الاعتدال والحياد ورقة “نينستو” التي نجحت في استمالة الناخب الفنلندي

بعد حوالي ساعة ونصف على إغلاق صناديق الاقتراع في معظم مدن فنلندا دعي الرئيس الحالي…

بعد حوالي ساعة ونصف على إغلاق صناديق الاقتراع في معظم مدن فنلندا دعي الرئيس الحالي والفائز بدورة جديدة لست سنوات ساولي نينستو من اجل إقامة مؤتمر المؤتمر الصحفي كتقليد متبع في الانتخابات الرئاسية الفنلندية التي أقيمت يوم 28 كانون الثاني عام 2018. نينستو حصل على نسبة 62% من الأصوات ليحسم الانتخابات لصالحه من الجولة الأولى.

الانتخابات الرئاسية الفنلندية التي تقام كل ست سنوات وصلت نسبة المشاركة فيها الى حوالي 70% ممن يحق لهم التصويت. وكان المركز الثاني من نصيب مرشح حزب الخضر بيكا هافيستو الذي اجبر نينستو في الانتخابات الماضية التي أجريت عام 2012 على خوض الدور الثاني، هافيستو حصل في هذه الدورة على اكثر بقليل من 12% من الأصوات. فيما جاء بقية المرشحين بالترتيب التالي:

المتطرفة عن حزب الفنلنديين الحقيقيين هاوتا ساري حصلت على قرابة 7%، بافو فارونن مرشح الحركة الوطنية حصل على حوالي 6%، مرشح حزب الوسط ماتي فانهانن حصل على 4%، مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي توولا هاتاينن اكثر بقليل من 3%، ثم مرشحة اتحاد اليسار كولونن بنسبة 3% وياتي في المركز الأخير مرشح حزب الشعب السويدي تورفالدس جاء في المرتبة الأخيرة باقل من 2%.

القراءة الأولية في نتائج الانتخابات تؤكد ان النهج الذي اتخذه الرئيس الحالي نينستو وخصوصا على صعيد السياسة الخارجية وهي من ابرز مهام الرئيس لاقت استحسان الناخب الفنلندي، الرئيس الحالي وخلافا لقناعة حزبه الذي يميل الى الانضمام الى حلف الناتو فانه كان لا يعلن رفضه القاطع للانضمام ولا يدعو له، بل يفضل ان يترك الناتو خيارا أخيرا عند الضرورة القصوى. اعتدال النهج الذي سار عليه نينستو جعله شخصية قريبة من قناعات الشارع اذ حصل على المركز الأول في معظم بلديات فنلندا. بعض المحللين يعتقدون ان الناخب الفنلندي صوّت ضد الناتو ليس من خلال انتخاب نينستو فقط بل أيضا من خلال العقوبة التي وجهها الشارع الفنلندي لمرشح حزب الشعب السويدي (وهو اقلية سويدية في فنلندا)، حيث حصل على المركز الأخير وهو من اهم الداعين الى الدخول في الناتو.

Image

واذا ما كانت الانتخابات بالنسبة لبعضهم فرصة للوصول الى رئاسة الجمهورية فان بعضا اخر وجدها فرصة استثنائية لاثبات الذات على صعيد جمهور الحزب الواحد. فالمتطرفة لاورا هوهتساري مسرورة جدا رغم خسارتها، وذلك لانها منذ البداية لم تشارك لكي تفوز في الانتخابات بل شاركت لكي تثبت قوة حزبها بعد حادثة الانشقاق التي حصلت داخل الحزب في الصيف الماضي وقسمته الى شطرين، الأول بقيادة المتطرف هالا اهو والثاني بقيادة زعيم الحزب ومؤسسه تيمو سويني الذي أسس حزبا جديدا اسماه المستقبل الازرق. لاورا كانت تشير في تصريحاتها انها استقطبت جمهور الفنلنديين الحقيقيين وانها سحبت البساط من مجموعة سويني.

اما النتيجة المخيبة للامال فكانت من نصيب مرشحة اكبر احزاب المعارضة الحزب الديمقراطي الاشتراكي. توولا هاتاينن حصلت على حوالي 3%. ورغم ان الانتخابات البرلمانية تختلف عن الانتخابات الرئاسية وان جمهورهم اكبر فيها الا ان بعض المتابعين يعتبرون ذلك تراجعا لجماهيرية الحزب نفسه، خصوصا بعد تحسن الأوضاع الاقتصادية الحالية اثر إجراءات قامت بها الحكومة الحالية التي يقودها حزب الوسط.

إقرأ أيضا