الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

احتفت الأردن، مساء أمس الاثنين، برافع الناصري التشكيلي العراقي الرائد والأكاديمي الجمالي الذي درّس لديها، عبر تنظيم معرض حمل عنوان \”رافع الناصري.. 50 عاما من الرسم والطباعة\” رعته الأميرة وجدان الهاشمي وحضره عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والشخصيات الرسمية والعامة.

وشكل المعرض \”استعادة لأشهر اشتغالات أحد أبرز رواد الفن التشكيلي العربي المعاصر\” بحسب الموقع الرسمي لوزارة الثقافة الأردنية.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (ملصق المعرض – تصوير لؤي الصفار)

والناصري من مواليد 1940.. درس في معهد الفنون الجميلة ببغداد 1956 ــ 1959. وفي الأكاديمية المركزية ببكين 1959 ـ 1963 وتخصص في الغرافيك / الحفر على الخشب.

وبعد عودته إلى بغداد، درّس في معهد الفنون الجميلة، ثم سافر إلى البرتغال في 1967 ودرس الحفر على النحاس في \”غرافورا\” لشبونة. وبعد رجوعه إلى بغداد ثانية في 1969، أسس جماعة \”الرؤية الجديدة\” مع عدد من الفنانين العراقيين، وشارك في تأسيس تجمّع \”البعد الواحد\” مع شاكر حسن آل سعيد، كما أسس العام 1974 فرع الغرافيك في معهد الفنون الجميلة، وتولى رئاسته حتى 1989.

وترك الناصري بغداد العام 1991، ودرّس في جامعة إربد الأردنية، كما أسهم في 1993 بتأسيس محترف الغرافيك في دائرة الفنون بعمّان، وأشرف عليه لبضع سنوات.

وفي 1997 درّس في جامعة البحرين وأصبح مديرا لمركز البحرين للفنون الجميلة والتراث، كما أقام في المنامة عام 1999 معرضه المهم \”عشر سنوات… ثلاثة أمكنة\”.

ونقل موقع الثقافة الأردنية عن خالد خريس، مدير المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، قوله في مؤتمر صحفي استبق افتتاح المعرض، إن \”المعرض الذي تنظمه الجمعية الملكية للفنون الجميلة يشتمل على أعمال الرسم والتخطيط والطباعة التي شكلت تجربة الرافعي الإبداعية في مسيرته المديدة، حيث تحضر أعماله الأولى إبان إقامته في الصين وصولا إلى تلك النتاجات الإبداعية التي أنجزها في بغداد وعمّان وجالت في الكثير من المعارض العربية والدولية\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (المؤتمر الصحفي) 

وذكرت مي مظفر، زوجة الناصري والناقدة التشكيلية في المؤتمر، أن \”أعمال المعرض التي تحتفي بمرور نصف قرن من الإبداع تتجزأ إلى قسمين، يشتمل الأول على مكونات عمله في العراق، والآخر على أعماله خارج العراق، وهي تفيض بأحاسيس ومشاعر الحنين التي عبر عنها بألوان الزيت والأكرليك والكانفس وقلم الرصاص والطباعة والتخطيطات الأولية\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (من أعمال الناصري – تصوير لؤي الصفار)

وبيّن الفنان العراقي خالد وهل، منسق المعرض، أن \”المعرض يتضمن 80 لوحة متفاوتة الأحجام منها 40 عملا جاءت بأسلوبية تتنوع بين الرسم الزيتي والتخطيط والحفر على الخشب والزنك والتقنيات الطباعية المختلفة، جميعها تؤشر نبوغ الناصري وعطائه الإبداعي منذ وقت مبكر\”.

وافتتح المعرض الساعة 6 من مساء أمس في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بمنطقة جبل الويبدة.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (الأميرة وجدان الهاشمي راعية المعرض – تصوير لؤي الصفار)

ويقول لؤي الصفار، الناشط المدني العراقي، الذي حضر المعرض، لـ\”العالم الجديد\” عبر \”سكايب\” إن \”الفنان الكبير رافع الناصري حضر على كرسي متحرك لمدة ساعة تقريبا وكان يستمع لأحاديث الضيوف لكنه لم يكن قادرا على النطق بسبب مرض ألم به\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (رافع الناصري – تصوير لؤي الصفار)

وللناصري كتابان منشوران هما \”فن الغرافيك المعاصر\” عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1977، و\”آفاق ومرايا ـ مقالات في الفن المعاصر\” عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2005.

وشهد المعرض توزيع إصدارين، هما كتاب \”50 عاما من الطباعة\” الذي يجسد مسيرة الرافعي في الفن التشكيلي، والآخر يضم قراءة وتعريفا بلوحات المعرض. 

وعدّ الصفار المعرض \”أشبه بتظاهرة تكريم للفنان الرائد وقد فوجئنا بالكم الرائع من أعماله\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (الكاتب والناقد التشكيلي سهيل سامي نادر يحدث إعلامية في المعرض – تصوير لؤي الصفار)

وأقام الناصري عددا كبيرا من المعارض الشخصية، كما شارك في معارض عربية وعالمية مشتركة في بغداد وبيروت ودمشق والدّار البيضاء والمنامة وعمّان وبرلين ولشبونة ولندن وباريس ونيودلهي وفردريك شتاد ووارسو وسيئول وساو باولو وجنيف ونورث تكساس.

ولفت الصفّار إلى أن \”أعمال الناصري ملأت جدران طابقين في المعرض ملأهما جمهور من جميع الشرائح والدول، فضلا عن مندوبي وسائل الإعلام العراقية والعربية\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (جانب من المعرض وضيوفه – تصوير لؤي الصفار)

وأخذ الصفّار، وهو تاجر عراقي أيضا، على الحكومة العراقية إهمالها للمبدعين بقوله إن \”هذا الرجل فنان عالمي حين يمر بأزمة صحية على الحكومة أن تلتفت له عبر سفارتها على أقل تقدير، وإن كان الناصري لا يحتاج لذلك، لكن الإهمال أخذ يطول رموز الفن والعلم التي لا تتكرر\”.

الأردن تحتفي برافع الناصري في معرض: 50 عاما من الرسم والطباعة

 (من لوحات الناصري – تصوير لؤي الصفار)

وتحدث الصفّار عن \”إهمال وزارة الثقافة لفنانة (لم يسمّها) كانت حاضرة في المعرض كان من المفترض أنها اتفقت مع الوزارة على إقامة معرض في العراق وحضرّت لوحاتها وحين أرادت تنظيمه أخبروها بأن الميزانية لا تسمح فتبناه مجلس الأعمال العراقي\”. وتساءل \”لماذا لا توجد ميزانية للفن.. هل الميزانية مخصصة للسرقات والفساد؟\”.

كما أشار الصفّار إلى أن \”الفنان محمد حسين كمر زوج الفنانة فريدة قارئة المقام قدم مشروعا لأرشفة المقام العراقي، وقد عمل عليه 3 سنوات على أمل وعود برعايته وقد صرف عليه 400 ألف دولار من جيبه الخاص.. والنتيجة أن الوزارة لم تصرف له دولارا واحدا\”. ولفت إلى أنه الآن في أربيل لحضور مهرجان. ثم سرعان ما عقب \”الأكراد يشتغلون بطريقة صحيحة لأنهم يستقدمون الكفاءات ويستفيدون منها أما في بغداد فيعاملون القادم من الخارج معاملة الجاسوس مثلما كان يفعل صدام حسين\”.

أقرأ أيضا