مقتطفات من كتاب “المستطرف الصيني” للراحل هادي العلوي: في العصور الإسلامية كانت الصين موضوع علاقة تجارية تمثلت فيها أسس البناء السلمي للتجارة العالمية التي توزعت يوم ذاك بين العالمين الصيني والإسلامي، وعرف المسلمون من خلال هذه العلاقة المديدة والمتواصلة لأكثر من ستة قرون فنون الصين وصناعاتها، ولكنهم لم يتوغلوا أبعد ليعرفوا فلسفتها أو ليدرسوا سياستها كما فعلوا مع فلسفة الإغريق وسياسيات الساسانيين. وقد اندمج العديد من المسلمين عربا وتركا وفرسا في المجتمع الصيني ودخلوا في خدمة الدولة في وقت مبكر من تدفقهم على الصين في العصر العباسي الأول. وشاركوا في الامتحانات الإمبراطورية التي تسبق الدخول في هذه الخدمة وقد توظف الكثير منهم بعد نجاحهم فيها/ ص 8 مقدمة كتاب “المستطرف الصيني“.
*المخترعات والإنجازات العلمية والصناعية التي قدمها الصينيون للعالم وسطا عليها الغربيون ونسبوا بعضها لأنفسهم:
*اختراع الطباعة: ظهرت الطباعة لأول مرة في دولة “تانغ” المتأخرة. وأول كتاب طبع هو ” السوترا الماسية” سنة 868م. أما الطباعة بالحروف المتحركة والتي نسبت إلى الألماني غوتنبرغ عام 1440م فمخترعها الحقيقي هو الصيني “بي شنغ” عام 1048م أي قبل أربعمائة سنة من تاريخها المزور في الغرب. ص51. من كتاب “المستطرف الصيني” للراحل هادي العلوي.
*البارود والمدافع: يرجع اختراعها الى حقبة الدويلات المتحاربة (475 -221 ق.م) وظهر المدفع المتفجر في أوائل الثاني عشر. ثم صنعت المدافع الضخمة في أسرة يوان على يد العرب العاملين في خدمة الإدارة المغولية وذكرت سجلات أسرة يوان مخترع اسمه إسماعيل بنى مدفعا ضخما لما أطلقه اهتزت الأرض بالدوي ونزلت القذيفة بعد إصابة هدفها إلى عمق سبعة أقدام، ص 53.
*ابتكار المسرح والكتابة المسرحية: نشأ الأدب المسرحي الذي تأوج في القرن الثالث عشر مع الكاتب غوان هان تشينغ 1297م، وهو أعظم كتاب الصين على الإطلاق. وعلى يده ظهرت المسرحية الاجتماعية التي يعزوها تاريخ الأدب الغربي إلى الفرنسيين في القرن التاسع عشر وهي في الصين تسبقهم بزهاء السبعة قرون. وازدهرت الرواية في غضون القرن الثالث عشر واولهاه ظهورا رواية “أبطال على شاطئ البحيرة” تأليف شي ناي آن، من أوائل أسرة يوان ص 216.
*البوصلة: يرجع اختراعها الى حقبة دويلات المدن المتحاربة (475 -221 ق.م) أيضا، وكانت بسيطة تتألف من ملعقة محطوطة في صحن والملعقة ذات خواص مغناطيسية تنجذب نحو الشمال والجنوب فيُهتدى بها، وسميت “سينان” في القرن الثالث ق.م؛ أما البوصلة الكاملة المضبوطة الممغنطة الصناعية فقد صنعها العلماء الصينيون في عهد أسرة سونغ الشمالية (960 – 1127م) وورد وصفها في كتاب العلامة شين كو… ويبدو أن الملاح العربي النجدي ابن ماجد كان أول مَن طورها عن الأصل الصيني واستعملها… ويرد في أطلس تاريخي حديث أن البحار البرتغالي فاسكو دي غاما وجد عند الملاحين العرب في مياه مدغشقر بوصلة لفتت انتباهه لدقتها. وقد علق محرر الأطلس بوقاحة عنصرية عجيبة: “إنها مشكلة تحتاج إلى حل؛ فهل يمكن ان يكون العرب قد اخترعوا هذه البوصلة المتقنة ونقلوها الى بحارة المتوسط“!. ص 53 و54 المستطرف الصيني – هادي العلوي ط1 سنة 1994.
