صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“التحالف الدولي” و”مخيّم الهول” يتصدران تصريحات السوداني من دافوس

رغم الترجيحات بأن مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في منتدى دافوس الاقتصادي بـ”البروتوكولية” فقط، ولن يتم التطرق من خلالها على المواضيع المهمة التي تصب في مصلحة العراق، إلا أن تصريحات السوداني جاءت، اليوم الخميس، مخالفة للتوقعات.

حيث شدد السوداني، خلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا، على ضرورة إنهاء مهمة التحالف الدولي لضمان إستقرار العراق، كذلك إنهاء ملف مخيّم الهول وأن تتحمل الدول الأوروبية مسؤولية مواطنيها.

اذ قال رئيس الوزراء، خلال الجلسة حوارية وتابعته “العالم الجديد”، إن “الشعب العراقي خرج منتصراً على المحن التي واجهت البلاد طوال السنوات الماضية”، مضيفاً: “نحاول المضي بخطوات ثابتة في مجالي توفير فرص العمل والخدمات”.

وأكد أن “خطاب القوى السياسية اليوم وطني وهناك تنافس في تقديم الخدمات للمواطنين”، مردفاً بالقول: “الاعتماد على عائدات النفط أضعف الوضع الاقتصادي للدولة، ووضعنا هدفاً لخفض الاعتمادات على تلك الإيرادات من 95 بالمئة إلى 80 بالمئة”.

وأضاف أن “قطاع الطاقة لم يستثمر بنحو صحيح، والحكومة توجهت إلى مشاريع إستراتيجية مهمة منها طريق التنمية وقطاع البتروكيماويات لتنويع مصادر الدخل”، مشيراً إلى أن “واحداً من التحديات التي تواجه العراق هو عدم نقل صورة صحيحة عن الوضع”.

وتابع: “نكن التقدير والاحترام للموقف الدولي ووقوفه معنا ضد داعش”، مؤكداً أن “جاهزية القوات المسلحة عامل استقرار للوضع في العراق، ومن أجل ذلك بدأنا بتنفيذ التزام للحكومة بترتيب حوار انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد”.

وأكد قائلاً: “بعد الاعتداءات التي تحصل على المقار العراقية فنحن سندخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق”، مضيفاً: “هذا هو مطلب شعبي ورسمي وجادون بهذا الأمر، وانتهاء مهام التحالف الدولي ضروري لأمن واستقرار العراق واستمرار العلاقات الطيبة بين العراق ودول التحالف”.

وبشأن الحرب على فلسطين، قال رئيس الوزراء، إن “إشكاليات الشرق الأوسط الأمنية تتجاهل حقيقة نضال الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولته وعاصمتها القدس”، مردفاً: “نحن أمام إبادة جماعية للفلسطينيين بغزة والمجتمع الدولي يتجاهل ذلك”.

وحذر، من “اتساع مساحة الصراع وقد اتسعت”، مشدداً على “ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية والأخلاقية تجاه فلسطين وضد الاحتلال”.

وخلص إلى القول: “في كل لحظة هنالك أطفال ونساء يسقطون ضحايا بغزة وهنالك فشل في المجتمع الدولي تجاه هذا الأمر”، منبهاً على أن “أكثر من 78 قراراً لم تنفذ في المجتمع الدولي فضلاً عن تجاهل قراراته”.

وحرفت التهديدات العسكرية على البحر الأحمر، مسار أهم طريق للتجارة العالمية بين الشرق والغرب، إذ واصلت أبرز شركات الشحن العالمية العزوف عن سلوكه، وأثارت هذه التطورات الحديث مجددا عن إمكانية أن يصبح العراق بديلا تجاريا لهذا المسار عبر ميناء الفاو وطريق التنمية، وكانت “العالم الجديد” أعدت تقريرا بهذا الشأن.

وتحمل نسخة “دافوس” هذا العام شعار “إعادة الثقة”، وستركز على الصراع في قطاع غزة إلى جانب قضايا ذات اهتمام عالمي، ومن المفترض أن يشهد المنتدى مشاركة رؤساء 100 حكومة وممثلي 1000 منظمة دولية.

وفي جانب آخر، قال رئيس الوزراء: إن “العراق لديه مصالح مشتركة مع الجميع”، مؤكداً أن “إيران دولة جارة وقفت مع العراق ضد داعش”.

وأكمل حديثه: “لدينا مصالح مع الولايات المتحدة ووقفت معنا في إسقاط النظام”، مشدداً بالقول: “مثلما لا نسمح بالتدخل بالدول الأخرى فنحن لا نسمح بالتدخل بشؤوننا”.

وأكد أن “العراق دولة أساسية في استقرار المنطقة، ويؤمن بتعزيز العلاقة مع الجميع”، مستطرداً: “لدينا شراكة أساسية مع الاتحاد الأوروبي وعلاقتنا متميزة في جميع المجالات”.

وعن ملف المناخ، قال رئيس الوزراء: “دعوت إلى تشكيل لجنة تفاوضية مع دول الخليج بسبب المناخ”، مضيفاً: “من أهم خطواتنا الإصلاحية بالطاقة هي استثمار الغاز”.

