الأنبار تشكو محاصرتها أمنيا وتخشى تدهور وضعها بعد فرار سجناء القاعدة.. وتؤكد: القوات العسكرية فقدت زمام المبادرة لمواجهة \”التنظيم\”

تعيش محافظة الأنبار إجراءات أمنية مشددة، بعد هروب المئات من سجن بغداد المركزي \”أبو غريب\”، واتجه قسم كبير منهم صوب مناطق متفرقة من المحافظة.

الأنبار التي تعاني من وضع أمني هش، وتتعرض لهجمات متعددة وبشكل يومي، حمّلت قادة الأجهزة الأمنية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية في المحافظة، منبهة إلى ازدياد نشاط تنظيم ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية في مناطق عدة من المنطقة الغربية للبلاد.

وقال فرحان الفتيخان، قائممقام القائم في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس الثلاثاء، إن \”الأجهزة الأمنية مسؤولة عن هروب محكومين بقضايا إرهابية ومرتكبي الجرائم بحق المواطنين من سجن أبو غريب\”.

وحذر الفتيخان من \”تردي الوضع الأمني الهش في محافظة الأنبار، التي تشهد منذ مدة اعتداءات على أفراد الشرطة والمواطنين\”، موضحا أن \”هروب هذه الأعداد الكبيرة سيزيد من تدهور الوضع الأمني في الأنبار وبقية المحافظات، كما ستزداد الاعتداءات\”.

وكشف مصدر استخباري لـ\”العالم الجديد\”، في وقت سابق من ليل أمس الأول، عن أن \”40 بالمائة من المعتقلين الفارين هم من عتاة تنظيم القاعدة، ممن كانوا بحوزة القوات الأميركية في معتقلات بوكا بالبصرة وأبو غريب وكروبر بمطار بغداد سلموا بعدها إلى السلطات العراقية\”، مشددا على أن \”الهاربين يمثلون الجيل الأول والثاني للتنظيم في العراق بينهم نوفل (…) وأبو رغدة العراقي\”.

ولفت إلى أن \”الفارين من سجن أبو غريب، اتجهوا إلى منطقة العامرية وقضاء سامراء، ومنطقة إبراهيم بن علي ومنها إلى سامراء، فضلا عن توجه آخرين إلى الفلوجة والرمادي\”.

ونوه الفتيخان بأن \”الأجهزة الأمنية في القضاء شددت من إجراءاتها الأمنية، بعد هروب المئات من الإرهابيين من سجن أبو غريب، وإنها ستقوم بمتابعة كل حركة غريبة في المنطقة والتنسيق مع الأجهزة الأمنية لمتابعة الهاربين وإلقاء القبض عليهم\”.

وأشار قائممقام القائم، إلى أن \”القوات الأمنية أضحت عاجزة عن الرد على المجاميع الإرهابية، وفقدت زمام المبادرة وأخذت تتلقى الضربات الموجهة لها\”، مردفا أن \”هذا يشكل علامة خطيرة على تدهور الوضع الأمني، وعجز القوات الأمنية، يعني المزيد من الضحايا الأبرياء\”.

ورأى أن \”نشاط المجاميع الإرهابية ازداد بعد الإعلان عن ما يسمى دولة العراق والشام الإسلامية، فهي تحاول أن تترك تأثيرها على الشارع الأنباري من خلال تكثيف هجماتها على مراكز الشرطة ووحدات الجيش\”.

وحول الوضع على الحدود العراقية السورية، بين الفتيخان، أن \”الحدود تحت سيطرة القوات العراقية وممسوكة بشكل جيد، فضلا عن مباشرة الشركات بإنشاء جدار كونكريتي لمنع تسلل الجماعات الإرهابية من وإلى الأراضي السورية\”، لافتا إلى أن  \”العمل في الجدار يسير بوتيرة سريعة\”.

وكان ناظم بردان، رئيس المجلس المحلي لقضاء القائم، أفاد في وقت سابق، بأن القوات العراقية من حرس الحدود في الأنبار باشرت إنشاء جدار عازل على الشريط الحدودي بين العراق وسورية لمنع تسلل المسلحين.

وقال بردان، إن \”قوات حرس حدود المنطقة الثانية وبقية صنوف الأجهزة الأمنية الأخرى باشرت إنشاء جدار خرساني على طول الشريط الحدودي مع سورية بطول 10 كلم، وبارتفاع 3 أمتار كمرحلة أولى في خطوة من شأنها الحد من عمليات تسلل المسلحين\”.

واتصلت \”العالم الجديد\” على هاتف الفريق مرتضى المحلاوي، قائد عمليات الأنبار، لأخذ تصريحات منه بشأن الموضوع إلا أن هاتفه كان مغلقا.

ولكن مصدرا في قيادة شرطة الأنبار، أفاد لـ\”العالم الجديد\” أمس، بأن \”القوات الأمنية اتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة على المراكز الأمنية والسجون في عموم مدن المحافظة على خلفية قيام مسلحين بمهاجمة سجني أبو غريب والتاجي\”.

وقال المصدر إن\”القوات الأمنية المتمركزة في عموم مدن الأنبار اتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة على المراكز الأمنية والسجون والتسفيرات على خلفية مهاجمة سجني أبو غريب والتاجي وهروب المئات من الموقوفين الخطرين\”.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن\” قوات من الشرطة المحلية وبقية صنوف الأجهزة الأمنية الأخرى نفذت حملة أمنية واسعة النطاق تركزت على المناطق القريبة من المراكز الأمنية والسجون، تحسبا من وجود مخطط يستهدف مهاجمتها من قبل الجماعات المسلحة\”، مبينا أن \”الخروق الأمنية التي تشهدها بعض مدن الأنبار ناجمة عن الوضع السياسي والأمني المرتبك الذي يعيشه البلد\”.

ولفت إلى أن \”القوات الأمنية نشرت العديد من السيطرات الأمنية الثابتة والمتحركة بالقرب من الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى المراكز الأمنية والسجون في عموم مدن الأنبار، تحسبا لأي طارئ\”.

إقرأ أيضا