الخارجية النيابية: تقارب إيران وأميركا مهد لتبني مبادرة العراق بشأن سورية.. ومحللون: الابراهيمي يدرك أهمية بغداد

رأت العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، ان التقارب الإيراني الأميركي مهد لتبني المبادرة العراقية وأعطى لها أهمية، معربة عن ارتياحها لزيارة الأخضر الابراهيمي لبغداد وتباحثه مع الحكومة العراقية بشأن مبادرتها.

وفيما توقع محللون سياسيون، أن العراق سيلعب دورا محوريا في التغييرات القادمة في سورية، من خلال المبادرة التي أطلقها لحل الأزمة هناك، اعتبروا ما يدور من حرب في دولة كانت من مصدري الإرهاب إلى العراق قبل عهد قريب، ما هي إلا حرب طائفية بين هلالين، شيعي وسني، مشيرين إلى امكانية ان يستجيب المقاتلون الشيعة لدعوة الحكومة العراقية لإيقاف القتال، إلا أن السعودية قد تلعب دورا سيئا لإفشال المبادرة العراقية.

وفي اتصال مع \”العالم الجديد\”، أمس الاثنين، قالت ندى الجبوري، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، إن \”التقارب الإيراني الأميركي كان ممهدا لتبني المبادرة العراقية لذا انصبت زيارة الاخضر الإبراهيمي حول هذا الموضوع\”، مؤكدة أن \”العراق لاعب مهم في القضية السورية ، ويشكل مفتاح الحل للازمة خاصة في وقت يبحث فيه الجميع عن حل\”.

وتابعت الجبوري \”المبادرة العراقية بخصوص الشأن السوري لو تم الاستماع لها مبكرا لحقنت الكثير من الدماء السوري\”، موضحة أن \”تغيّر الموقف الأميركي من شن حرب ضد سورية، ليس كما يفهم منه أن واشنطن تخلت عن مواقفها، فهي لا تنظر لاعتبارات مثل العنف المستخدم في سورية من قبل النظام أو المعارضة، بل هناك أسباب لتغيير الموقف الاميركي منها ظهور القاعدة في القتال الدائر هناك وخطفها الاضواء من المعارضة السياسية السورية\”.

وفسرت عضو الخارجية النيابية \”التراجع وفق المفهوم الأميركي ليس خشية من شيء ما، وانما هو تفكير بالمعطيات الموجودة على أرض الواقع\”.

وأشارت إلى أن \”موقف إيران نحو إيجاد حل من خلال الحوار، وفتح نوافذ عدة مع الولايات المتحدة للتخفيف من وطأة الحصار المفروض عليها، دفع باتجاه القبول بالمبادرة العراقية\”.

 واستطردت أن \”السعودية ايضا تبحث عن حل للمعضلة السورية، ويتضح هذا من رفضها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن الذي يبدو مستغربا بعض الشيء، إلا أنه قد يفسر بأنها لا تريد ان تكون في الواجهة الدولية وهي طرف في القتال الدائر في سورية\”.

واضافت الجبوري أن \”مجاميع تنظيم القاعدة من جهة وظهور مليشيات ومقاتلين عراقيين وإيرانيين، قد أسهم في تغيير وجهات النظر نحو الوضع في سورية\”، منبهة إلى أن \”وجود ضحايا عراقيين في الحرب السورية يشير إلى شدة المعارك هناك، وكذلك تسلل مقاتلي القاعدة إلى الأراضي العراقية له دور كبير في تردي الوضع الأمني في العراق عموما، وقد يتطور إلى تسرب اسلحة كيمياوية إلى أراضينا وهذا يعد خطرا كبيرا\”.

وخلصت إلى القول، إن \”من خلال كل هذه الأمور مجتمعة دفعت إلى الانتباه للمبادرة العراقية بشأن سورية والتي ستخلق فرصة كبيرة للحل وايقاف القتال الدائر هناك\”.

