التيار الصدري يخشى انقلابا عسكريا وشيكا بقيادة المالكي.. ومصدر حكومي: الخصومة السياسية وراء مزاعمه

انخفض مستوى التهديد باقتحام المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم المكاتب الحساسة للحكومة العراقية، فضلا عن الوكالات الأمنية المرتبطة برئيس الوزراء، وسفارات أجنبية مهمة، إلى التهديد \”العادي\” المحتمل بعد كل هجمة تشنّها جماعات القاعدة في العاصمة بغداد، غير أن الإجراءات الأمنية لم تخف حدتها، رغم أن تحذيرات السفارة الأميركية في بغداد تراجعت بعد إعادة فتحها مجددا.

وزادت المخاوف \”الحقيقية\” من اقتحام المنطقة التي توصف في التقارير العالمية بـ\”الدولية\” بعد نجاح تنظيم \”الدولة الإسلامية في العراق والشام\” باقتحام سجن أبو غريب في 21 تموز المنصرم، وتهريب أكثر من 500 معتقل أغلبهم من الجيلين القاعديين الأول والثاني.

الإجراءات المشددة في \”الخضراء\”، والتي فرضها القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي)، أثارت مخاوف الحلفاء والخصوم السياسيين على حد سواء، بعد \”تسريبات\” غير مؤكدة عن نية المالكي إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلس النواب، والذهاب الى حكومة أمنية، وهو ما نفاه ائتلاف المالكي، كون \”فرض حالة الطوارئ يحتاج الى موافقة ثلثي مجلس النواب\”.

من جانبهم، كشف نواب، عن أن المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد تشهد إجراءات أمنية مشابهة للإجراءات التي تشهدها المناطق الساخنة، ولفتوا إلى وجود العشرات من نقاط التفتيش الثابتة والمفاجئة، واعتبروا أن هذه الإجراءات تجري بإمرة المالكي شخصيا، ولاحظوا اهتمامه الكبير بحماية السلطة في موازاة ضعف في حماية المواطنين.

غير أن زوارا للمنطقة الخضراء، ومصادر أخرى، أبلغوا \”العالم الجديد\” أمس الأول (السبت)، أن هناك إجراءات أمنية غير مسبوقة داخل المنطقة المحصنة، والتي يصعب اختراقها دون تواطؤ من الداخل، تمثلت بإقامة سيطرات، وحواجز تفتيش بكثافة في شوارع وطرق المنطقة كافة، بما يشبه حالة الاستنفار العام.

وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية، نقلت عن مصدر أمني عراقي لم تذكر اسمه، في 14 أب الحالي معلومات بوجود مؤامرة كبيرة نهاية الشهر، يخطط لها حزب البعث المنحل بقيادة عزة الدوري، ومساندة تنظيم القاعدة، تتضمن اغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي، وقيادات في حزب الدعوة والتحالف الوطني، إضافة الى تحريض الشارع العراقي، مشيرة الى أن المؤامرة ينفذها مندسون داخل القوات المسلحة، بالتعاون مع الحزب الإسلامي، والحوار الوطني، وحاتم السليمان، والمدان بالإعدام طارق الهاشمي، فضلا عن دعم أجهزة المخابرات التركية والسعودية والقطرية، فيما تضمنت المعلومات هواجس وشكوك حول علم الولايات المتحدة الأميركية بتلك المؤامرة.

وكشفت \”العالم الجديد\”، الثلاثاء الماضي، عبر مصادرها المطلعة، عن أن \”التقرير الذي نشرته الوكالة الايرانية، كان منقولا عن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن السنيد، في محاولة من قبل ائتلاف دولة القانون لإسكات المرجعية الدينية عن انتقاداتها التي توجهها لرئيس الوزراء، واشغالها عن تشخيص الأخطاء، وإخافة الخصوم السياسيين\”.

غير ان ائتلاف المالكي أعلن أن هذه الاجراءات تأتي لحماية العملية السياسية \”أمنيا\”، وضمن خطة مسك الأمن في البلاد بعد التدهور المريع، وتطابقا مع تصريح المالكي الذي سربته \”العالم الجديد\” في 7 أب الحالي، من غرفة عمليات حملة \”ثأر الشهداء\” خلال حديثه مع القادة الأمنيين بأن \”جميع القوات العسكرية في بغداد والمحافظات مستنفرة، ووضعت في حالة الهجوم الكاسح\”، بما في ذلك المنطقة الخضراء.

غير أن التيار الصدري الذي تحول الى أكبر خصوم المالكي من بين حلفائه الأكثر نفوذا في \”التحالف الوطني\”، يشكك في نوايا رئيس الوزراء الأمنية، ويجد فيها مبالغة، لجهة فرض \”سياسة أمر واقع\” على الشركاء في العملية السياسية.

ويبدي حاكم الزاملي عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، وعضو كتلة الأحرار الذراع البرلماني للتيار في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، تخوفه من \”حصول انقلاب عسكري في العراق\”، مبررا مخاوفه بأن \”هناك بعض الخطط الأمنية تشكل خطراً محدقاً بالعراق، إذ أن بعض الفرق والضباط والألوية على اتصال مباشر مع القائد العام للقوات المسلحة\”.

ولفت الى أن \”بعض الفرق العسكرية تدخل إلى الخضراء بحجة تحرير المنطقة من الإرهابيين، لكن النتيجة قد تكون انقلابا أو السيطرة على الخضراء أو تصفية بعض السياسيين\”.

وتمتد المنطقة الخضراء على مساحة 10 كلم مربع، حصنتها القوات الأميركية طيلة فترة احتلالها للعراق على مدى 10 أعوام، وعدتها منطقة محرّمة، وأبقت السلطات العراقية بعد الانسحاب تلك التحصينات والخطط الدفاعية.

وردا على اتهامات التيار الصدري، يجد مصدر مسؤول في رئاسة مجلس الوزراء في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”ادعاءات التيار الصدري لا أساس لها من الصحة، فالوضع كما هو عليه منذ سنوات، وليس هناك وجود لفرق وألوية في المنطقة  الخضراء\”.

وعزا المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، مزاعم التيار الى \”الخصومة السياسية المستمرة بينه وبين رئيس الوزراء نوري المالكي\”، مؤكدا ان \”التيار يحاول تشويه صورة المالكي بشتى الطرق\”، مستدركاً \”الانقلاب لم يعد ينفع في هذا الوقت\”.

ويشير إلى أن \”حرب الاغتيالات جارية في العراق منذ عام تقريباً، لاسيما وأن وسائل الإعلام تردد كل يوم خبر اغتيالات قادة في الجيش أو محاولات اغتيال أعضاء في مجالس المحافظات\”.

إقرأ أيضا