تضم محافظة الأنبار أماكن تاريخية وتراثية تمكنها من الاستفادة اقتصاديا عبر مواردها، وتنشيط السياحة في مختلف أقضيتها التي تحتوي المرافق الترفيهية الجاذبة للسياح من خلال إعداد الخطط والبرامج للنهوض بهذا القطاع المعطل والمهمل منذ عقود.
استثمار السياحة
ويقول رائد الأعمال، أحمد الكربولي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “محافظة الأنبار ورغم امتلاكها خزينا كبيرا من الموارد الطبيعية التي يؤهلها لأن تصبح مركزا مهما في دعم الاقتصاد الوطني، إلا أن أغلب البرامج والفعاليات السياحية معطلة”.
ويردف، أن “سياحة الأنبار كبقية القطاعات تعاني الإهمال الواضح وشبه المتعمد، رغم المحاولات الشحيحة لإعادة بعض الشواخص والآثار المهمة إلى الواجهة من بعد احتلال داعش للمحافظة”.
ويشرح الكربولي المشكلات التي تعرقل نهوض القطاع السياحي في الأنبار، منها بالقول، إن “إجراءات حصول الأجنبي على تأشيرة الدخول إلى البلاد عامة والأنبار خاصة، إذ يتحتم على الجهات الحكومية المعنية بالجانب السياحي تسهيل عملية الدخول وتذليل العقبات”.
ووضح أن “الأنبار لا تحتوي على فنادق سياحية أسوة ببقية المحافظات، وهذه أولى المشكلات التي تواجه السواح خلال زيارتهم إلى المدينة”.
ويوضح، أن “المحافظة بحاجة إلى خطوط نقل مؤمنة لتسهيل عمليات تنقل السواح، من غير الاضطرار للتنسيق المسبق مع عراقيين مهتمين بالسياحة لتولي مهمة توفير السكن والنقل”.
ويدعو الكربولي، إلى “إعادة إنتاج القوانين والتسويق للسياحة داخل محافظة الأنبار، وكيفية التعامل مع السواح”، مؤكدا أن “الأنبار بها من موارد ما يستحق الاهتمام والفرص للاستثمار”.
استغلال المواقع التاريخية
من جهته، يقول الناشط السياحي، سمير الفلاحي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الأنبار تمتلك مقومات سياحية كبيرة غير مستغلة، تشمل مناظر طبيعية خلابة، وأماكن أثرية تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، وبيئة تراثية ثقافية يمكن أن تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم”.
ويرى الفلاحي، أن “تنشيط السياحة في الأنبار يمكن أن يلعب دورا محوريا في دعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل للشباب”.
ويقترح “إقامة مهرجانات وفعاليات ثقافية لتعريف الزوار بتراث المحافظة، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية تدعم السياحة مثل الطرق والفنادق والمرافق السياحية”.
ويدعو إلى “الاستفادة من وسائل الإعلام والتسويق الرقمي للترويج للسياحة في الأنبار وجذب المزيد من السياح، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الدخل المحلي”.
ويؤكد الناشط السياحي على “أهمية إشراك المجتمع المحلي في هذه الجهود، حيث يمكن أن يكون السكان المحليون سفراء للسياحة في منطقتهم، من خلال تقديم تجارب سياحية فريدة تعكس الثقافة والضيافة العراقية الأصيلة”.
ويتابع، أن “تعزيز السياحة في الأنبار ليس مجرد مشروع اقتصادي، بل هو أيضا جهد لتعزيز السلام والتفاهم الثقافي بين الشعوب”.
تعزيز النمو الاقتصادي
ويشرح المختص في الشأن الاقتصادي، إبراهيم إحسان، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أهمية استثمار الأنبار في الأماكن التاريخية كمورد اقتصادي إذ يمكن أن “يسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد المحلي”، مشيرا إلى أن “استثمار هذه المواقع لا يقتصر على زيادة العائدات من السياحة فحسب، بل في خلق فرص عمل جديدة للسكان المحليين، ويعزز من دور القطاع السياحي كأحد محركات النمو الاقتصادي”.
ويضيف أن “تطوير البنية التحتية السياحية، مثل الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية الأخرى، يمكن أن يزيد من جاذبية المنطقة للسياح، ويشجع على إقامة مشاريع استثمارية أخرى”.
ويشدد المختص في المجال الاقتصادي، على أهمية “وضع خطط استراتيجية لاستثمار موارد الأنبار في قطاع السياحة، بالتعاون مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين لتحسين البنية التحتية وجذب الاستثمارات الخارجية، ما سيسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المحافظة”.
وجهات سياحية
وتمتلك الأنبار كثيرا من المواقع التاريخية والتراثية، مثل قلعة هيت وآثار العصور القديمة في الرطبة، التي يمكن أن تصبح وجهات سياحية مهمة إذا تم تطويرها والترويج لها بفعالية.
ويبلغ عدد المواقع الأثرية في الأنبار نحو 438 موقعا، يتوزع معظمها على جانبي نهر الفرات، وعدد قليل من هذه المواقع تنتشر في صحراء الرطبة.
وبحسب مفتشية آثار الأنبار، لم تجر عمليات مسح دقيقة لمعظم مساحة محافظة الأنبار حتى الآن، وآخر مسح كان عام 2002، أي قبل غزو العراق، لكنه لم يكتمل، ثم إنّ الحقب التاريخية التي تعود لها المواقع الأثرية في الأنبار، من العصور الحجرية، وحتى الإسلامية، تتخللها بقية العصور التاريخية المعروفة.
ويخشى ناشطون ومهتمون بالتاريخ من أهالي الأنبار، أن يقضي الإهمال على شواهد تاريخية تؤكد عراقة مدن عدة فيها مثل هيت، والفلوجة، وجبة، والقائم، والخالدية وغيرها من مدن المحافظة.