*جرد مختصر لتاريخ العلاقات العربية الصينية قبل وبعد الإسلام:
1- عرف العرب بلاد الصين في العصر الجاهلي بهذا الاسم. ويسجل أول اتصال بين الصين والمشرق العربي في سنة 97 ميلادي عندما أرسلت أسرة الهان مبعوثا لها الى سوريا “تاتشن”، واسمه “كان يينغ” ووصل المبعوث الصيني إلى تياوتجيه “العراق” ولم يكمل سفره الى الشام بعد أن ثبَّطهُ وأخافه محتلو العراق آنذاك “الفرس البارسيون/ البارثيون” قبل الساسانيين من التوجه شمالا. ومن كتاب “لطائف المعارف” للثعالبي قوله إن أهل الصين يقولون (جميع الأمم ما عدانا عميان إلا أهل بابل فإنهم عور)، وهو قول لا يمكن ترجيحه بحساب السياق الحضاري.
2- سنة 226 م وصل تاجر سوري اسمه تشين لون الى الصين وزار الإمبراطور، وطلب منه هذا الأخير تقريرا يعرِّف به ببلده ففعل. ويصعب إرجاع اسم التاجر الى أصله العربي ومعرفة هل هو آرامي أو نبطي أو عربي.
3- هناك إشارات في المدونات العربية القديمة / مروج الذهب للمسعودي مثلا، الى وصول مواخر صينية الى شواطئ بلاد العرب في العصر الجاهلي / القرن الخامس الميلادي. وإشارات الى وصولها الى وسط العراق نهريا.
4- تزامن ظهور الإسلام مع بداية أسرة تانغ (618 -907)، والعصر الإسلامي يبدأ في 622 م. وسمعت أسرة تانغ بظهور النبي محمد بعد ذلك بثلاثين عاما.
5- تسجل المصادر الصينية أول اتصال مع العرب المسلمين بوصول وفد في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان بين عامي 650 و651م. ولكن المؤرخ الصنين المسلم محمد مايي يو (ت 1961)، يرجح أن أول اتصال تم في عهد النبي، ويذكر في كتابه ” تاريخ عام للمسلمين في الصين” أن النبي محمد أرسل أربعة من أصحابه الى الصين للتبشير بدعوته. وكان أسنُّهم يدعى وقاص وتوجه الى كانتشو “كانتون” وبنى فيها مسجدا، فيما ذهب الثلاثة الاخرون الى مدينة تشوانتشو ” مدينة الزيتون”. وفي هذه المدينة ثلاثة قبور كتب عليها أنها لأصحاب النبي. ويقول ما يي يو إن وقاص هو سعد بن أبي وقاص، وانه عاد الى الحجاز، ويفترض أن الضريح الموجود له في الصين هو مقامه لا قبره، وحجج مايي يو غير نافذة ” غير راجحة” ولم يرد ذكرها في مصادر السيرة النبوية ولكن الرواية التي انطلق منها تدعو إلى التفكير، فربما كانت المهمة سرية.
6- وفي أواخر الخلافة الأموية بدأ استيطان عربي في العاصمة الإمبراطورية تشانغ آن، وأسس أول مسجد فيها سنة 742 م، ويسمى مسجد مدينة شيان ولا يزال قائما داخل أسوارها القديمة بعد تجديده وتوسيعه في العهد الاشتراكي الماوي وهو أحد أضخم مساجد الصين، التي يتجاوز عددها أكثر من 35 ألف مسجد اليوم، وفي عام 1956، أي بعد ست سنوات من تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أُعلن المسجد موقعاً تاريخياً وثقافياً محمياً على مستوى مقاطعة شنشي، وتمت ترقيته لاحقاً إلى موقع تاريخي وثقافي كبير محمي على المستوى الوطني عام 1988. ولا يزال المسجد يستخدم مكانا للعبادة من قبل المسلمين الصينيين، كما أنه يستقبل السياح والزوار يومياً، وتجاوز عدد زواره 10 ملايين زائر من 100 دولة حول العالم.
