يعود ملف العلاقات السعودية – العراقية الى الواجهة مجددا، وبعد سلسلة من الزيارات على مستوى وزراء الخارجية والداخلية، وصل رئيس اركان الجيش السعودي الى بغداد، حاملا ملفات امنية عديدة، أبرزها “امن الخليج” والتوصل لـ”تهدئة” مع ايران بوساطة العراق، كما يبين محلل سياسي، لكن مصدرا امنيا كشف ان المباحثات تركزت على “تبادل المعلومات” بين رئاسيتي الاركان السعودية والعراقية.
ويقول المحلل السياسي احمد الربيعي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “السعودية من اكبر البلدان الخليجية، ولها حدود كبيرة مشتركة مع العراق، ويارة رئيس الاركان السعودي فياض الرويلي، تاتي ضمن تطوير العلاقات العسكرية والامنية مع العراق”.
ويضيف أن “السعودية لم تعلن رسميا عن استهدافها بطائرات مسيرة انطلقت من العراق، والعراق ايضا لم يعلن رسميا عن الامر، بالتالي لا يؤجد تأكيد رسمي حول هذا الامر، خاصة وانه موضوع خطير ولا تستطيع السعودية ان تلتم الصمت بشأنه”.
ويوضح ان “الزيارة تندرج في إطار التعاون العسكري وحفظ امن المنطقة، فهناك مصالح مشتركة، ومنها أمن الخليج، والعراق مطل على مياه الخليج العربي، بالنتيجة تأمين هذه المياه هو أساس لتأمين التجارة”.
وحول ما اذا كانت الزيارة تهدف الى مناقشة نشاط الفصائل المسلحة في العراق المرتبطة بايران، يشير الربيعي الى انه “هذا يتبع اذا كانت هناك مخاوف سعودية بهذا الملف”، مستطردا ان “العراق وبحسب تصريحات رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي، فانه يقوم بدور الوساطة بين ايران والسعودية، وهذا الموضوع يندرج بإطار التهدئة في المنطقة وترطيب الاجواء العسكرية والسياسية بين البلدين الجارين للعراق”.
ووصل صباح اليوم الثلاثاء، رئيس الأركان السعودي فياض الرويلي الى العاصمة بغداد في زيارة رسمية بناء على دعوة وجهت له من رئيس اركان الجيش العراقي الفريق عبد الامير يارالله، الذي استقبله لدى وصوله مقر وزارة الدفاع.
وتأتي هذه الزيارة عقب كشف وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية الأسبوع الماضي أن “الهجوم الذي استهدف في كانون الثاني يناير الماضي القصر الملكي السعودي في العاصمة الرياض بطائرات مسيرة، انطلق من داخل العراق“.
ونقلت الوكالة عن مسؤول “كبير” في فصيل مسلح داخل العراق قوله إن “3 طائرات مسيرة انطلقت من مناطق حدودية عراقية – سعودية من قبل فصيل غير معروف نسبيا تدعمه إيران في العراق، وانفجرت في المجمع الملكي بالرياض في 23 كانون الثاني الماضي“.
الى ذلك، كشف مصدر امني رفيع المستوى في حديث لـ”العالم الجديد” أن “اللقاء الذي جمع رئاستي الاركان العراقية والسعودية، جرة فيه بحث التعاون في المجال العسكري والاستخبارات والعمليات”.
ويوضح ان “الطرفين، العراقي والسعودية، اتفقا على تبادل المعلومات بشأن امن البلدين، فضلا عن التطرق لملف تدريب وتسليح الجيش العراقي من قبل السعودية، وإمكانية ان تقدم السعودية اسلحة للجيش العراقي كهدية”.
يذكر انه في 21 شباط فبراير الماضي، أجرى وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، زيارة رسمية إلى السعودية، أعقبها بيوم، زيارة لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، تناولت التنسيق الأمني والسياسي بين البلدين.
وفي 20 تموز يوليو 2020، كان من المقرر أن يزور الكاظمي السعودية في مستهل جولاته الخارجية بعد تسنمه منصبه، لكن قبيل الزيارة بساعات اعلن عن تأجيلها من قبل الجانب السعودي، وحسب المعلن ان الزيارة تأجلت بسبب دخول العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الى المستشفى، لكن ترجيحات جرت بوقتها، لكون الزيارة تزامنت مع وجود وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بغداد، ما حول الكاظمي الى “حامل رسائل” بين طهران والرياض.
ويعد نبأ الطائرات المسيرة، آخر حلقات التوتر بين العراق والسعودية، بعد موجة الرفض و”التهديد” التي شنت بشأن العلاقات بين البلدين من قبل الفصائل المسلحة، التي اعلنت عن رفضها لاي استثمار سعودي في العراق، بناء على مقررات وبنود مجلس التنسيق المشترك الذي أعلن عن تأسيسه في عهد حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي عام 2017، ونص على استثمار السعودية في 116 مشروعا داخل العراق، في مجالات الزراعة والنفط والكهرباء والطرق وغيرها.