الحوار تعد زيارة النجيفي لـ(فاتحة أم قاسم سليماني) استخفافا بدماء العراقيين.. والحل تطالبه باعتذار رسمي لـ(مصافحته يد قاتل)

لم يصدِّق مظهر الجنابي، النائب عن القائمة العراقية، مشاركة أسامة النجيفي، رئيس مجلس النواب، في مراسم تأبين والدة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وظلّ لنحو 7 دقائق يحاول \”تكذيب\” الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن هذه المشاركة. وفيما بارك حامد المطلك، أمين عام كتلة الحوار والتغيير، زيارة النجيفي إلى طهران، وفتح بواب الحوار مع \”الدول المتورطة بإشاعة الفوضى في العراق\”، لفت إلى أن الأجدى بـ\”الساسة العراقيين حلّ الأزمات الداخلية قبل التوجه إلى الخارج\”، لكن الجبهة العراقية للحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك استنكرت الزيارة وعدّتها \”انتهاكاً للسيادة العراقية\”.
وبينما عدت كتلة الحل لقاء النجيفي بسليماني \”استهانة غير مبررة بمشاعر الآلاف من العراقيين\”، عدّ حيدر الملا، القيادي في القائمة العراقية، زيارة النجيفي لسيلماني \”انتكاسا\” للدبلوماسية العراقية و\”انتهاكا\” لسيادة العراق.
بمقابل هذا سارع ائتلاف متحدون إلى القول إن \”حضور النجيفي لمجلس العزاء كان بصفته الرسمية\”.
وفي اتصال لـ\”العالم الجديد\” مع مظهر الجنابي دام نحو 7 دقائق، لم يستطع النائب تصديق الخبر، عاداً إياه ضمن الفبركات الإعلامية وتشويه من \”السياسيين الذين يحاولون خلط الأوراق\”.
وقال الجنابي إن \”زيارة النجيفي لإيران تأخرت 9 أشهر\”، مؤكداً أن \”الحكومة الإيرانية وجهت دعوة الزيارة قبل مدة إلا أن الأوضاع السياسية المتأزمة حالت دون الذهاب\”.
وأشار الجنابي، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، إلى أن \”فتح باب الحوار مع إيران أمر مهم لأنها جارة تتدخل بالشؤون العراقية ويجب وضع حد لتدخلاتها بالحوار المباشر\”، مبيناً أن \”الجهة التنفيذية ليست باستطاعتها التحاور بشكل مباشر مع إيران وأن الجهة التشريعية تملك الجرأة الكافية لحل الأمور\”.
ونفى الجنابي أن يكون النجيفي التقى سليماني، موضحاً أن \”خبر الزيارة كاذب ولا دليل له من الصحة وقد تأكدت بنفسي\”، بحسب زعمه.
وبارك حامد المطلك، وهو أمين عام كتلة الحوار والتغيير، \”زيارات المسؤولين العراقيين إلى دول الجوار من أجل إيقاف التدخلات في الشؤون العراقية وخاصة إيران التي لها يد طولى في العراق\”، و استدرك \”كان الأجدر بالساسة العراقيين عقد اجتماعات (حقيقية) لحل الخلافات فيما بينهم والوصول إلى اتفاقات من أجل إلغاء الأزمات الحاصلة فيما بينهم\”.
ورأى المطلك، في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”الزيارات إلى دول الجوار من دون حل المشكلات الداخلية بين الكتل السياسية لن تؤدي إلى أي حل في الداخل المأزوم\”، لافتاً إلى أن حديثه \”لا يخص النجيفي وحده وإنما جميع السياسيين\”.
واستنكرت الجبهة العراقية للحوار الوطني، التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك، لقاء النجيفي بسليماني.
واعتبرت الجبهة في بيان، تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، أن \”اللقاء خرق للأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية وانتهاكاً للسيادة العراقية واستخفافا بمشاعر ودماء العراقيين التي سالت بأيادي المليشيات المرتبطة بفيلق القدس الذي يرأسه سليماني\”.