*المصدر: مختصرات من الباب الرابع/ الصين والإسلام، من كتاب ” المستطرف الصيني/ هادي العلوي” ص 282 وما بعدها.
*
كيف أنجد العباسيون الإمبراطور الصيني سو تسونغ بفيلق فرسان منتخبين ذوي سيوف باترة!
7- هناك اتصال آخر بين المسلمين والصينيين في عهد الخليفة عثمان، وهو ثابت ومدون في السجلات التأريخية لأسرة تانغ الإمبراطورية المعاصرة له. وينبغي أن يكون للوفد علاقة بلجوء ابن كسرى يزدجرد وتعيينه ضابطا في الحرس الإمبراطوري وسمح له ببناء معبد زرادشتي له ولأهله وحاشيته. ولم يرد خبر هذا الوفد أيضا في مصادرنا العربية.
8- وقبل بعثة عثمان، كانت وفادة الراهب الموصلي المسمى أو لو بين عام 635 وأوائل عهد عمر بن الخطاب. وكان الغرض وضع حجر أساس للتبشير المسيحي النسطوري في الصين، واستقبله الإمبراطور تاي تزونغ الثاني وسمح له ببناء كنيسة وهي أول كنيسة مسيحية في الصين.
9- وفي زحف المسلمين نحو الشرق وصلت جيوش قتيبة بن مسلم الباهلي إلى مشارف الصين ودخلت مدينة “كاشغر” وفي تاريخ الطبري تفاصيل ما حدث في هذا الخصوص من مفاوضات واتفاقات بين المسلمين والصينيين.
10- وفي عهد أبي جعفر المنصور العباسي طلب إمبراطور الصين سو تسونغ من الخليفة العباسي المساعدة العسكرية لإنقاذ عرشه من تمرد داخلي. ووصلت قوة منتخبة بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف فارس. وكانت القوة مزودة بسيوف قاطعة لم يسبق للصينيين أن استعملوها، وانضمت القوة الى الحرس الإمبراطوري – في المعركة ضد القوات المتمردة – ودحرت المتمردين وانتحر قائدهم الامبراطور مغتصب العرش. ويذكر المؤرخ “ويغر” أن مثل هذه النجدة قد تكررت في مجرى العصور. وقد قرر أفراد الفيلق العباسي المقاتل البقاء في الصين بعد انتهاء مهمتهم وتزوجوا من صينيات. وقد تمت النجدة في الخفاء – ولم ترد في المصادر العربية- لأنها مخالفة للشرع الإسلامي الذي لا يجيز للمسلم الدفاع عن الكافر إلا إذا كان من أهل الذمة “والصينيون لم يكونوا أهل ذمة فقهيا“.
11- تناقل الصينيون أخبار السيوف العربية القاطعة فاستخدمها شاعر الصين الأعظم دو فو في تشبيهاته الشعرية فقال في قصيدة له: لا يقاربه في حدته إلا سيوف العرب.
12- مع احتدام الصراع السياسي والاجتماعي في الدولة الإسلامية صارت الصين والهند محطة لجوء للمعارضة الإسلامية. وتكونت جاليات إسلامية ضخمة من العرب والترك والفرس في مدن الجنوب الصيني أكبرها في مدينة كوانتشو “كانتون”. وزادت كثيرا على مئة ألف نسمة. وتعرضت الى مجزرة عام 879م. وكادت المدينة تخلو منهم. ويغلب على ظني أن الدافع الى هذه المذبحة رد فعل اجتماعي “طبقي” أكثر منه قومي لأن الجالية المسلمة كانت تشتغل في التجارة وجمعت ثروات طائلة قد تكون أثارت الجمهور الصيني، أما الإمبراطور لم يتدخل فيها.
