في تطور صحي يثير القلق، اتسع مرض الحمى النزفية في العراق، ليشمل محافظات رغم تحذيرات الجهات الطبية من خطورة الحمى النزفية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم تكاثر نواقل المرض، ما يعزز المخاوف من اتساع دائرة الانتشار بشكل أكبر في حال غياب الإجراءات الوقائية الصارمة.
وفي هذا الإطار، أعلنت محافظتي البصرة وكركوك تسجيل إصابات جديدة بالحمى النزفية، وسط إجراءات حكومية لاحتواء المرض.
وقال مدير المستشفى البيطري في البصرة رياض محمد، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “الحملات المكثفة والاستباقية التي أطلقتها كوادر المستشفى والتي بدأت في 6 نيسان 2025 ساهمت بالكشف عن تسجيل إصابة واحدة في مركز المحافظة، وتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لمتابعتها والسيطرة عليها”.
وأضاف محمد، أن “الحملة مستمرة من خلال 24 فريقاً تابعاً للمستشفى البيطري، والتي تعمل على فحص ووقاية المواشي”.
وبين أن “الإجراءات الاحترازية تشمل تغطيس المواشي بمواد مبيدة للحشرات الناقلة لمرض الحمى النزفية”، مؤكداً أن “الوضع تحت السيطرة، ويجري بشكل طبيعي في محافظة البصرة”.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية، اليوم الأحد، بأن كركوك سجلت 4 إصابات جديدة بمرض الحمى النزفية.
وذكرت المصادر لـ”العالم الجديد”، أن “محافظة كركوك سجلت، صباح اليوم، 4 إصابات جديدة بالحمى النزفية في عدد من النواحي”.
وأضافت أن “جميع الإصابات بصحة جيدة وتتلقى العلاج”.
من جهة أخرى، كشف مدير دائرة البيطرة في وزارة الزراعة حبيب الخفاجي، اليوم الأحد، عن الإجراءات الحكومية احتواء المرض ومنع إنتشاره.
وقال الخفاجي في تصريح للصحيفة الرسمية تابعته “العالم الجديد”، إن “الوزارة وزعت شحنات من الأدوية والمستلزمات الوقائية بين المستشفيات البيطرية في المحافظات لغرض حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية”.
وأشار إلى “استمرار الحملة الوطنية الوقائية الربيعية المجانية لتغطيس الأغنام والماعز ورش الأبقار والجاموس وحظائر الحيوانات بمضادات حشرة القراد، للسيطرة على الوسيط الناقل المسبب لمرض الحمى النزفية، إذ تنفذ بمشاركة أكثر من 250 فرقة من الأطباء البيطريين مع تشكيل فرق جوالة، وتستمر حتى نهاية نيسان الحالي”.
ولفت الخفاجي إلى “تفعيل عمل الرقابة والتفتيش بالتنسيق مع وزارات الصحة والبيئة والبلديات والجهات الأمنية ودوائر البيطرة، للحد من الجزر العشوائي ومنع حركة الحيوانات من الأماكن الموبوءة إلا بشهادة صحية تؤكد خلوها من طفيلي (القراد)”.
وأضاف أن “هناك حملات توعية صحية بيطرية لمربي الحيوانات بشأن مرض الحمى النزفية وطرق الوقاية، واتباع جميع الضوابط الصحية للحد من خطورة الأمراض المشتركة”.
وأعلنت وزارة الصحة، أمس السبت، تسجيل حالتي وفاة و14 إصابة بالمرض منذ مطلع العام الحالي، مبينا أن أكثر الإصابات تم تسجيلها للعاملين في مجال المواشي”، داعيا مربي المواشي إلى “مراجعة المراكز الصحية في حال حصول أعراض عليهم”.
جاء ذلك، بعد اعلان دائرة صحة محافظة كركوك، في وقت سابق من اليوم السبت، وفاة أحد كوادرها بمضاعفات مرض الحمى النزفية.
الجدير بالذكر أن العراق سجل العام الماضي 178 إصابة بالحمى النزفية منها 26 حالة وفاة.
ويعتبر مرض الحمى النزفية من أخطر الأمراض الانتقالية المشتركة بين الحيوان والإنسان، حيث أن أعداد الإصابات تسجل ارتفاعا كل عام وبلغت معدل غير معتاد في العامين الأخيرين.
والحمى النزفية، هي حمى فيروسية تنتقل عادة من الحيوانات المصابة للبشر عبر الدماء الملوثة أو اللحوم، مع أن الفيروس يموت عند طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، إلا أنه ينتقل عبر الملامسة للحيوان المصاب ولحمه ودمه إذا ما لم يتخذ الإنسان الاحتياطات اللازمة عند ذلك.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم، وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، والتعب، أو الضعف، أو الشعور العام بالتوعك، والدوار، وآلام العضلات، أو العظام والمفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال.
أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد، أو في الأعضاء الداخلية، أو من الفم، أو العينين، أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان، وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.