بعد خروج المحتل الامريكي احست بعض الاطراف الشيعية ببخس حقها ومصادرة قرارها من قبل الطرف الاكبر. لهذا تحركت باتجاه السنة والاكراد، وتتوج هذا المشروع بمحاولة سحب الثقة من الطرف الشيعي الآخر.
لكن في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، انقلبت المعادلة الشيعية والطرف الذي كان اقل عددا في البرلمان اصبح اكثر في المحافظات. لهذا ائتلفت هذه الاطراف بينها واخذت الحصة الاكبر من الكعكة وحرمت الطرف الشيعي الثاني.
دور السنة والاكراد بالنسبة للشيعة في مجالس المحافظات محدود. لأن مناطق الثقل الحقيقي لكل مكون تقريبا منفصلة عن الاخرى ونقاط التداخل اقل. لهذا المنافسة بين المكونات المختلفة في المحافظات اقل بخلاف البرلمان الذي يتشارك فيه الجميع. وتحصيل العدد الاكبر يمنح الحصة الاكبر من الكعكة العراقية.
الطرف الشيعي الذي رأى نفسه مغبونا هذه المرة، في تشكيل الحكومات المحلية، سارع الى تقبيل اسامة النجيفي ومسعود البارزاني في خطوة استباقية تمهيدا لتشكيل البرلمان. ولهذا نرى بعدها خفُت الخطاب الطائفي من القنوات الرسمية. وقلت الشحنة الطائفية التي ادخلوا الشعب فيها.
بغض النظر عن اهداف ونوايا هؤلاء، لكن ما دام الطرف الشيعي الاضعف يركض خلف السنة والاكراد هذا يشكل صمام امان انهم سوف يمنعون تقسيم العراق للحفاظ على مصالحهم، وان كانت لن تقوم للعراق قائمة بهذه السياسة.
لهذا اتصور أن اي طرف شيعي سيخسر في الانتخابات البرلمانية القادمة، سوف يسارع الى تشكيل ائتلاف مع السنة والاكراد ليشكل اغلبية بواسطتهم او على الاقل للحفاظ على مصالحه.
*كاتب عراقي