*أحد أحفاد الإمام علي يحكم مقاطعة يون نان الجرداء قبل 7 قرون ويحولها إلى جنات خضراء:
13- في أسرة يوان المغولية صار للمسلمين من العرب والفرس والأتراك حضور كبير كما وصل اليهود من العالم الإسلامي وبنوا أول كنيس يهودي في الصين عام 1227م. وكان قوبلاي خان الذي احتل الصين وأسس أسرة يوان قد اتخذ من رجل مسلم يدعى أحمد كبير كبيرا لوزرائه. وكان هذا الشخص طاغية ساهم في اضطهاد الصينيين وسبب استياء واسع في أوساط الهانيين بالخصوص، فدبر له الصينيون خطة ناجحة لاغتياله.
14- يرجع أول اتصال طبي بين الصين والمسلمين إلى أيام الرازي عن طريق طالب صيني تعلم على يديه ولما أراد الطالب الانصراف طلب من معلمه أن يملي عليه كتب جالينوس الستة عشر فكتبها بطريقة تسمى عندهم ” المجموع” وهي نوع من الكتابة الاختزالية وهي طريقة متبعة حتى الآن.
15- وساهم المسلمون في المجال العسكري في الحكم المغولي وكانت لهم اليد الطولى وطوروا مدى المدافع الصينية البارودية.
16- العلويون في الصين: السيد الأجل هو لقب العلويين (المنتسبين الى نسل الإمام علي بن أبي طالب) في آسيا الوسطى، وورد اسم أحد كبرائهم باللغة الصينية باسم “سي ديان تشي تشو إن سي دين إي أمر”، (السيد الأجل شمس الدين عمر) الذي وصل الصين قبل سبعة قرون في بداية القرن الثالث عشر الميلادي. وانتدب السيد لإدارة مقاطعة يون نان جنوب الصين، وهي تفوق مساحة بريطانيا. يقول العلامة جوزيف نيدهام أنه عندما زار يون نان لأول مرة سنة 1942 أثارته الأشغال المائية التي أقامها السيد الأجل في حوض كونمينغ عاصمة المقاطعة. وكانت المقاطعة حين وصلها السيد الأجل خربة تعيش نهب الفيضانات والجفاف المتناوبين وخلال ست سنوات قام السيد الأجل بما يلي:
*نظم أهل المقاطعة لتعلم الحراثة والبذار.
*شرع في بناء الخزانات والسدود للحماية من الفيضانات والوقاية من الجفاف.
*عبأ الجيش لاستصلاح الأراضي ثم وزعها على ستة عشر ألف عائلة لاستزراعها.
*استصلح أراض طمرتها مياه الفيضانات مساحتها 250 كيلو متر مربع وحول إليها مياه نهرين وشغل ألفي عامل لبناء السدود والمسنيات فصارت جنائن تزرع الغلال الغذائية والاقتصادية.
*طور صناعة النسيج ومنها النسيج الحرير.
*أصلح النقل البري والمائي.
*بنى المدارس وطرق وجسور ومراكز البريد.
وحين توفي السيد الأجل خرج أهل يون نان يبكون وينوحون عليه في الشوارع وأحاطوا أسرته بالحب والرعاية، ويبلغ عدد المنتسبين الى أسرة السيد الأجل سبعة عشر ألف شخص في الصين اليوم. وقد تعرض المسلمون في يون نان الى الاضطهاد بعد طرد الاحتلال المغولي من قبل أسرة مينغ كمتعاونين مع المحتلين المغول ولكن مينغ لم يتطرف في هذا المنحى فإلى جانب روح التسامح الصينية مع الأجانب كان هناك حاجة إلى كفاءات هؤلاء المسلمين القادمين من مواطن حضارة راقية.
*المصدر: مختصرات من الباب الرابع/ الصين والإسلام، من كتاب ” المستطرف الصيني/ هادي العلوي” ص 282 وما بعدها.
