صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الانتخابات العراقية في النرويج: موظف بالمفوضية يروج لمرشح.. وشجار وفوضى ترافق افتتاح أول مركز والشرطة تتدخل

\”بعد وقوف وانتظار لمدة ثلاث ساعات تقريبا وصلتْ لحظة الإدلاء بصوتي، لم أتردد ولم ترتجف يدي فاختياري محسوم مسبقا، ولكن عندما أخذ الموظف بياناتي الشخصية قال لي: تعرف سيّد فلان؟ گتله لا والله أخي ما أعرفه، ليش؟ گال: مولاي هذا خوش مرشّح من أهل الله انتخبْه، ابتسمت له وما جاوبته، گال: مولاي سوّي نفسك ما تدري واشخط صح گبال اسمه. گتله: مولاي هي انتخابات لو تبوّل لا إرادي؟!\”.

 

هذه الشهادة كتبها \”أ.ج\” وهو كاتب وصحفي عراقي يقيم في النرويج لـ\”العالم الجديد\” ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي أيضا عن تجربته مع الانتخابات النيابية العراقية في الدولة الاسكندنافية.

 

ونظمت \”المفوضية العليا المستقلة للانتخابات\” انتخابات الخارج يومي 27 و28 نيسان الماضي في 20 دولة بينها النرويج التي شهدت الممارسة لأول مرة.

 

وافتتحت المفوضية مكتبا واحدا في العاصمة أوسلو.

 

ويقول علي إبراهيم صافي، الكاتب والشاعر العراقي المقيم في النرويج، لـ\”العالم الجديد\” إن \”هناك كثيرين لم ينتخبوا بسبب المركز الواحد\”. ويستدرك \”لكنه أحسن من عدم وجود أي مركز، فالانتخابات الماضية نظمت في السويد وكان على الناخب في أوسلو أن يقضي 7 ساعات في السيارة حتى يصل مركز السويد\”.

 

وتذكر إحصائية تعود لعام 2012 وجود 30 ألف عراقي في النرويج، وهو عدد زاد بالتأكيد مع تواصل هجرة العراقيين إلى الخارج بسبب التردي الأمني في العراق.

 

وبلغ عدد الناخبين المصوتين في 20 دولة عدا العراق 532165.

 

ويقول محمد ثامر، الكاتب والصحفي العراقي المقيم في النرويج، إن \”إقامة الانتخابات في أوسلو جعل من المتعذر على من هم في أقاصي الشمال وأطراف البلد الجبلية الوصول والانتخاب نظرا لطول المسافة وغلاء بطاقات السفر\”.

 

وشهد اليوم الأول من الانتخاب فوضى عارمة لكثرة المنتخبين، في مركز واحد، الذين لم يمتنع بعضهم عن التشاجر فيما بينهم، أو مع موظفي المفوضية، في حين كان المركز شبه خال في اليوم الثاني.

 

ويذكر \”أ.ج\” أن \”الأكراد أساؤوا كثيرا وضربوا امرأة من بغداد\”.

 

وتردد الأكراد على المركز بزيهم الشعبي حاملين أعلام كردستان.

 

ويذكر ثامر أن \”تصوري العام عن الانتخابات في النرويج إيجابي جدا رغم الملاحظات التنظيمية وخاصة في اليوم الأول، فالشباب الذين أشرفوا على الانتخابات اتسموا بالصبر والتعاون، وعدد المصوتين من الكرد كان هو الغالب وبدا عليهم الاهتمام، فقد حضروا بحافلات استأجروها من مدن قريبة ومتوسطة البعد، وارتدى معظمهم الملابس التقليدية الكردية وأعطوا الانتخابات طعما كردستانيا موسيقى وألوانا\”.

 

لكن \”أ.ج\” ألقى باللائمة، أيضا، على موظفي المفوضية الذين \”لم ينظموا التصويت ولم يكونوا متعاونين\” على حد ذكره. ونقل عن أركان الآلوسي، مدير المركز الانتخابي القادم من بغداد، تفسيره لـ\”الخربطة\” التي شهدها المركز بقوله \”لم نكن نتوقع هذه الأعداد\” في إشارة إلى أعداد الناخبين.

 

وتعاقد مبعوث المفوضية مع عراقيين مقيمين مقابل أجور للمساعدة في تنظيم الانتخاب. 

 

ولفت \”أ.ج\” إلى أن \”الشرطة النرويجية حضرت لفض الشجار والمساعدة في التنظيم لأن المدير لم يكن قد وضع شرطة أو حواجز لتنظيم صفوف الناخبين\”.

 

ورأى ثامر أنه \”ربما كان على المفوضية أن تختار مديرا للمركز من الكفاءات العراقية المقيمة في النرويج وتتحدث اللغة النرويجية، لكان الأمر أسهل وأقل كلفة\”.

 

وعلمت \”العالم الجديد\” بأن الناخبين في مركز أوسلو فضلوا دولة القانون على بقية الكتل بمجموع 700 صوت، فيما اختاروا التحالف المدني الديمقراطي ثانيا بمجموع 460 صوتا.

إقرأ أيضا