تتسارع الأحداث في الانبار، وفيما تبدو ما تسمى \”الدولة الإسلامية في العراق والشام\” تحاول السيطرة على مناطق غربي العراق، ولاسيما قضائي عنه وراوة، يبدو حراك الجيش العراقي بطيئا مقارنة مع العمليات المتواترة التي تنفذها \”داعش\” في مناطق متفرقة من العاصمة.
وفي بغداد، أدركت الحكومة هذه الصعوبة، الأمر الذي دفع نوابا إلى القول بأن الجيش العراقي بحاجة إلى طائرات F16 التي تنتظرها بغداد دون كلل، بالرغم من عدم إيفاء واشنطن بوعد تسليمها لأكثر من مرّة، وهذه المرّة، تعدى الأمر \”الطائرات الحلم\” ليبلغ إلى \”الطائرات من دون طيار\”، التي يأمل أن تقلل من عدد \”المقاتلين\” الذين يعبرون من سورية إلى العراق، فضلا عن مراقبة تهريب السلاح بين البلدين.
ويعتري قلق سكان مدينة عنه، إذ ترك أحمد العاني، وهو مدرس، منزله وجاء إلى منزل أخته في بغداد منتظرا أن تهدأ الأمور في المحافظة قليلا.
ويقرّ أحمد في حديث لـ\”العالم الجديد\” بأن الأوضاع ليست سيئة كثيرا، ويستدرك \”الخوف من أن تتطور ولن نستطيع الهرب\”.
وقتلت قيادة عمليات الأنبار إرهابيا واعتقلت 7 آخرين ضمن عملية عسكرية انطلقت منذ يومين وما زالت مستمرة بحثا عن عناصر القاعدة وكشف أوكارهم، بحسب مصدر في الأنبار.
ويؤكد المصدر لـ\”العالم الجديد\” أن \”الإرهابي حاول استهداف نقطة تفتيش في الرطبة\”، وأن \”السبعة الإرهابيين تم اعتقالهم في راوة وعنه وصحراء الأنبار الغربية\”.
ويشير إلى انه \”تم حرق 4 عجلات وتدمير معسكر للقاعدة في حوض الثرثار\”.
وسرعان ما انتشرت أنباء عن أن المقتول هو شاكر وهيب، القيادي في تنظيم القاعدة، وقاتل السائقين السوريين الثلاثة في حزيران الماضي. إلا أن مصدرا في قيادة شرطة الأنبار نفى نبأ قتل وهيب.
وقال المصدر في تصريح اطلعت عليه \”العالم الجديد\” إن \”الارهابي الذي تم قتله في صحراء قضاء الرطبة غرب الأنبار ليس هو شاكر وهيب الإرهابي وقائد تنظيم القاعدة في الأنبار\”، ويشير إلى أن \”التحقيقات مستمرة لتأكيد نبأ مقتل الإرهابي شاكر وهيب حيث قد يكون تعرض لاصابات وتم نقله من قبل الخلايا الإرهابية وقد يكون ميتا أو ما يزال على قيد الحياة وأجهزة الأمن لم تعثر على أي جثة يستدل عليها على مقتله فعلا إلى الآن\”.
في غضون ذلك، أُصيب شرطيان بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية في منطقة الطاش شمالي الرمادي.
وشددت قيادة عمليات الانبار الإجراءات الأمنية على الجسور وخاصة عند الطريق الدولي السريع خشية تفجيرها، بعد أن وردت معلومات استخباراتية تفيد بنية القاعدة استهدافها.
ويشير المصدر في عمليات الانبار إلى أن \”هدف القاعدة قطع الجسور والممرات لفصل مدن الانبار لضمان عدم توجه القوات الأمنية من منطقة لأخرى لكن مخططهم كشف وسيتم قتل العناصر المسلحة في حال كشف أوكارهم ومكان وجودهم\”.
وفي خطوة سريعة للملمة الأزمة الأمنية، أعلنت مستشارية الأمن الوطني في أن أول ما سيطلبه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل تسريع عملية إرسال الطائرات بلا طيار وطائرات إف-16 المقاتلة.
وفي آب الماضي، وافقت واشنطن على تقديم نظام دفاع صاروخي متكامل قيمته 2.6 مليار دولار ومقاتلات إف-16 للعراق على أن تسلمها له في خريف 2014.
وبحسب صفاء الشيخ حسين، وكيل مستشار الأمن الوطني، فإن \”الحكومة العراقية ليس لديها القدرة الكافية للسيطرة على المناطق الحدودية\”، ويضيف \”إذا لم يحصل العراق على الأسلحة الأمريكية فان هناك دولا كثيرة تعرض معدات عسكرية على الحكومة العراقية منها روسيا وغيرها من الدول\”.
ويوضح الشيخ، في حديث لوكالة رويترز أن \”الحكومة العراقية تحاول وبقوة أن تحصل على موافقة سريعة من واشنطن لتسلم طائرات بلا طيار ومقاتلات إف-16 أمريكية للتصدي لمقاتلي القاعدة الذين يحققون مكاسب في مناطق غرب وشمال العراق\”.
لكن مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، يشكك بقدرة الطائرات من دون طيار على ضبط الأمن في الانبار وفي محافظات أخرى.
ويقول الجنابي، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”المشكلة الرئيسة هي اختراق التنظيمات الإرهابية صفوف الجيش\”، ويستدرك \”على الحكومة تنظيف الجيش من المتواطئين مع الإرهاب\”.
ويوضح الجنابي أن \”القادة الأمنيين يصرحون بان القاعدة ستستخدم المواد السامة، ولم يكن لدى القاعدة مواد سامة\”، ويتساءل \”من أين ستأتي هذه المواد السامة، ومن سيعطيها للقاعدة؟\”.
ويمضي الجنابي متسائلا \”ما واجب القوات الأمنية وما الفائدة من تشكيلها وانتشارها بهذا الشكل العشوائي المكثف في الشوارع؟ ألم تستطع تلك القوات وضع حد لنشاطات القاعدة والميلشيات المسلحة؟\”.