بيد أن المحلل السياسي واثق الهاشمي، وصف ما يحدث في سورية بـ\”حرب بين هلالين شيعي و سني\”، موضحا أن \”وجود مقاتلين من دول سنية يقابلهم مقاتلين شيعة من العراق وايران ودخول حوب الله اللبناني دليل على وجود حرب ذات ابعاد طائفية تدور رحاها في سورية\”.

وبين الهاشمي في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الوجود العراقي في سورية له أثر واضح في تغيير المعادلة، وتسبب بتغيير اتجاه النظر نحو المبادرة التي اطلقها لحل الأزمة السورية\”.

 وأضاف أن \”للعراق تأثيرا على النظام السوري وكذلك على إيران، ويستطيع أن يحقق شيئا من خلال مبادرته، وإجراء تغيير على الوضع هناك\”.

واعتبر المحلل السياسي أن \”الإبراهيمي يدرك جيدا أهمية الدور العراقي، لذا كانت زيارته المفاجئة إلى بغداد لبحث الوضع هناك وإنضاج المبادرة العراقية قبل جنيف -2\”.

وزاد أن \”هناك مواقف جديدة متعلقة بالوضع السوري تطبخ في المطبخ السياسي العراقي على نار هادئة، ستسهم بالخروج من الأزمة السورية من خلال إجراء تغيير تدريجي على بنية النظام السوري\”.

بدوره، قال أمير جبار الساعدي، المحلل الاستراتيجي، في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”هناك الكثير من العراقيين يتواجدون في بعض الكتائب والالوية الشعبية التي تقاتل على الاراضي السورية تحت كثير من المسميات والدواعي والاسباب، وأن من تعلق صورهم وتشيع جثمانيهم من العراقيين المقاتلين في سورية يثبت هذا الامر\”، مستبعدا أن \”تكون هذه المجاميع بإشراف أو دعم الحكومة العراقية\”.

واحتمل الساعدي أنه \”قد يكون موضوع تواجد المسلحين في سورية خارج سيطرة الحكومة بشكل رسمي، إلا انهم قد يستجيبون لدعوة المبادرة العراقية والانسحاب من سورية\”، مستدركا \”إلا ان عدم ابعاد المقاتلين العرب والاجانب من الساحة السورية وايقافهم للقتال، سيكون مدعاة لبقاء مقاتلي حزب الله والعراقيين معه في سورية أيضا\”.

واشار إلى أنه \”فيما يخص اندحار مقاتلي الارهاب القاعدي في سورية، مازال هذا الامر لم يتحقق الى الان، وقوة ما تصدره من هجمات الى العراق وما قتالها البيني مع باقي الفصائل المسلحة المتواجدة على الارض السورية، إلا دليل على احتفاظها بقوتها\”.

ولفت إلى أن \”زيادة حجم الخروقات النوعية في الداخل العراقي، كانت بسبب فشل التصعيد الغربي والتوجه نحو التهادن السياسي والعمل على وضع خريطة مقبولة من قبل الجميع صوب جنيف 2، دعا داعش ومن تحالف معها بزيادة تلك الهجمات في اقليم كردستان ولبنان وبغداد\”.

وتابع \”وبسبب تراجع الزخم السعودي الفاعل كونه تسلم ملف الازمة السورية من قطر بعد اعتذراها من تسنم المقعد غير الدائم في مجلس الامن بعد أن فعلت الكثير للحصول عليه وبهذه السلبية فأنها مازالت تدعم الكثير من الفصائل المسلحة في سورية، والرياض تود تتغير النظام في دمشق، حتى لو كان بتوجيه ضربة عسكرية اميركية غربية، في معركة غير محسوبة العواقب\”.

وأردف أن \”هذه ستكون إحدى أوراق الضغط في يد السعودية من خلال تحريك أدواتها في تلك المجاميع المتطرفة لضرب استقرار سورية وعدم قبولها الذهاب الى جنيف 2، وكذلك ستفعل في العراق ولبنان وحتى مصر إذا تطلب الامر إن لم تتوافق مع الولايات المتحدة الاميركية التي تصاعد الجفاء فيما بينهما في هذه المرحلة، لترغم أميركا على تقديم بعض التنازلات او التوافقات، وإن لم تكن بشكل كامل\”.

إقرأ أيضا