حصلت \”العالم الجديد\” على رسالة وقع عليها 133 شيخ عشيرة \”شيعيا\” من البصرة، موجهة الى الرئاسات الثلاث والمرجع السيستاني، بالإضافة الى زعيمي التيار الصدري والمجلس الاعلى، يناشدونهم فيها التدخل لحماية سنة البصرة من \”نزيف الدم\” الذي يتعرضون له في الاونة الاخيرة.
الصفحة الاولى من رسالة شيوخ البصرة
المناشدة التي اطلقها شيوخ عشائر بصرية، تكشف حرصا باديا من قبل الموقعين عليها على مخاطبة المرجعية الدينية في النجف، اكثر من المؤسسات الرسمية في الدولة، حيث يقول شيوخ العشائر في الرسالة \”نحن المجتمعين، ابناء مدينة البصرة ومن مختلف العشائر والاطياف، نناشد سماحتكم ومن موقع المسؤولية والمرجعية الدينية الرشيدة التي كانت ولا تزال وستبقى صمام الامان للعراق واهله وفي شتى الظروف، نناشدكم من اجل وحدة العراق، بكل اطيافه والوانه بان تتدخلوا لوقف نزيف الدم الذي يستهدف اهل السنة في البصرة، قتلا وتهجيرا، تدخلا مسؤولا امام الله سبحانه وتعالى، في الوقت الذي نستنكر مع فخامتكم وسماحتكم ونشجب جميع الاعمال الارهابية التي ترتكب بحق شعبنا وابناء بلدنا في محافظات عراقنا الحبيب كافة\”.
الصفحة الثانية
وابدى بصريون في تقرير سابق لـ\”العالم الجديد\” خشيتهم من إعادة إنتاج الحرب الطائفية التي احتدمت في الأعوام 2006 و2007 في عدة مدن عراقية.
وشهدت محافظة البصرة قبل نحو 10 ايام إلقاء عدد من المنشورات صادرة من جماعة تطلق على نفسها اسم لواء انصار المهدي، تهدد أهل السنة باستهدافهم على خلفية الاعتداءات التي يتعرض لها الشبك في محافظة نينوى فضلا عن عمليات التهجير التي تمارس بحقهم.
الصفحة الثالثة
وقال مدير ديوان الوقف السني في المنطقة الجنوبية الشيخ عبد الكريم الخزرجي في تصريح سابق، إن \”الهدف من ذلك المنشور هو زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة وزرع الفتنه بين أبناء البلد الواحد\”، مشيرا إلى أن \”نسخا من ذلك المنشور قد وصلت إلى جميع مساجد أهل السنة في البصرة\”، فيما اعتبر الوقف الشيعي في البصرة ان تلك الحوادث تهدف لإشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي.
الصفحة الرابعة
ويظهر من خلال الرسالة أن الشيوخ الموقعين عليها، يمثلون غالبية عشائر البصرة المتواجدة في مناطق شيعية ومختلطة بين الطائفتين.
كما تبين الرسالة أن عددا كبيرا من الشيوخ الموقعين هم من شيوخ العشائر العامين وفقا للتسمية العشائرية التي تعني انهم ممن يمتلكون زمام العشيرة التي تضم شيوخا اخرين، لكنهم أدنى موقعا من مرتبتهم داخل العشيرة الأم.
الصفحة الخامسة
ويستمر الشيوخ البصريون بمناشدة المسؤولين والمرجعية الدينية، قائلين \”اذ نرفع اليكم هذه المناشدة، فقد قدمنا ولا نزال نقدم التضحيات من ابنائنا واخواننا واهلنا\”.
وتلفت الرسالة الى انه \”حتى كتابة هذه المناشدة قتل بعض المصلين في مساجدنا فنحن لم نجد بابا الا وطرقناه (…..) ولم نجد الا ان نناشد سماحتكم لما نراه من دور لكم في حفظ العراق والمحافظة عليه وفي شتى الظروف\”.
واكد ماجد النصراوي، محافظ البصرة خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي في مقر الحكومة المحلية ان \”الشريحة التي طالتها ظاهرة الاغتيالات والاستهدافات التي شهدتها البصرة يراد بها خلط الاوراق، وتأجيج الوضع الامني، وشل الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية في المحافظة عبر التركيز على المكون السني في البصرة\”.
وتعيش البصرة تراجعا امنيا حادا خلال الايام الماضية، ادى الى اغتيال عضو سابق في مجلس المحافظة من المكون السني واغتيال عدد من ائمة الجوامع السنية، وقتل عدد من المواطنين السنة. واحتوت منشورات عبارات تهديد وتحميل السنة مسؤولية قتل الشيعة في محافظات نينوى وصلاح الدين وأطراف بغداد الجنوبية، وبسبب هذا التراجع أقال محافظ البصرة قائد الشرطة اللواء فيصل العبادي.
وتختم الرسالة قولها \”واننا بعدها (الرسالة) نتقدم الى الله ان يسدد خطاكم ويحفظكم لخدمة العراق، بلد الال والاصحاب والاولياء الصالحين\”.