وتابع: “بدأنا بنظام إدارة صحيحة للاستخدام الأمثل للمياه”، مؤكداً: “سوف يكون العراق مختلفاً كلياً نحو الأفضل ويسير بخطى واثقة، ونحن أمام عراق قوي موحد مستقر وجديد اقتصادياً”.

إلى ذلك وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان تلقته “العالم الجديد”، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، التقى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسيلا فون ديرلاين، وذلك على هامش المشاركة في منتدى دافوس المنعقد في سويسرا”.

وأضاف، أن “اللقاء، شهد استعراض العلاقات العراقية الأوروبية، ومسارات تنميتها، وكذلك بحث الأوضاع الدولية في منطقة الشرق الأوسط، وتطورات الأحداث في قطاع غزّة، فضلاً عن التباحث في مستقبل دور التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق”.

وأشار رئيس الوزراء، الى “تمكن القوات المسلحة العراقية، بجميع صنوفها، من بسط الأمن وقطع دابر الإرهاب، وباتت الأوضاع مؤهلة لإنهاء دور التحالف والانتقال إلى علاقات التنسيق الأمنية الثنائية بين العراق والدول الصديقة”، مبيناً “أهمية أن تخطو الدول الأوروبية خطوات مسؤولة، وأن تتعاون مع العراق في إنهاء ملف مخيّم الهول، وأن تتسلم مواطنيها وتتحمل المسؤولية الأمنية المتعلقة بهم”.

وبشأن الحرب على غزة،  جدد رئيس مجلس الوزراء، “تأكيد موقف العراق ورؤيته لمخاطر استمرار العدوان على الفلسطينيين”، مشيراً إلى أنّ “مجمل استقرار المنطقة مرهون بإيقاف الحرب، التي قد تتوسع وتؤدي إلى تدهور أمني شامل، لاسيما وأن شعوب المنطقة تشعر بالغضب إزاء العدوان والإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزّة”.

من جانبها، أعربت فون ديرلاين، عن “تقديرها لمواقف العراق تجاه تطورات الأوضاع في غزّة، وجهود الحكومة العراقية في احتواء التداعيات”، مؤكدة “قلق المفوضية إزاء اتساع رقعة الصراع، وعزمها الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين”.

ورحبت، “بالجهود الساعية إلى تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين العراق والاتحاد الأوروبي”، مؤكدة “المضيّ في مجال توسعة الاستثمارات ومشاركة الشركات والمؤسسات الأوروبية في مشاريع التنمية الستراتيجية الجارية في العراق”.

من جهة أخرى، التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، التقى المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، وذلك على هامش مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا”.

وأضاف البيان، أنه “جرى، خلال اللقاء، بحث علاقات التعاون المالي بين العراق وصندوق النقد الدولي، ضمن إطار دعم المسار التنموي في العراق”.

وأشار رئيس الوزراء، إلى “خطط الحكومة في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، بوصفه بوابة وأساساً لكل الإصلاحات التي تخطط لها الحكومة في مجمل القطاعات الحيوية”.

من جانبها، رحبت جورجييفا بـ”انضمام العراق إلى برنامج غير تمويلي لدعم الإصلاحات الاقتصادية، حيث تبدأ الاجتماعات مع الصندوق في الشهر القادم لتنفيذ هذا البرنامج”.

وأشادت بـ”الخطوات التي تقوم بها الحكومة في مجال النظام المالي والمصرفي، وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار”، معربة عن “تفهمها خصوصية العراق والتحديات التي يواجهها”.

وانطلق ، الاثنين الماضي المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، بحضور النخب السياسية والاقتصادية العالمية، ويتوقع أن تهيمن القضايا الجيوسياسية وقضايا المناخ والذكاء الاصطناعي على الاجتماع السنوي، وأكد بورغي بريندي رئيس المنتدى، أن المؤتمر، الذي سيُعقد في جبال الألب السويسرية يأتي “في السياق الجيوسياسي والاقتصادي الأكثر تعقيداً منذ عقود”، لافتا إلى أنه “في دافوس، سنجلب أصحاب المصلحة الرئيسيين وننظر في كيفية تجنب مزيد من التدهور وأيضاً ما سوف يلي، لأنه يتعين علينا أيضاً ضخ بعض الإيجابية”.

ومنتدى دافوس، هو تجمّع لنخبة من كبار رجال الأعمال والسياسيين في العالم فضلا عن عدد من المشاهير يستضيفهم منتجع دافوس كل عام، وتأسس على يد أستاذ الأعمال كلاوس شواب عام 1971 في كولوجني التابعة لجنيف في سويسرا، وافتتحت له في عام 2006 مكاتب إقليمية في العاصمة الصينية بكين ونيويورك في الولايات المتحدة، وتستثمر شخصيات بارزة المنتدى للتأثير في عملية تحديد أولويات السياسة العالمية، والدفع بقضايا معينة إلى مقدمة الاهتمام العالمي.

وتجري أنشطة المنتدى في المنطقة الشرقية من جبال الألب، وبالتحديد في منتجع التزلج في منتجع دافوس الشتوي، ويحضره الزعماء والقادة على مدى 5 أيام، حيث يجتمع قادة قطاع الأعمال والتجارة مع شخصيات قيادية بارزة في المجالات السياسية والأكاديمية والأعمال الخيرية

إقرأ أيضا