كلمات متبادلة في العربية والصينية: أخذ العرب اسم الصين من “تشين” الفارسية، ويرى البعض أنها من اسم الأسرة الأولى التي وحدت الصين واسمها اسرة ” تشين”. وهذا الاسم قريب من اسم الصين في اللغة الصينية وهو ” تشوان غوا” وتعني حرفيا الدولة المركز. واستعمل العرب إلى جانب اسم ” الصين” اسم ” بلاد الخُطا” من خوتان وهو اسم إقليم في شمال الصين، وهو أيضا اسم الصين في اللغة الروسية. وكتبه ابن بطوطة بلاد “خُتن“.
وسمى الصينيون العربَ القدماء “تاشي”، وهي من تازي بالفارسية التي سمى بها الفرسُ العربَ القدماء وهي من طائي نسبة الى قبيلة طي العربية الكبيرة (أي أن كل عربي عندهم طائي لأن قبيلة طي كانت بحجم شعب).
وكلمة ” تياوتجيه” تعني العراق بحسب الباحث الكبير في “الصينيات” جوزيف نيدهام، وبعض الباحثين قالوا بل تعني سوريا. ولكن سوريا لها اسم آخر في الصينية هو تاتشين ثم تغير إلى “فولين“.
أما بغداد فاسمها في الصينية ” شيا بودا”. كما عرَّبَ العربُ اسم مدينة خانتشو وتلفظ أحيانا خانتسو، وصارت اسم علم ممن حملنه الشاعرة الخنساء.
أما بكين كان العرب يسمونها: خان بالُق، بضم اللام. واسمها الصيني اليوم بيجينغ وتعني حاضرة الشمال. ومن الكلمات المتبادلة بين اللغتين العربية والصينية أدرج هذه الأمثلة من المصدر سالف الذكر:
وادي = في اللغة الصينية بذات المعنى وتلفظ بمقطعين وا – دي
نبات الحلبة = خو لو با، بذات المعنى
زال = زو –لا، بذات المعنى وقد تكون من المصادفات
خلاص = خلا ، بمعنى انتهى
حذاء = تلفظ في لهجة كانتون خا –زي وفي لهجة بوتونخوا تعني طفل والمعنى الأول أرجح أن يكون من أصل عربي.
ولدى المسلمين الصينيين نجد كلمات عربية تربو على خمسين كلمة مما يمس أمور الدين والثقافة الإسلامية ومنها:
حرام = حا –لا – مو
محتسب = مو –ها – تا- سي –بو
مفتي = مو –فو – تي
أما في القاموس العربي المنطوق والمكتوب فنجد الكلمات الصينية التالية:
جندي = تلفظ في الصينية جون – دوي
يوان = المحل والمبنى وكلمة إيوان معربة عن الفارسية ولعل الفارسية أخذتها من الصينية.
مَي = اسم فتاة معروف عند العرب منذ العهد الجاهلي وتعني الجمال. وكانت حبيبة الشاعر النابغة الذبياني اسمها مي.
شاخة = تستعمل في اللهجة العراقية بمعنى الساقية التي تأخذ من الجدول دون الساقية الآخذة من النهر مباشرة.
تشوله / چولة = في اللهجة العراقية بمعنى البرية / في تنويمة الأطفال (عدوك عليل وساكن الچول)
تِمَّن= الرز، تلفظ باللهجة العراقية والخليجية بكسر التاء وتشديد الميم، ولتفظ في الصينية “تامي” وفي جزيرة هاينان الصينية تلفظ بلفظها العراقي “تِمَّن“.
تشالغي = الغناء وتلفظ بالصينية تشانغه.
دان، دانة = قنبلة
أوظة في عامية بلاد الشام = غرفة
تشينكو = صفائح الحديد أو الزنك في اللهجة العراقية، مؤلفة من تشين أي الصين وكو أي صحيفة فتكون الصحيفة الصينية.