وأشارت إلى أن \”ما يحدث في محافظة ديالى من عمليات تهجير للعشائر العربية شاهد ودليل على تورط تلك المليشيات\”، داعية النجيفي إلى \”المحافظة على السيادة العراقية والدفاع عن دماء العراقيين ومواجهة المتسببين بإراقتها بدلا من زيارتهم وتبادل الود معهم\”.
إلى ذلك، اعتبرت حركة \”الحل\”، التي يتزعمها النائب جمال الكربولي، مشاركة النجيفي بمراسم تأبين والدة سليماني، أنه \”تنكر صارخ لدماء العراقيين التي تسفك يومياً بفضل مليشيات وأعوان سليماني في العراق\”.
وأشارت الكتلة في بيان، تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إلى أن \”الزيارة استهانة غير مبررة بمشاعر الآلاف من العراقيين الذين فقدوا أبناءهم وإخوانهم ومعيليهم وأعزاءهم جراء عمليات التفجير والتفخيخ والتقتيل والتغييب والتهجير التي يشرف على معظمها فيلق القدس الإيراني ويتحمل مسؤوليتها الجنرال سليماني وأتباعه\”.
وطالبت \”الحل\” النجيفي بـ\”تقديم اعتذار رسمي لأبناء الشعب العراقي عن مصافحته ليد قاتلهم ومهجرهم ومُيتم أطفالهم (المجرم قاسم سليماني)\”، بحسب البيان.
وفوجئت القائمة العراقية بزيارة النجيفي لمراسم عزاء والدة سليماني، وفقا لحيدر الملا.
وقال الملا إن العراقية \”عدتها انتكاسا للدبلوماسية العراقية وانتهاكا لسيادة العراق واستخفافا بدماء العراقيين، لأسباب كثيرة آخرها تورط الاطلاعات الإيرانية التي يديرها سليماني بعمليات التهجير التي حدثت في ديالى مؤخراً\”، مشيراً إلى أنه \”ستكون للعراقية وقفة جادة لمناقشة هذه الزيارة داخل مجلس النواب العراقي ولكن بعد سماع تبريرات النجيفي أولا\”.
وإثر اللغط الذي دار بشأن الزيارة، سارع ائتلاف متحدون إلى إصدار بيان لتوضيح سبب الزيارة.
وقال الائتلاف في بيان، تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إن زيارة النجيفي الرسمية لإيران تكتسب أهمية استثنائية بسبب ظروف العراق وخاصة الأمنية منها والظرف الذي تمر بها المنطقة بشكل عام\”.
وأشار إلى أن \”الزيارة رغم أهميتها إلا إن البعض وجد في زيارة النجيفي لمجلس عزاء وفاة والدة سليماني فرصة للتشهير والتشكيك واستثارة الرأي العام بطريقة غير مسؤولة تنم عن مواقف غير ودية\”، لافتاً إلى أن \”هناك من يتحين الفرصة من أجل الإساءة للنجيفي ودوره في العملية السياسية وفي تحقيق مصالح العراق وشعبه وتطلعاته\”.
وأكد البيان أن \”حضور النجيفي والوفد المرافق له لمجلس العزاء كان بصفته الرسمية\”.
وأضاف أنه \”بغض النظر عن حضور مجلس العزاء المشار إليه، فإن ذلك لم ولن يمنع السيد الرئيس من بيان رأيه وموقفه الصريح والمعلن للمسؤولين الإيرانيين من طبيعة وحجم دورهم في العراق وتأثيرهم فيه، وبغض النظر عمن يقوم به ويؤديه سواء كان اللواء سليماني أو غيره من المسؤولين الإيرانيين\”.
وتابع \”وهذا بحد ذاته يشكل مقدمة مهمة ودعوة صريحة لإيران لانتهاج سياسة مختلفة تجاه العراق بدرجة أو بأخرى، وذلك ما تقتضيه المصلحة العامة للعراق وشعبه\”.
وختم بيان ائتلاف النجيفي \”نأمل من الجميع تغليب الحكمة والمصلحة العامة لوطننا وشعبنا في الحكم على الأمور، لأن السياسة لا تدار ومصالح البلاد وأهدافها لا تتحقق بالخطابات المنمقة والشعارات الفضفاضة واستثارة عواطف الناس على غير هدى وتبعا لمصالح وغايات خاصة ضيقة الأفق\”.

إقرأ أيضا