صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

التربية تكشف عن مبرراتها لتطبيق “الدوام الحضوري” وآليتها لفك الاكتظاظ

جاءت بداية الفصل الدراسي الثاني في العراق مختلفة، بعد تطبيق وزارة التربية لـ”الدوام الحضوري”، بدلا من التعليم الالكتروني، في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، إذ تعزو الوزارة ذلك الى عدم حصول شريحة التلاميذ في المرحلة الأساسية على “التعليم بشكل

جاءت بداية الفصل الدراسي الثاني في العراق مختلفة، بعد تطبيق وزارة التربية لـ”الدوام الحضوري”، بدلا من التعليم الالكتروني، في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، إذ تعزو الوزارة ذلك الى عدم حصول شريحة التلاميذ في المرحلة الأساسية على “التعليم بشكل جيد”، مع مراعاة “فك الاكتظاظ” بعدم اشراك الصفوف الأخرى.

ويقول المتحدث باسم وزارة التربية حيدر فاروق في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الدوام الحضوري للكورس الثاني، بدأ بعد أخذ الموافقات من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، على ان يكون يوميا للصفوف الاول والثاني والثالث الابتدائي وكذلك المراحل المنتهية”.

ويضيف فاروق ان “ستة صفوف ستؤدي الدوام الحضوري، وهو ما يخلق جوا من التباعد البدني بالنسبة للطلبة”، عازيا أسباب ذلك الى أن “تلك الشريحة من الطلاب لم تتلق التعليم بشكل جيد وخاصة المهارات الاساسية التي من المفترض ان يتلقاها التلميذ خلال العملية التربوية المبكرة، من رسم الحروف ونقطها والجمع والطرح، اضافة الى ان هذه المراحل الاولية لم تتلق هذه الامور بشكل جيد خلال العام الماضي والحالي، لاسيما وان التعليم الالكتروني لا يمكنه ايصال تلك المهارات”.

ويؤكد أن “المراحل المنتهية بحاجة الى أن يأخذ الطالب معلومات قيمة تؤهله للانتقال من مرحلة الى أخرى، إضافة الى أن الاسئلة وزارية وموحدة لكل الطلبة، فهنا يجب ان يتساوى الجميع بفرص التعلم واخذ المادة بشكل كامل”، مضيفا ان “الاجراءات هي كما تم العمل بها سابقا، من التعقيم وتعفير الصفوف والتباعد البدني اثناء الجلوس داخل الصف وارتداء الكمامات، وذلك باشراف من لجان تابعة لوزارة الصحة”.

وبشأن مشكلة اكتظاظ الصفوف، يوضح فاروق أن “مشكلة اكتظاظ الصفوف بالطلبة تمت معالجتها، حيث ان طلبة الرابع والخامس الابتدائي غير مشمولين بالدوام الحضوري، وبالتالي فانه تم استغلال صفوفهم وتخصيصها للمراحل الاخرى وهنا سنحقق التباعد الاجتماعي بصورة جيدة، وهذا الامر ايضا يعود الى ادارات المدارس وتقسيمها للدوام الذي سيكون لكل صف يومين بالاسبوع”.

وينوه الى ان “التعليم الالكتروني صعب على المجتمع العراقي، كونه تجربة جديدة، لكنها وبعد مرور سنة بدأت تعطي بعض الثمار وبدأ الطالب يبحث عن المعلومة من خلال مواقع التواصل المتاحة، اضافة الى التواصل مع المعلمين والتلفزيون التربوي بشكل مباشر وتفاعلي”.

 

ومنذ بدء العام الدراسي الحالي، اعتمدت الوزارة على التعليم الالكتروني وبواقع دوام يوم واحد في الاسبوع بشكل تفاعلي، وقسمت ايام الاسبوع على عدد المراحل الدراسية في كل مدرسة، في وقت كان معدل الاصابات بفيروس كورونا اقل من المعدل الحالي الذي بلغ 8 الاف اصابة يوميا.

الى ذلك، يبين مدير احدى المدارس الكرفانية هادي الشمري، في حديث لـ”العالم الجديد”، أنه “تم تقسيم الدوام بحسب اعداد الصفوف، على سبيل المثال ان الصف الثاني الابتدائي يبلغ عدد طلابه 70 طالبا، لذلك تم تخصيص يوم واحد لهم فقط”.

ويضيف الشمري، أن “نظام تقسيم الكادر التدريسي لدينا يتم وفق عدد الصفوف، حيث ان الصف الاول والذي تم تقسيمه الى ثلاثة شعب لكل شعبة 15 طالبا، وبالمقابل فان المعلم يعطي المادة لكل صف بشكل منفرد”، مبينا ان “غالبية صفوفنا بكل صراحة غير صالحة للتعليم كونها متعبة جدا وفاقدة لجميع الخددمات وهي عبارة عن كرفانات”.

ومنذ عام 2019 ولغاية الان، شهد التعليم في العراق إرباكا كبيرا، بداية مع انطلاق تظاهرات تشرين الأول اكتوبر التي امتدت حتى منتصف عام 2020، ومن ثم بعد ذلك جائحة تفشي فيروس كورونا، التي أوقفت العملية التعليمية ليس في العراق، بل في أغلب دول العالم.

إقرأ أيضا