كاغد = العملة الورقية والورق عموما باللهجة العراقية وكتب عنها ابن بطوطة كعملة ورقية الآتي (ذكر دارهم الكاغد التي بها يبيعون ويشترون: وأهل الصين لا يتبايعون بدينار ولا درهم. وجميع ما يتحصل ببلادهم من ذلك يسبكونه قطعا. وإنما يكون بيعهم وشراؤهم بقطع كاغد كل قطعة منها بقدر الكف مطبوعة بطابع السلطان. وتسمى الخمس والعشرون قطعة “بالشت” وهو بمعنى الدينار عندنا. وإذا مضى إنسان إلى السوق بدرهم فضة أو ينار يريد شراء شيء لم يؤخذ منه ولا يتلفت إليه حتى يصرفه بالبالشت ويشتري به ما أراد.
ومن الأسماء العربية التي وردت في سجلات أسرة تانغ الإمبراطورية ضمن معلومات تاريخية نجد:
مو خو مو = هبيرة بن المشمرج رئيس الوفد العربي إلى إمبراطور الصين الذي بعثه قائد الفتوح على جبهة الصين قتيبة بن مسلم الباهلي/ وردت تفاصيلها في تاريخ الطبري أحداث سنة 96 هـ 715م.
سي ديان تشي تشو سي دين إي مر = السيد الأجل شمس الدين عمر وهو عميد الأسرة العلوية في آسيا الوسطى؛ وقد قام بمآثر كبيرة حوَّل بها مقاطعة يون نان – تزيد مساحتها على مساحة بريطانيا – إلى مقاطعة مزدهرة وقد خصصنا له وقفة في فقرة سابقة/ ج4.
إي جي = يحتمل أن يكون الخليفة يزيد الناقص الذي ثار على ابن عمه الوليد بن يزيد وقتله.
خي يي تاشي = ذوو الملابس السوداء أي العباسيون لارتدائهم الملابس السوداء وكان اعداؤهم يسمونهم “المسوِّدة“.
موهان = الأمويون
ميدي = الخليفة العباسي المهدي
كالون = هارون الرشيد
تن جن؛ تحولت لاحقا الى جن تجو = الله عند المسلمين، وتعني الكلمة حرفيا “رئيس المسلمين”، إذ لا وجود لمرادف لكلمة الله في اللغة الصينية لعدم وجود ديانات سماوية في حضارتهم. وتحولت الكلمة إلى مرادف لكلمة المسلمين في اللغة الصينية المعاصرة فلو ترجمنا اسم “حز ب الــله” إلى الصينية لكان ” تشن تجودان = حزب رئيس المسلمين“!
المصدر: ص 22 إلى 25 وما بعدها المستطرف الصيني – هادي العلوي ط1 سنة 1994.
مقولات وحَكم وأمثال صينية:
ملاحظة للمؤلف “لغة التاويين جامحة، غير بسيطة، ولا منضبطة بقوانين المنطق. وينبغي فهمها كنمط بلاغي يجمع بين الرمز الفلسفي والبلاغة الأدبية“.
1–اللون الأصفر الذي يوصف به الصينيون ليس بسبب لون بشرتهم بل بسبب اللون الأصفر للأزياء الرسمية والرايات الإمبراطورية القديمة. وبهذا المعنى قال الشاعر العربي القديم كشاجم (ولد في الرملة بفلسطين وعاش في حلب في عهد الدولة الحمدانية وعاصر سيف الدولة ووالده عبد الله) قال يصف البطيخ:
وزائرٌ زارَ وقد تعطرا
أسرَّ شهداً وأذاعَ عنبرا
ملتحفاً للصينِ ثوباً أصفرا
2– شون تسه: شعر أم فلسفة؟
الماء والنار لهما أرواح لطيفة وليست لهما حياة.
الزروع والأشجار لها حياة وليس لها إدراك.
الطيور والحيوانات لها إدراك وليس لها إحساس بالعدل.
الإنسان يملك هذا أجمع، ومن هنا فهو سيد الكائنات.
3–الفيلسوف تشوانغ تسه، أرسل إليه ملك دولة “وَي” مبعوثين مع هدايا ليدعوه إلى بلاطه. فتضاحك الفيلسوف ثم قال لهم:
اغربوا عني. لا تدنسوني. أنا أفضل التمتع بإرادتي الحرة.
