في كركوك، وأسهم مع أعضاء التجمع الجمهوري العراقي في تشكيل أول كتلة عربية في مجلس محافظة كركوك العام 2005.

إقرأ أيضا