مرت يوم الجمعة الماضية، الذكرى السنوية العاشرة لاعتقال صدام حسين، والذي يبدو ان عددا قليلا جدا من الناس كان يود ان يحتفل بها خلال هذه الايام.
وتقول صحيفة التلغراف البريطانية في تقرير للصحفي كولين فريمان انه، بالنسبة لمعظم الأميركيين، هو تذكير بخطأ مسألة غزو العراق، التي أفقدت العديد من العراقيين الأمن والسلم.
وتستدرك الصحيفة \”بالرغم من فقدان الأمن والاستقرار، إلا أن هناك رجلا يحب أن يذكر نفسه كل يوم بهذه الذكرى وهو موفق الربيعي، السياسي العراقي الذي كان حاضرا عندما تم اعدام صدام في وقت لاحق\”.
ففي غرفة المعيشة داخل منزله في بغداد، يضع تمثالا لرأس صدام مع الحبل الأصلي الذي استخدم في عملية الشنق وهو ملفوف حول عنقه.
إذ تنقل الصحيفة البريطانية عن موفق الربيعي قوله في حديث للصحفي كولين فريمان خلال رحلته الى بغداد لإعداد التقارير، الاسبوع الماضي، ان \”الغرض منه لاستذكار الفترة السابقة في عهد الدكتاتور وظلمه للشعب، وكيف ينبغي لنا أن لا نسمح بتكرار الخطأ مرة أخرى\”، مضيفا \”لا بد لي من القول، انها ليست من الزخارف التي سأختارها لتزيين غرفتي، لكنها واحدة من التذكارات القليلة لصدام في العراق\”.
ويشير الكاتب فريمان الى انه \”عندما تم القبض على صدام حسين، كنت أعمل بالقطعة في العراق آنذاك، وكنت واحدا من بين مئات الصحفيين الذين يتسابقون للحصول على السبق الصحفي والخبر الحصري بعد أن سمحت لنا القوات الاميركية المبتهجة بالنزول في \”حفرة العنكبوت\”، حيث عثر عليه قرب مسقط رأسه تكريت\”.
وحتى خلال الرحلة الى تكريت في شباط فبراير الماضي، عدت (والحديث لفريمان)، إلى المنطقة لأرى المكان من جديد، إلا أن مالك الأرض الذي كان يواجه مشاكل مع الحكومة العراقية، ذكر لنا انه غير مسموح بالتصوير ووجود المصورين بالقرب من ذلك المكان.
والشيء نفسه ينطبق على ضريح صدام والعائلة بالقرب من قريته العوجة، حيث دفن بالقرب من ابنيه عدي وقصي، وخوفا من ان يصبح مزارا لموالي صدام، قامت السلطات العراقية بعدم السماح للصحفيين من زيارة أو تصوير ذلك المكان.
ويلفت التقرير الى أن \”هناك شيئا واحدا في العراق لم يختف منذ وقت القبض على صدام وهو العنف، فعندما تم القبض عليه، كان من المتوقع على نطاق واسع أن تكون ضربة لحركة التمرد، المتكونة أساسا من المتشددين من انصار صدام حسين\”.
لكن على العكس من ذلك (تضيف الصحيفة)، فقد ازدادت الأمور سوءا، حيث أن بعض العراقيين كانوا يقاتلون من أجل إعادة نظام صدام ووصوله إلى السلطة مرة أخرى، إلا أنهم انضموا فيما بعد الى مسلحي تنظيم القاعدة، الذين كانوا يتحركون في ذلك الوقت للجهاد ضد الولايات المتحدة بأجندة طائفية ضد الشيعة العراقيين.
ويذكر فريمان، إن \”حالة العنف قد تراجعت منذ ذلك الحين، حيث بلغت ذروتها 3 الاف حالة وفاة لكل شهر خلال الحرب الأهلية بين السنة والشيعة في 2006 – 2007، وتراجعت الى 200 حالة وفاة في الشهر لعام 2010\”.
أما الآن كما يضيف الصحفي البريطاني، فقد تزايدت أعداد الوفيات إلى ما يقارب الـ 1000 في الشهر الواحد، بعد عودة تنظيم القاعدة لمزاولة نشاطه في العام الماضي.
ويختم فريمان تقريره بالقول \”في مدينة العوجة حيث قرية صدام ومنزل عائلته، قال احد السكان المحليين لصحيفة التلغراف انه يمكنك ان ترى وجه صدام في القمر، لكني أظن أنه إذا ما نظر صدام الى العراق في الوقت الراهن، فإن من المرجح أن ترتسم ابتسامة ماكرة على وجهه\”.