4– المحافظ (الأصولي السلفي) هو كمن يحاول ترهيم الوتد المربع على الثقب المدور). من التوهج العظيم
5– الحروب المستديمة تستنفد الشعب.
الانتصارات الدائمة تجعل السادة يسكرون بالفخر.
والمزيد من الفخر هو المزيد من استنزاف حيوية الشعب في حروب مزهوة. التوهج العظيم
6– الشجاع الحاد المزاج هو إما قاتل أو مقتول
أما الشجاع الحليم فهو الذي يصون الحياة دوما / التاو
7– سأل المريد تسو كونغ معلمه كونفشيوس: ماذا تقول عن الناس الذين يحبهم جميع أبناء قريتهم؟
فأجاب: هذا لن يكون
وماذا عن الناس الذين يكرههم جميع أبناء قريتهم؟
فأجاب: هذا لن يكون. إنهم لم يمتلكوا بعد سجايا الناس الذين يحبهم الأخيار ويبغضهم الأشرار.
ويضف العلوي قولا مشابها في المعني للفقيه العربي المسلم سفيان الثوري قال: إذا رأيت المرء محبوبا في أقرانه محمودا في جيرانه فاعلم أنه مداهن… يعني أن من يحبه جميع الناس فهو مساوم، وقال شاعر عربي قديم:
لا خير في عيش من يحيا وليس له
ذوو ضغائن لا تخفى وأحقاد.
8–الفضيلة يتلفها حب الشهرة
المعرفة تأتي إلى الوجود من وراء الخصومة/ تشوانغ تسه
9– أن تموت دون أن تهلك
يعني أن تكون أبدي الحضور.
*الخَيِّرُ بحق لا يعرف أنه خَيِّر
ومن هنا فهو خَيِّر
المعتوه يحاول أن يكون خيِّراً
وهو لذلك ليس خيِّراً / من كتاب التاو
10–إذا كانت مواهب الإنسان أكبر من ثقافته كان جلفا.
وإذا كانت ثقافته أكبر من مواهبه كان مكابرا.
وإذا تساوت ثقافته مع مواهبه فهو الإنسان الأكمل/ كونفشيوس
11– حكم وأمثال صينية غابرة
–الورقة الخضراء تحجب عنه جبل تاي شان.
(تضرب لمن تشغله توافه المور)
–لا تستطيع ولو أربعة خيول أن تطارد كلمة تخرج من الفم
–كل محب يرى حبيبته شي شي
(شي شي من رموز الجمال الأنثوي في الصين)
–عندما يتداعى الجدار يتدافع الناس لإسقاطه.
–تجرع النصيحة التي لا تعجبك كما تتجرع الدواء
–الأخلاق لا فعل لها عند ورود المصلحة
–يذبح الديك ليخيف القرد
(يضرب لمن يقتل الأبرياء ليخيف المجرمين)
–في الفم عسل وفي القلب سيف
(يضرب للمنافق ذي الوجهين/ بما يذكر بالمثل العراقي: بالوجه مراية وفي الظهر سلّاية)
–يحاول التقاط القمر من قعر البحر
(يضرب لمن يطلب المستحيل).
12–لتغذية القلب لا يوجد أفضل من تقليل الرغائب. منشيوس
مقولة منشيوس هذه تذكرنا بمقولة أحد أقطاب التصوف الإسلامي التي تعرف الإنسان الحر بأنه (مَن لا يملكُ شيئاً لا يملكه شيءٌ) ع.ل.
المصدر: من تضاعيف كتاب “المستطرف الصيني” وخاصة من الفصل المعنون “مختارات” ص 220 وما بعدها.
*الصورة للراحل هادي العلوي بين مجموعة من طلابه الصينيين في معهد اللغات الأجنبية ببكين (يسمى الآن جامعة الدراسات الأجنبية) حيث أشرف على طلاب الدراسة العليا وساعد الأساتذة الصينيين في التأليف والبحوث، وكان من الأعمال التي ساهم في إنجازها “قواعد تطبيقية للغة العربية” بأجزائها الأربعة التي صارت فيما بعد مرجعا أساسيا لدارسي العربية في الصين.