تعرضت البنى التحتية في محافظة الأنبار الى أضرار بالغة منذ بدء العمليات العسكرية في المحافظة قبل ثمانية أشهر وتضررت الكثير من الجسور والمنشآت العسكرية والأمنية والمدنية والدوائر والمؤسسات، فضلاً عن الأضرار الفادحة في الاحياء السكنية ويحتاج إعادة تأهيل تلك المباني والمؤسسات والبنى التحتية لإعادة تأهيلها الى سنوات ومبالغ هائلة بحسب المختصين.
ويقول المهندس نعمان حمد الدليمي، إن \”العمليات العسكرية التي لازالت رحاها دائرة على قدم وساق في المحافظة، وعمليات القصف الجوي والبري ألحقت أضراراً هائلة بالبنى التحتية من مؤسسات ودوائر ومدارس ومعاهد ومستشفيات ومراكز طبية وجسور ومجسرات ومحطات المياه والكهرباء\”.
ويضيف الدليمي في حديث لـ(العالم الجديد)، أن \”تلك الأضرار الهائلة لا يمكن حصرها حالياً نتيجة عدم توقف القصف العشوائي الجوي والبري، الأمر الذي يزيد كل يوم نسبة تلك الأضرار بشكل كبير\”، مبينا \”لو أخذنا الجسور والمجسرات في المحافظة مثلا، فقد تعرضت العديد منها للتدمير الكلي أو الجزئي نتيجة العمليات العسكرية\”.
ويردف \”العديد من تلك الجسور ذات أهمية بالغة لحركة النقل بين اقضية ومدن المحافظة ولحركة التجارة بشكل خاص، ما تسبب بقطع الطرق بين عدد من المدن التي تربط بينها وبين بعض الجسور، واتخاذ طرق بديلة من قبل المواطنين للتنقل ولا يقتصر الأمر على الجسور والمجسرات، بل هناك المئات من المعامل والمصانع والدوائر الخدمية ومحطات الماء وشبكات ومحطات الطاقة الكهربائية تضررت كثيراً نتيجة عمليات القصف الجوي والبري المستمرة ما يحتاج الى جهود كبيرة جداً ووقت طويل لإعادة تأهيلها، ولكن لن يكون ذلك إلّا بعد توقف عمليات القصف ليكون بالإمكان تقدير الأضرار\”.
وشمل الدمار كل شيء تقريباً وبالأخص في مدينتي الفلوجة والرمادي والفلوجة هي المتضرر الأكبر بين مدن الأنبار نتيجة القصف التي أحالت العديد من الأحياء السكنية والمنازل الى ركام.
مصدر من داخل الوقف السني في الأنبار، فضل عدم الكشف عن اسمه، بيّن لـ(العالم لجديد)، أنَّ \”أكثر من 30 جامعا تم قصفها من قبل طيران الجيش ما أدى الى تدميرها بشكل كلي أو جزئي خلال العمليات العسكرية التي لا زالت مستمرة على المدينة، وسببت عمليات القصف أضراراً بالغة في أبنية الجوامع في مدينة الفلوجة\”.
ويضيف المصدر \”ناشدنا باستمرار منذ بداية الأزمة كافة الجهات المعنية لمنع قوات الجيش من استهداف دور العبادة، ولكن دون جدوى وسيحتاج تأهيلها فيما بعد الى أموال كبيرة\”.
من جهته، يوضح عمار صابر الحلبوسي، وهو مهندس، أنّ \”الدمار الهائل الذي تتعرض له مدن الأنبار، وخاصةً مدينة الفلوجة سيحتاج الى سنوات ومبالغ هائلة لتعويض الأضرار وتأهيل البنى التحتية التي تضررت وكل ذلك ستتحمله الدولة، بلا أدنى شك ولابد على الجهات المعنية أن توجه بمنع استهداف البنى التحتية خلال العمليات العسكرية وضرورة إيقاف القصف العشوائي الذي كان السبب الرئيسي في تدمير البنى التحتية في المحافظة\”.
أما المحلل السياسي صالح حسن الدليمي، فيشير إلى أنَّ \”الحكومة تتعامل مع الوضع الأمني في الأنبار بشكل خاص بطريقة خاطئة للغاية، وقلنا ذلك منذ البداية وعرفنا انَّ الوضع سيتجه بالبلد ككل نحو محرقة كبيرة تأكل الأخضر واليابس، إذا لم يتصدّ العقلاء لهذه الأزمة الكبيرة التي وقع ضحيتها الأهالي الذين فقدوا أبناءهم وأحباءهم ومنازلهم بلا ذنب\”.
ويختتم الدليمي حديثه لـ\”العالم الجديد\”، بأن \”كل ذلك سببه النهج الطائفي للعديد من الكتل السياسية في التعامل مع الأزمات التي كان من الممكن تلافيها بمختلف الطرق، فضلا عن تعنت وتزمت صناع القرار في الحكومة المركزية، كل ذلك جعل البلد يدخل في منظومة من الخسائر الفادحة في الارواح والاموال والبنى التحتية\”.