لم يكن يحلم.. كان يسمع صوتها… كانت قريبة من منضدته… امرأة متوسطة الطول بيضاء أنيقة ترتدي ثيابا وردية اللون صوتها فيه نغم دافئ وعيناها سوداوان يفيض منهما الحب والحنان…
نظر إليها وهو مندهش تسأليني سيدتي؟
أجابته برقة هل رأيت خاتما بفص احمر اللون؟.. نسيته قبل لحظات على هذه المنضدة…
تلعثم بادئ الأمر ثم نظر إلى المنضدة وكأنه يبحث عنه ثم رفع رأسه إليها.. لم أره سيدتي ربما ضاع منك في مكان آخر
أدارت وجهها وهي تهم بالانصراف لكن كلمة نطقها أوقفت قدميها… التفتت إليه.. ماذا قلت؟
أجابها.. قلت هل تعرفينني؟
حدقت بوجهه.. وجه حزين رسم الزمن عليه علامات بارزة.. عيون غائرة ولحية خالطها الشيب.. ملامح لم ترها من قبل.. تبسمت في وجهه وقالت: لا أظن أني أعرفك؟
فهل تعرفني أنت؟
أخرج الخاتم من يده ووضعه على المنضدة ثم قال لها: اعتقد أن الخاتم يعرفني فقد اشتريته لك قبل عشرين عاما.